قبل أيام قليلة من سفره إلى ألمانيا للمشاركة في مونديال 2006 ، يروى الحكم الدولي عصام عبد الفتاح في حوار خاص مع موقع FilGoal.com كواليس اختياره للمشاركة في المحفل الدولي الكبير ويرى أن عدم إسناد مباراة الأهلي والزمالك إلى حكم مصري يؤكد تدهور مستوى الكرة المصرية ، كما يوجه الانتقادات للحكام بسبب فشلهم في الحصول على حقوقهم. ونظرا لكثرة الأسئلة التي وردت إلى عبد الفتاح من الأعضاء ، قام فريق التحرير بطرح معظم التساؤلات التي أثارها أصحاب الأسئلة بصورة جماعية. كيف بدأت علاقتك بكرة القدم؟ بدأت في صفوف نادي بني سويف - مسقط رأسي - في دوري الدرجة الأولى في مركز رأس الحربة ، وانتقلت إلى نادي أسوان ولعبت لصالحه في الدوري الممتاز موسم 1990-1991 ، ووصلنا وقتها إلى نهائي كأس مصر وخسرنا أمام الأهلي بهدف نظيف ، وكنت قد سجلت هدف الفوز على جمهورية شبين في الدور قبل النهائي ، ثم انتقلت إلى نادي طنطا ، وختمت حياتي كلاعب في نادي الصيد بعد بلوغي 34 عاما ، ولعبت في المنتخب العسكري وحملت شارة قيادته لأربع سنوات ، وعندما كنت لاعبا كنت اكره التحكيم ، وكان أخر شيء ممكن التفكير فيه هو العمل كحكم بسبب ضعف المردود المادي والمعنوي والتعرض لبذاءات من الجميع وأي مدرب يتولى مسئولية فريق في الدرجة العاشرة يحظى بشهرة أفضل من كل الحكام. كيف اتجهت للتحكيم؟ محسن لطفي رئيس لجنة الحكام في بني سويف الذي ربطتني به علاقة طيبة كان له الفضل في هذا الاتجاه وحاول إقناعي بالتقدم إلى اختبارات لجنة الحكام في بني سويف في الخامسة والعشرين من عمري وبالفعل خضت الاختبارات ونجحت رغم أنني تعاملت مع الامتحان باستخفاف وظللت مسجلا في لجنة الحكام ببني سويف طوال الفترة من 1990 إلى 1995 دون أن أحكم مباراة واحدة ، وكان لطفي يقوم بتسجيل إسمي كحكم رابع في أي مباراة للناشئين بدلا من أي حكم يتغيب عن أداء مباراة حتى لا يسقط قيدي في اللجنة ، ورغم ذلك خضت اختبار الترقي من الدرجة الثالثة إلى الثانية عام 1995 ونجحت مجددا ، وبعدها اعتزلت الكرة وكنت اتمنى العمل كمدرب لكن في ذلك الوقت كان من الصعب الاعتماد على مدربين من غير أبناء الأهلي والزمالك ، وشعرت أن فرصة تميزي ضعيفة فلم أجد سوى التحكيم طريقا نحو النجومية خاصة وقد انبهرت بشخصيات حكام من نوعية الإماراتي على بوجسيم ومحمد حسام الدين وجمال الغندور ومحمد فتحي.
ويطالع صفحات الموقع ويقرأ أسئلة الأعضاء البعض يراك محظوظا في الوصول إلى مرحلة التحكيم الدولي بسرعة كبيرة؟ ولم اجتهد في التدريب على التحكيم إلا بعد اعتزالي وكان هذا سببا في نقلتي من الدرجة الثانية إلى الأولى محتلا المركز الأول على الجمهورية بين أبناء دفعة 1996 ، وخلال فترة قصيرة حصلت على الشارة الدولية عام 2001 ، ولعل هذه مدة دفعت البعض لاعتباري محظوظا. وما هو برنامجك استعدادا لمونديال ألمانيا 2006؟ اتوجه يوم 15 مايو الجاري لمدة أسبوع إلى دولة الإمارات بدعوة من الحكم الدولي السابق علي بوجسيم للدخول في معسكر تحت إشرافه مع حامل الراية الإماراتي عيسى درويش ، وبعد العودة سأقوم بقيادة مباراة في الدوري الممتاز قبل التوجه إلى ألمانيا يوم 25 حيث سيخضع كافة الحكام المشاركين في المونديال إلى تدريبات ومحاضرات بواسطة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لتطبيق التعليمات الجديدة في البطولة ، ومن المتوقع أن تشمل الأوامر الجديدة للفيفا إجراءات للقضاء على العنف. لماذا انت بعيد عن تحكيم مباراة الأهلي والزمالك في الوقت الذي اختارك الفيفا للتحكيم في أكبر مسابقة كرة قدم في العالم؟ لا تسألني عن لقاء القمة ، بل اسأل التعصب الكروي السائد في مصر ، كان من المفترض أن أقود هذه المباراة المباراة بناء على وعد من لجنة الحكام حيث كانت ستقام عقب نهاية كأس الأمم الأفريقية ، لكن بعد تأجيل اللقاء فوجئت بتراجع اللجنة عن وعدها ، وهذا بسبب التعصب الأعمى الذي تغذيه وسائل الإعلام الملونة ، فلم يعد لدينا ثقة في أنفسنا أو في لاعبينا ، ولا يشرفني أن يقرر أي مسئول تكليفي بهذه المباراة بعد استطلاع أراء الأهلي والزمالك ، ولو حدث ذلك فسأعتذر عنها ، لأن مباراة القمة ليست أصعب من مباراة تونس والمغرب في تصفيات كأس العالم أو مباريات الأرجنتين والبرازيل ، وبالمناسبة نظام الكرة في مصر لن ينصلح طالما استمرت الأمور بهذه الصورة وأقولها على مسئوليتي الشخصية أن منتخبنا الوطني لن يشارك في كأس العالم إلا عندما يحكم مباراة القمة طاقم مصري. كيف نلت شرف المشاركة في ال