يبدو أن نادي برشلونة مقبل على فترة عصيبة من عدم الاستقرار الإداري بعد عودة جوان لابورتا من الماضي لقيادة ثورة على المجلس الحالي بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو، وسط اتهامات متبادلة بالفساد، فضلا عن ظهور عدد آخر من المتنافسين المحتملين على مقعد الرئاسة. وتفيد المؤشرات الأولية بأن الانتخابات المقبلة لن تمر بسلام، بسبب النزاع المحتد بين جميع الأطراف، لذا لا مجال للتنافس بروح رياضية، مما قد ينعكس بالسلب على مشروع المدرب لويس إنريكي القائم. - عودة لابورتا: أشعل الرئيس الأسبق جوان لابورتا فتيل الحرب بعودته للظهور إعلاميا بعد غياب طويل، حيث ألمح الى رغبته في العودة لمنصبه، لأنه "لا يجد بين الإدارة الحالية أي شخص جدير بالثقة أو يتمتع بالكفاءة". ووصف لابورتا الرئيس بارتوميو في حوار مع إذاعة كتالونية ب"الفاسد والوقح والجبان"، مشيرا الى أنه "انتزع منصب الرئاسة دون انتخابات وبدون موافقة أعضاء النادي"، مشيرا الى أن هذا الاختطاف للسلطة يشجعه على العودة "لمصلحة البرسا". ويحظى لابورتا بدعم شعبي من جماهير البرسا حول العالم التي تحن الى أمجاد الماضي، ليس فقط على صعيد البطولات، وإنما للصفقات المتميزة التي كان يعقدها وينافس بها خصمه فلورنتينو بيريز رئيس النادي الغريم ريال مدريد. - انتخابات عاجلة: وتقدم رجل الاعمال أجوستي بينيديتو، الذي يعتزم ايضا المشاركة في الانتخابات المزمع إجرائها في 2016 ، باستطلاع للرأي بين أعضاء النادي، أثبت من خلاله تصدر لابورتا للقائمة بفارق طفيف عنه. وأكد بينيديتو من خلال استطلاعه معلومة مهمة، وهي أن 76% من الأعضاء يريدون إجراء "انتخابات عاجلة"، دون انتظار البقاء في حكم بارتوميو حتى 2016. ويستند المطالبون بالانتخابات الفورية على عدم شرعية بقاء بارتوميو، لأن القوانين تشير الى أن الفترة الرئاسية مكونة من 4 أعوام فقط، لكن بارتوميو يكمل فترة الرئيس المستقيل في فبراير الماضي ساندرو روسيل، والتي بدأت في 2010 ، لذا فإن استمرار بارتوميو الى 2016 يعني أن الفترة الرئاسية امتدت الى 6 اعوام. كان روسيل قد أعلن في 2013 أنه حصل على دعم للاستمرار في منصبه حتى 2016 ، لكن فضيحة صفقة نيمار تسببت في استقالته مبكرا في مطلع 2014 الجاري، ليترك القيادة لنائبه بارتوميو. وشدد روسيل في وقت سابق على أنه سيترشح في انتخابات 2016 ، لكن مع رحيله فإن بارتوميو يعتزم خوض سباق الترشح في نفس العام مكانه.
- بارتوميو بلا كاريزما: أما بارتوميو فلا يملك نفس الجاذبية التي يتمتع بها لابورتا، كما أن استمراره بالنسبة لكثيرين يعني استمرار نفس سياسات روسيل التي شابها اتهامات بالفساد. ويعارض كثير من الأعضاء والمشجعين استمرار بارتوميو عامين آخرين في الرئاسة. وانتقد أساطير البرسا: مثل اللاعب والمدرب التاريخي الهولندي يوهان كرويف والمدرب الفذ الأسبق بيب جوارديولا سياسات روسيل وشريكه بارتوميو في عديد من المناسبات، وقطع الأول علاقته بالنادي رغم أنه كان الرئيس الشرفي. في المقابل فإن البرنامج الانتخابي للابورتا يتضمن الاستعانة بالأساطير، مثل كرويف في الإدارة، وألمح الى إمكانية عودة جوارديولا لمنصب المدير الفني، قبل أن ينفي الاخير هذا الأمر، ويبدأ الجدل حول إمكانية الاستعانة بالمدرب البرتغالي "العدو" جوزيه مورينيو. ووجه جوردي فينيستريس المستشار الإعلامي للابورتا رسالة الى مجلس إدارة بارتوميو الحالي من خلال تغريدة عبر موقع (تويتر) قال فيها "لا تنسوا أن تجمعوا أغراضكم كلها قبل ترك مكاتبكم، لا يهمنا أي شيء مما قمتم به، لكن نرجوا أن ترحلوا في أسرع وقت، لأن لدينا الكثير من العمل لإنجازه". - بينيديتو..المرشح الواقعي: بالعودة الى أجوستي بينيديتو، الذي ترشح من قبل في انتخابات 2010 وخسرها امام روسيل، فقد أعلن عن نتائج استطلاع للرأي جرى بين الأعضاء، واعترف من خلاله بفوز لابورتا بنسبة 31.3% ، أما هو نفسه (بينيديتو) فنال 24.9% من الأصوات، بينما جاء بارتوميو أخيرا ب19.6% ، مقابل امتناع 24.2% عن التصويت الذي شمل 411 فردا من الأعضاء، على مسئوليته الشخصية. - مرشحون آخرون: ولا يتوقف الماراثون الرئاسي على هذا الثلاثي فقط، فالباب مفتوح امام ترشح فيكتور فونت، الذي كان فردا بحملة المرشح السابق في 2010 مارك إنجلا. كما يبرز اسم توني فريتشا عضو مجلس الإدارة الحالي، الذي تقلصت صلاحياته مؤخرا بعد أن كان كثير الظهور إعلاميا، لذا لم يتضح موقفه من تأييد المجلس الحالي أو التمرد عليه. وفي حال تزايد الضغوط لعقد انتخابات عاجلة فإن الموعد المرجح سيكون في الصيف أو الربيع المقبل، إن لم تشتعل الحرب بإصرار مجلس بارتوميو على شرعية البقاء ل2016.