مساء الخامس عشر من أبريل من عام 1989 يسافر مراهق يدعى كيفن مع بعض رفاقه إلى مدينة شيفيلد لحضور مباراة فريقه ليفربول مع شيفيلد وينزداي في كأس إنجلترا. لكن لم يعد ذو ال15 عاما إلى دياره مع 95 مشجعا لمقاطعة ميرسيسايد حيث تقع مدينة ليفربول، وفاتهم داخل استاد هيلزبروه هي المأساة الأكبر في تاريخ الكرة الإنجليزية. الجميع يعرف لماذا لا يحب الجميع في ليفربول مارجريت تاتشر والشرطة وصحيفة صن، هؤلاء من اتهموا الجماهير نفسها بأنها من تسببت في الحادث الذي راح ضحيته 96. عام 1993 برأت المحكمة نهائيا أي جهة من التخطيط لقتل الجماهير لتصبح رواية الدولة هي أن الجمهور هو من تسبب في الحادث لكن هذا ما رفضته عائلات الضحايا وعلى رأسهم سيدة تدعى آن ويليامز والدة كيفين. آن ويليامز ويليامز هي واحدة من الأمهات اللاتي فقدت أبنائهن في الحادث، رفضت تماما ما قالته المحكمة منذ 23 عاما في حق جماهير ليفربول ومقتلهم لذلك قررت بنفسها أن تبدأ في تتبع الشهود. لكنها أولا درست القانون البريطاني كاملا حتى تتمكن من التعرف عما حدث لنجلها الأصغر كيفين، والذي وفقا للراوية الرسمية توفي في تمام الساعة 3:15 عصرا يوم المباراة. تقول جوديث موريتس صحفية بي بي سي عنها "هي لم تعمل من قبل في المحاماة ولم تنل تدريبا لكن عندما تتحدث معها ستظن أنها تمتهنها منذ سنوات". تواصلت ويليامز مع جميع من رأوا نجلها في لحظاته الأخيرة، توصلت بنفسها لأخر من رأه قبل وفاته في تمام الساعة الرابعة، والذي أخبرها بأن كيفين قال كلمة "أمي" قبل موته مباشرة.. لتبدأ فيما بعد في التقدم بطلب للنائب العام في إعادة التحقيق ليتم رفضه. الشخص الأخير الذي رأى كيفين كانت شرطية تدعى ديبرا مارتن وأكدت لها أنه كان ينبض حتى الساعة الرابعة لكن تقاعس الإسعاف جعله يلفظ أنفاسه الأخيرة، لكن ديبرا غيرت أقوالها لتقول رسميا أنه مات الساعة 3:15. التقرير الطبي الرسمي أشار إلى أن كيفين توفي بإسفكسيا الخناق، لكنها بحثت عن أراء طبية أخرى أكدت لها أنه توفي إثر إصابات في الرقبة وكان من الممكن أن يتم إنقاذه لكنها لم تستطع إثبات ذلك في أي محكمة. لكنها لم تيأس للحظة واحدة وقدمت طلبين أخرين للنائب العام وتم رفضهما، كما تقدمت بطلب مشابه للجنة حقوق الإنسان بالاتحاد الأوروبي عام 2009 وتم رفضه أيضا. "لم أكن سأستسلم" في الثاني عشر من سبتمبر عام 2012 شهدت ويليامز لحظة تاريخية بعد أن صدر تقريرا رسميا أشير فيه لتورط الشرطة رسميا في مقتل جماهير ليفربول في هيلزبروه أيضا تباطؤ الإسعاف الذي ضاعف من عدد الضحايا وربما كانوا سيتمكنوا من إنقاذ 58 منهم. وقالت ويليامز لصحيفة جارديان ردا على سؤال إذا كانت سألت هل كان كيفين من ضمن ال58 الذين كان سيتم إنقاذهم لولا التواطؤ "كنت أعلم طوال هذه السنوات أن الأدلة خاطئة وأن كيفين كان من الممكن أن يتم إنقاذه لذلك لا أحتاج أن أسأل". على كرسي متحرك، ذهبت ويليامز بعد 3 أشهر إلى المحكمة لتسمع الحكم رغم مرضها الشديد بعد إصابتها بمرض السرطان وقالت "لم أكن سأستسلم أبدا". في الذكرى ال24 عاشت آن ويليامز لحظة تعيسة أخرى وهي تتذكر كيفين ذو ال15 عاما مع قميص ووشاح ليفربول لكن هذه المرة كانت الأخيرة إذ توفيت يوم 18 أبريل 2013 بعد ذكرى الحادث ب3 أيام فقط. بعد وفاتها كرمتها شبكة بي بي سي الإخبارية وتم اختيارها كشخصية العام الرياضية في 2013 تقديرا لمجهوداتها النبيلة في قضية هيلزبروه. "كيفين فخور بها" آن ويليامز باتت أيقونة ورمزا لقضية كارثة هيلزبروه، ربما هي لم تعش طويلا حتى ترى الحق يعود كاملا بعد أن أدانت هيئة المحلفين رسميا يوم 26 أبريل من عام 2016 قوات الشرطة بأنها تسببت وخططت لمقتل المشجعين في شيفيلد. لكن بالتأكيد نجلها كيفين سيخبرها كم هو فخور بها كما قال أسطورة ليفربول كيني دالجليش.