يبدو أن بعضا من مسئولي الأهلي قد فهم مقولة "الأهلي فوق الجميع" خطأ ، فأصبحوا يملون شروطهم على المدير الفني لمنتخب مصر وعلى اتحاد الكرة المصري ، ولكن : عفوا يا أهلي .. فمصر فوق الجميع. بداية ، وقبل أن أخوض في موضوع المقالة الرئيسي ، أود أن أوضح للجميع المعنى الحقيقي لمقولة "الأهلي فوق الجميع" ، فتلك المقولة ابتدعها الراحل صالح سليم أثناء انتخابات النادي الأهلي ، وهي تعني فقط أن مصلحة النادي الأهلي تفوق المصالح الشخصية لجميع المرشحين في الانتخابات ، وأنه من المهم ان تمر الانتخابات بصورة حضارية دون أن تؤثر على اسم الأهلي العريق وتأتي بالأفضل من القادرين على خدمة النادي. لكن للأسف الشديد تم تحوير هذه المقولة بعد ذلك ، وظن الكثير من مشجعي ومسئولي الأهلي أن مقولة "الأهلي فوق الجميع" تعني أن الأهلي فوق الزمالك وفوق جميع الأندية العربية والأفريقية ، بل وفوق منتخب مصر واتحاد الكرة المصري نفسه ، وهو كلام عار تماما من الصحة ، ولو كان كذلك لطالب الأهلي مثلا بمنع دخول جمهور الزمالك في مباراة الفريقين معا ، أو لطلب من اتحاد الكرة المصري بألا ينال لاعبي الفريق أي بطاقات في المباريات لأن "الأهلي فوق الجميع". بعد هذا التوضيح البسيط ، الذي كان لابد منه ، نعود الى الموضوع الرئيسي وهو تدخل الأهلي السافر في شئون واختصاصات حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر ، ومطالبته باستدعاء اللاعبين للمنتخب في المباريات المدرجة في الأجندة الدولية فقط ، واستدعائهم قبل المباريات الدولية ب 72 ساعة فقط ، والتنسيق مع الجهاز الفني للفريق قبل اختيار لاعبيه للمنتخب ، ثم الاتفاق على طريقة تدريبية واحدة في المنتخب والأهلي ، وأخيرا الطلب الغريب بأن يخوض الأهلي مباراته الودية أمام بنفيكا البرتغالي يوم 16 نوفمبر المقبل بلاعبيه الدوليين!
"والسؤال الأن لماذا لم ينسحب الأهلي حاليا من بطولة أفريقيا أيضا بعد كثرة غياب لاعبيه الدوليين ، بالتأكيد الوضع حاليا مختلف ، ولذلك قرر الأهلي شن الحرب على الجهاز الفني "الغلبان" للمنتخب"! بداية ، يجب أن نوضح لمسئولي الأهلي أن الاتحاد المحلي هو الذي يدير الكرة في أي بلد وليست الأندية هي التي تديرها حسب أهوائها ، وفي جميع البلدان "المحترمة" نجد أن استدعاء اللاعبين للمنتخب من الأندية المحلية يتم في أي وقت وبأي عدد من المرات ، فنجد مثلا ان الاتحاد السعودي يلعب أسابيع كاملة في الدوري السعودي بدون اللاعبين الدوليين ولم يعترض أحد ، وكان ذلك له أكبر الأثر في ارتفاع مستوى المنتخب السعودي وتأهله لكأس العالم 4 مرات متتالية ، وهكذا يفعل الاتحاد التونسي ونظيره المغربي أيضا وهو ما ساهم في ارتفاع المستويات الفنية لهذه المنتخبات. لعلي أذكر واقعة مهمة جدا ، فمنذ ثلاث سنوات ، وتحديدا في نهاية موسم 2002-2003 ، قرر الاتحاد المغربي إقامة مباريات المرحلة الأخيرة لبطولة الدوري بدون اللاعبين الدوليين لارتباطهم بمباراة مع المنتخب المغربي في نفس التوقيت ، ورفض الاتحاد المغربي تأجيل مباريات الدوري رغم أن المنافسة على اللقب كانت مشتعلة بين ثلاثة فرق هي الرجاء والوداد وحسنية أغادير ، وأقيمت المباريات في موعدها وتوج أغادير باللقب ، ولم يعترض أي من مسئولي الرجاء والوداد اللذين تضررا من هذا القرار لوجود عدد كبير من لاعبيهم ضمن صفوف المنتخب بعكس أغادير ، وبالطبع تفوق المنتخب المغربي بعد ذلك وتأهل لنهائي كأس الأمم الأفريقية 2004 وينافس بقوة الآن على التأهل لكأس العالم 2006. ولعل مواقف الأهلي في الفترة الأخيرة مع المنتخب أصبحت غامضة للغاية وتثير العديد من التساؤلات ، فقد منع الأهلي عماد متعب من الانضمام للمنتخب في مباراته الحاسمة أمام كوت دي فوار بأبيدجان والتي أطاحت بآمال مصر في التأهل للمونديال بحجة إصابته التي ما زالت تحتاج للكثير من الوقت ، ثم فوجئنا به بعد أيام قليلة جدا يشارك مع الأهلي أمام الرجاء المغربي في دوري الأبطال الأفريقي ، وتكرر ذلك أكثر من مرة مع محمد بركات الذي لم يشارك مع منتخب مصر في دورة سويسرا بحجة الإصابة ثم شارك بعدها بأيام قليلة مع الأهلي وكان "زي الفل" ، ولكن شحاتة فطن الى هذه الخدعة وقرر استبعاده من صفوف المنتخب الى أجل غير مسمى رغم مستواه الرائع. اعتراض الأهلي على كثرة مشاركات لاعبيه مع المنتخب تتنافي تماما مع قرار اتحاد الكرة السابق ، والذي اتخذ قرارا بقيد 30 لاعبا بقائمة كل فريق ، وهذا القرار تسبب في أن الأهلي نجح في تجميع أفضل اللاعبين في مصر ليجلسهم على دكة البدلاء خوفا من أن يستفيد منهم أي نادي منافس ، وبالطبع يعد ذلك سببا آخر من أسباب تدهور الكرة المصرية التي حرمها الأهلي على الأقل من عشرة لاعبين مميزين كان من الممكن أن يفيدوا المنتخب لو لعبوا كأساسيين في أي فريق آخر بدلا من وضعهم داخل "ثلاجة" الأهلي. أما السبب الرئيسي الذي اتخذ له هذا القرار فكان لزيادة عدد اللاعبين في كل فريق حتى يتسنى لهم المشاركة في أكثر من بطولة خارجية "عربية وأفريقية" وحتى لا يعترض أي