مدرب الفريق يرحل ومعه أبرز النجوم.. الجماهير تتخوف من موسم ربما يعود فيه الفريق إلى الظلمات من جديد.. لكن البداية أروع بكثير مما توقعه أشد المتفائلين.. أهلا بكم في ساوثامبتون. مع نهاية الموسم الماضي كان الجميع في ساوثامبتون سعيداً.. الفريق العائد للدوري الممتاز قدم موسماً متميزاً أنهاه في المركز الثامن، وعاد لاعبوه ليرتدوا قميص المنتخب الإنجليزي مجدداً عبر آدم لالانا وريكي لامبرت ولوك شو.. الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو أثبت أنه مدرب قادر على قيادة "القديسين" لتحقيق حلم طال انتظاره وهو اللعب في إحدى البطولات الأوروبية. لكن الصيف كان قاسياً.. بوتشيتينو استجاب لإغراءات توتنام هوتسبر ليرحل عن تدريب الفريق.. ومع الأرجنتيني كان عقد النجوم ينفرط.. لالانا ولامبرت ومعهما المدافع الكرواتي ديان لوفرين رحلوا إلى ليفربول.. لوك شو اختار مانشستر يونايتد.. كالوم تشامبرز أصر على الرحيل إلى أرسنال.. حتى جاستون راميريز ذهب معاراً إلى هال سيتي. لكن إدارة ساوثامبتون وحدها لم تكن تشعر بأي قلق.. خزانة النادي انتعشت بمبالغ كبيرة حصيلة بيع هؤلاء النجوم، فقررت تدعيم الفريق بطريقتها.. - جاء أولاً الهولندي رونالد كومان مديراً فنياً، ومعه جاء نجوم جدد.. الصربي دوسان تاديتش جاء من تفينتي الهولندي، وبرفقته من ذات الدوري مهاجم فينوورد الإيطالي جراتسيانو بيلليه. الظهير ريان برتراند جاء على سبيل الإعارة من تشيلسي، ثم أتى الحارس الدولي فريزر فوستر من سيلتيك الاسكتلندي. - الأيرلندي شين لونج انضم للهجوم، ثم في آخر أيام الانتقالات ضم صاوثامبتون المدافع البلجيكي توبي ألديرفيلد والسنغالي ساديو مانيه. الموسم بدأ بخسارة منطقية من ليفربول، أعقبها تعادل سلبي مع وست بروميتش ليبدأ القلق بين جماهير ملعب سانت ماري. لكن ساوثامبتون عاد من لندن بفوزه الأول على وست هام 3-1 في مباراة بدأت فيها ماكينات كومان في العمل. رباعية بيضاء في مرمى نيوكاسل وضعت لاعبين مثل بيلليه وتاديتش مع مورجان شنيدرلين في قائمة المعشوقين لدى جماهير القديسين.. فوز ثالث على التوالي جاء على حساب سوانزي، ورابع على كوينز بارك رينجرز، ثم خسارة بصعوبة أمام توتنام قبل التوقف الدولي. لكن القديسين عادوا من العطلة بشكل أكثر من رائع.. ثمانية أهداف كاملة في شباك سندرلاند منحتهم الفوز الخامس في ثمان مباريات، سجلوا فيها 19 هدفاً وتلقت شباكهم 5 فقط.. المركز الثالث هو مكان ساوثامبتون حالياً، لا يتفوق عليه سوى تشيلسي ومانشستر سيتي. في نفس السياق وفي كأس الرابطة تفوق ساوثامبتون على أرسنال بملعبه ليبلغ الدور الرابع.. القديسون يسيرون بشكل جيد على كل الأصعدة. كومان تميز فنياً.. الصفقات الجديدة ومعها القدامى تألقوا في الملعب.. لكن يبقى الإبداع من نصيب إدارة ساوثامبتون التي لم ترتعش ولم تصدم في رحيل المدرب والنجوم.. فقط وضعت ثقتها في مدرب آخر ونجوم مختلفين.. ولعلها تحصد نتاج هذه الثقة في النهاية.