على رغم المسيرات الصاخبة التي اجتاحت القاهرة بعد فوز الأهلي بدوري أبطال أفريقيا ، ظل سعد الذي يمتلك متجرا لبيع ألبومات موسيقية وهدايا في حي العجوزة يتابع تلك الاحتفالات بلا اكتراث كبير وكأن ما يحدث لا يعنيه في شئ. "أنا زملكاوي ، ولست مهتما بفوز الأهلي بالبطولة من عدمه" يقول سعد بهدوء ، مضيفا لFilGoal.com "لست مقتنعا بأنه يجب علي تشجيع أي فريق مصري يلعب في بطولة أفريقيا ، لأنها بطولة أندية وليست منتخبات ، ولكنني بالطبع أشجع منتخب مصر في أي مناسبة حتى لو كان كل لاعبيه من الأهلي". رأي الشاب العشريني - وإن كان يخالف عرفا تتعامل معه وسائل الإعلام وكأنه قاعدة مسلم بها - فإنه يعكس ببساطة وتلقائية رأي أغلبية الجيل الجديد من المشجعين المصريين باختلاف انتماءاتهم. فجماهير الأهلي الغفيرة التي امتلأ بها ملعب الكلية الحربية قبل انطلاق المباراة النهائية في مواجهة النجم بست ساعات رفضت بإجماع تعليق علم أبيض كبير حمله مشجع زملكاوي ذهب للتعبير عن مساندته لبطل مصر ، وأجبرته على تنكيسه وهو ما جعل شاشات التلفزيون تركز على صورة علم وحيد للزمالك بدلا من عشرات كانت مختلطة بأعلام الأهلي في آخر نهائي أفريقي خاضه الفريق الأحمر عام 2001 وهو مشهد تكرر بشكل عكسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا بعدها بعام واحد عندما كان الزمالك هو طرف المباراة النهائية. إلا أن نظرة موضوعية للأمر تشير إلى أن الوضع الحالي هو الأكثر منطقية ، فلا تشهد أي من ملاعب العالم التي تحفل بكثير من المنافسات الثنائية تشجيع جماهير فريق ما لغريمها التقليدي عندما يلعب في مسابقة إقليمية أو قارية. بل على العكس ، فدائما ما يعتمد الفريق الزائر على مؤازرة متوقعة من الجماهير المنتمية لفريق آخر غير صاحب الأرض! وإذا كان التشجيع ضد المنافس التقليدي يكتسي بمسحة من التعصب في بعض مناطق العالم ، إلا أن بعضهم يرى أن النموذج المصري يعد طبيعيا بشدة لأنه يمس واحدا من أهم ساحات التنافس بين قطبي الكرة المصرية.
جوزيه يحتفل مع جماهير الأهلي يقول محمد عبد الرحمن - وهو مشجع قديم للنادي الأهلي - إنه لم ولن يساند الزمالك أبدا في مغامراته الأفريقية "لأن ذلك يعني زيادة عدد ألقابه في بطولة دوري أبطال أفريقيا ، التي يحمل الرقم القياسي في الفوز بها ، في الوقت الذي يسعى فيه الأهلي لإزاحته عن هذا المكان" ، وهو التعليق الذي لم يختلف كثيرا عن رأي الزملكاوي سامح قدري الذي يؤكد أن كل انتصار أفريقي جديد للأهلي "يعني زيادة الفارق لصالحه على قمة التصنيف الأفريقي الذي يحتل فيه الزمالك المركز الثاني". ولكن ذلك التفكير المنظم ، وحسابات المكسب والخسارة ليست البوصلة الأساسية التي يتبعها الجميع لتحديد اتجاهه من مباريات منافسي فريقه في البطولات الخارجية. ووضح من خلال احتفالات جماهير الأهلي عقب الفوز بدوري أبطال أفريقيا أن شغلهم الشاغل كان السخرية من الزمالك ، وهو ما برز بشدة في هتافاتهم التي تناولت النادي الأبيض ورئيسه بالشتائم أكثر من كيل عبارات التحية وأهازيج الفرح لفريقهم البطل. وفي المقابل ، لم يخف ياسر أمين الذي يصف نفسه بأنه "زملكاوي متعصب" حزنه لفوز الأهلي باللقب ، ليس لأنه جاء على حساب فريقه المفضل في الدور قبل النهائي ، وليس بسبب اتساع الفجوة بين الفريقين على قمة التصنيف الأفريقي ولكن لسبب مختلف تماما. يقول أمين "أنا أكره الأهلي بشدة ، من دون سبب محدد ، لذلك أتمنى خسارته في أي مباراة يخوضها"!