إياك أن تعتقد أن تتويج هذا الفريق بالدوري المحلي قبل نهايته ب8 جولات يعكس قدرته على مقارعة الكبار في أوروبا والمنافسة على الفوز بدوري الأبطال. بل إن الأمر هو العكس، ضعف المنافسين في الدوري الفرنسي يعد سببا رئيسيا لمعاناة هذا الفريق أوروبيا. سان جيرمان فريق قوي لا جدال في ذلك، فوجود تياجو سيلفا وأنخيل دي ماريا وزلاتان إبراهيموفيتش كفيل بأن يبين لك مدى شراسته. فلقد فاز من قبل في دوري الأبطال على فرق تفوقه خبرة في البطولة مثل بنفيكا وبورتو وفالنسيا وباير ليفركوزن وتشيلسي. لكن عندما يحين موعده مع الكبار مثل برشلونة ينكشف أمره، ألا وهو ضعف الدفاع وضعف أيضا الفاعلية الهجومية. كيف وهو يمتلك "إبرا" وإدينسون كافاني ولوكاس سيلفا وخافيير باستوري؟ برشلونة وبايرن سان جيرمان فريق يسعى لتقديم الكرة الجميلة، يريد السير على نهج عمالقة أوروبا ومهيمنوها في الاستحواذ على الكرة برشلونة وبايرن ميونيخ. فتجده الثالث خلفهما من ناحية متوسط حيازة الكرة في دوري الأبطال، أي أكثر من أتليتكو مدريد ومانشستر سيتي اللذان تأهلا لنصف النهائي. ومنذ أن كان الاستحواذ في كرة القدم لا يعني شيئا طالما أنك لا تهدد مرمى المنافس (مثل مباراة برشلونة وأتليتكو الأخيرة)، فتجد هذا الفريق يعاني دائما في دوري الأبطال ولا يذهب إلى ما هو أبعد من ربع النهائي. ودع مرتين أمام برشلونة (2013 و2015) ومرة أمام تشيلسي (2014) وهاهو سيتي الذي تأهل لأول مرة إلى ربع النهائي يقصيه ليمر إلى المربع الذهبي. تأثر سان جيرمان بضعف المنافسين المحليين وهيمنته الدائمة على الكرة في الدوري المحلي ألقت بظلالها سلبا على أدائه في دوري الأبطال. فإذا كان مروره سهلا أمام ريم ومونبيلييه وتروا وكان ونيس، فإن الأمر ليس كذلك في دوري الأبطال. رغم أنه ثالث أكثر فريق يستحوذ على الكرة هل تعلم أنه أقل محاولات على المرمى من سيتي وأتليتكو وأيضا بنفيكا؟ هل تعلم أنه يحتل المركز رقم 15 في دوري الأبطال من حيث التسديد على مرمى المنافسين! تسبقه فرق مثل ليون وبورتو وروما وبروسيا مونشنجلادباخ. فاعلية ضعيفة على الصعيد الهجومي. أما الدفاعي، فهو يتلقى تسديدات كمتوسط في كل مباراة أكثر من دينامو كييف وليون وبورتو، هل تصدق؟ صحيح أنه لم يستقبل سوى 6 أهداف فقط في المسابقة هذا الموسم، لكن سيتي الذي اهتزت شباكه 11 مرة أطاح به من ربع النهائي. سان جيرمان لا يجيد تغيير استراتيجية اللعب، لا يعرف سوى الاستحواذ على الكرة واللعب بطريقة هجومية. لا يقدر على التنظيم الدفاعي مباراة كاملة مثل ريال مدريد وأتليتكو. فهو لم يسجل مطلقا هذا الموسم في دوري الأبطال من كرة مرتدة، مثلما فعل أتليتكو من قبل مع برشلونة وتشيلسي، ومثلما فعل ريال مدريد أيضا مع كارلو أنشيلوتي أمام بايرن. وإن كان هذا الأمر يجدي نفعا في الدوري المحلي فإنه ليس كذلك في أوروبا، المعاناة من أجل الوصول إلى مرمى المنافس تتطلب حلولا أخرى. وإن كنت غير قادر على التسجيل فلابد أن يكون دفاعك قويا حتى تجتاز الأخرين.