ودعت جميع الفريق المصرية هذا الأسبوع كافة البطولات الافريقية والعربية التي تشارك فيها ، باستثناء فريق الأهلي فقط الذي واصل مشواره بنجاح وتفوق ، ليثبت لاعبو الأهلي أن "هناك فرق" وأن الأهلي يختلف عن جميع الفرق المصرية الأخرى. فللعام الثاني على التوالي تودع جميع الفرق المصرية البطولات الخارجية وتخرج منها بخفي حنين باستثناء الأهلي ، بل وان الصورة كانت أفضل في الموسم الماضي الذي وصلت فيه 4 فرق مصرية هي الاهلي والزمالك والاسماعيلي والمقاولون الى دوري المجموعات في بطولتي أفريقيا ، ولكن هذا الموسم خرجت جميع الفرق من الادوار الأولى ولم يصل الى دوري المجموعات سوى الأهلي فقط وهو قادر بإذن الله على مواصلة مشواره في البطولة والمحافظة على اللقب والسفر الى اليابان مرة أخرى. وإذا بدأنا بالحديث عن الأهلي سنجد أن الأهلي يمتلك منظومة متكاملة من ادارة جيدة وجهاز فني رائع وجمهور عاشق للفريق ، ولكن السبب الأهم والأول في وجهة نظري هو امتلاك الأهلي لكوكبة من اللاعبين المميزين ، والذين يمتلكون مستوى فني رائع ، بالاضافة الى امتلاكهم لخبرات كبيرة تكون هي الفيصل في المواجهات الصعبة ، وهي الميزة التي لا تمتلكها الفرق المصرية الأخرى. كما أن ما يميز الأهلي أنه لا يعتمد على لاعب واحد فقط او اثنين كما يدعي البعض ، بل يمتلك 30 لاعبا على أعلى مستوى بخلاف ناشئي الفريق ، ولا يؤثر في الفريق غياب لاعب أو اثنين أو حتى عشرة بسبب الاصابات أو الايقافات ، وهي المواقف التي تعرض لها الأهلي كثيرا هذا الموسم ونجح في تخطيها جميعا بنجاح ، فقد يغيب الأداء الجميل في بعض الأوقات ، ولكن شمس الانتصارات لم تغب عن الأهلي في اي وقت من الاوقات. الأهلي بعد مباراة ريناسيمنتو رفع رصيده في عدد المباريات المتتالية بدون هزيمة الى 73 مباراة متتالية على المستويين المحلي والأفريقي ، كما رفع رصيده في عدد المباريات المتتالية دون أن تهتز شباكه الى 15 مباراة متتالية محليا وأفريقيا!
"وحقيقة فإنني لست مع الذين يقولون أن لو كان عمرو زكي موجودا مع الفريق لنجح في تحقيق الكأس ، لأن عمرو زكي مجرد لاعب واحد في الفريق مهما كانت كفاءته ، وهو ليس سوبر مان ، فعمرو زكي طوال مباريات البطولة العربية بالكامل لم يسجل سوى هدف وحيد". وإذا نظرنا الى الفرق المتأهلة لدور الثمانية في بطولة دوري الأبطال الأفريقي هذا الموسم وبعقد مقارنة بينها وبين فرق الموسم الماضي سنجد أن الأمور تبدو نظريا أسهل للأهلي هذا الموسم في التتويج باللقب ، حيث أن الفرق الثمانية في الموسم الماضي كانت تضم أربعة فرق عربية بخلاف الأهلي هي الزمالك والترجي والنجم الساحلي والرجاء ، أما هذا الموسم فتأهل فريقان عربيان فقط هما الصفاقسي وشبيبة القبائل وكلاهما أقل في المستوى من فرق الموسم الماضي ويستطيع الأهلي تخطيهما بسهولة ، أما الفرق السمراء فلن أتحدث عنها لأن مستواها أصبح متواضعا للغاية في الفترة الأخيرة بعدما فتحت باب الاحتراف على مصراعيه ، ويكفي أن الفرق الأربعة التي تأهلت للمربع الذهبي في الموسم الماضي كانت كلها فرق عربية. أما إذا تركنا الأهلي وتحدثنا عن الفرق الثلاثة الأخرى التي ودعت البطولات هذا الأسبوع وهي إنبي وحرس الحدود والاتحاد ، فإن وجهة نظري ، والتي قد تغضب البعض مني ، أن هذه الفرق قدمت ما عليها وزيادة ، وأن المراحل التي وصلت اليها تعد مراحل ممتازة للغاية مقارنة بامكانيات لاعبيها الفنية ، بالاضافة الى نقص عنصر الخبرة لدى هؤلاء اللاعبين ، وفي رأيي أن مدربي الفرق الثلاثة لم يقصروا بالمرة ، بل قدموا أفضل ما عندهم. فخروج الاتحاد أمام الترجي أمر عادي ومتوقع ، فالترجي فريق عريق وبطل الدوري التونسي ، وعندما يواجه الأهلي او الزمالك فإنه يصعب التكهن بنتيجة اللقاء ، ولكن الوضع يختلف مع الاتحاد لفارق الامكانيات الكبير بين لاعبي الفريقين ، وفي رأيي أن وصول الاتحاد لركلات الترجيح مع الترجي يعد انجازا ، بل وان اداء الاتحاد في مباراتي الذهاب والعودة كان رائعا ويستحق عليه كل الشكر والتقدير كما يستحق مدربه طلعت يوسف كل التحية والاحترام. أما فريق إنبي الصاعد ورغم هزيمته امام الرجاء مرتين ذهابا وايابا ، فيكفيه شرفا الوصول للمباراة النهائية للبطولة العربية التي يشارك فيها أعرق الفرق العربية ، ويكفيه فخرا أن يحصل على لقب "وصيف العرب" ، ولو كان انبي قد خرج من دور ال 16 أمام الافريقي أو من دور الثمانية امام المولودية لم يكن أحد يلومه ، فانبي فريق حديث ويفتقد لاعبيه لعنصر الخبرة ، ووضح ذلك بشدة في مباراة الذهاب للقاء النهائي الذي أضاع فيه لاعبو انبي العديد من الفرص السهلة بسبب التسرع والرعونة ، وأود أن أشير الى أن ما قدمه طه بصري مع الفريق من انجازات على المستويين المحلي والعربي في الفترة الأخيرة يستحق عليه أيضا كل الاشادة والتقدير. وحقيقة فإنني لست مع الذين يقولون أن لو كان عمرو زكي موجودا مع الفريق لنجح في تحقيق الكأس ، لأن عمرو زكي مجرد لاعب واحد في الفريق مهما كانت كفاءته ، وهو ليس سوبر مان ، فعمرو زكي طوال مباريا