"لم يعد قديسا"..فقد سمع إيكر كاسياس، حارس وقائد ريال مدريد، صافرات استهجان من جماهير فريقه لأول مرة خلال مسيرته، بالتزامن مع احتفاله بمرور 15 عاما على خوض أول مباراة رسمية مع الميرنجي، رغم أنهم عاملوه حتى وقت قريب كرمز لا مساس به، وضحوا ب"الاستثنائي" من أجله. أدرك جمهور ريال "في مدريد" أخيرا صحة موقف المدرب البرتغالي السابق جوزيه مورينيو من إشعار كاسياس بالخطر على مكانه الثابت تحت المرمى لأن مستواه كان في انخفاض منذ الموسم قبل الماضي، وأن جلوسه احتياطيا لدييجو لوبيز كان أمرا طبيعيا ولا يحتاج إلى ثورة كما حدث. ومع عودة كاسياس هذا الموسم كأساسي في الليجا بعد ترحيل لوبيز إلى ميلان الإيطالي إرضاء للجماهير، والاستعانة ببديل ثابت مثل الكوستاريكي كيلور نافاس، تبين أن قائد لاروخا ليس في أتم تركيز، ولم يعد كما كان في السابق حائط صد أمام أبرع المهاجمين، ليتجرأ كثيرون على استباحة شباكه بعد أن ضعفت مقاومته. وتفيد لغة الأرقام بأن كاسياس استقبل 6 أهداف في آخر 7 تسديدات وجهت إلى مرماه، بالتحديد في مباراتين اثنتين فقط أمام ريال سوسيداد وأتليتكو مدريد، كلتاهما انتهتا بخسارة الفريق الملكي 2-4 ثم 1-2. وإجمالا فإن شباك كاسياس اهتزت ب25 هدفا من أخر 31 تسديدة استهدفت مرماه، فيما اصطدمت تسديدتين بالقائم. لم يعد إيكر الحصن المنيع ومبعث الأمان لمشجعي الملكي، فصفروا ضده في أمسية السبت الحزين بملعب سانتياجو برنابيو بدربي الجولة الثالثة من الليجا، بالتحديد منذ هدف البرتغالي تياجو مينديش في الدقيقة 10، وامتدت الصافرات طوال 80 دقيقة كلما لمس الكرة، ومن داخله لم يكن يصدق ما يسمع، فقد كانت تلك الصافرات توجه لمورينيو قبل نحو عام واحد لأنه أصرّ على إجلاسه احتياطيا.
المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بدبلوماسيته المعهودة تجنب التعليق على هذه الواقعة بالتأكيد على أنه لم يسمع أي صافرات، وأنه كان مركزا في مجريات المباراة. أما المدافع البرتغالي بيبي فكان موقفه مثيرا للجدل والتوتر، حين صرح بأن الجماهير كانت محقة بشأن التصفير ضد كاسياس، وهو ما يناقض موقفه حين دخل في عداء صريح مع مواطنه مورينيو حين انتقده بسبب الإبقاء على "الرمز" كاسياس احتياطيا. من جانبه تعامل الحارس بواقعية مع الموقف المحرج، فأعلن تقبله لصافرات الاستهجان، واعترف بتحمله المسؤولية، وأكد أن رده سيكون في الملعب. وأثارت وسائل الإعلام المدريدية الشكوك بشأن جدارة كاسياس بالمشاركة أساسيا في بطولة دوري أبطال أوروبا، خاصة أنه ترك ذكرى سيئة في نهائي لشبونة الذي توج به الريال بلقبه العاشر، حيث تحمل مسئولية هدف أتليتكو الذي سجله الأوروجوائي دييجو جودين مستغلا خروجه بشكل خاطيء عن مرماه، ولم ينقذه من العار سوى معجزة هدف التعادل لسيرخيو راموس في الدقيقة 93، ومن ثم تفوق الملكي في الشوطين الإضافيين 4-1. وأجرت صحيفة (ماركا) استطلاعا للرأي بين قرائها حول الحارس الذي يستحق المشاركة في دوري الأبطال، بدء من مباراة بازل السويسري يوم الثلاثاء في سانتياجو برنابيو في افتتاح دور المجموعات، وكانت المفاجأة أن كيلور نافاس حصل على نحو 75% من الأصوات المؤيدة للدفع به، وبالتالي المؤيدة لجلوس "القديس" على مقاعد البدلاء. ومع ذلك فإن أنشيلوتي على الأرجح سيدفع بكاسياس في تشكيل ال11 لاعبا الأساسيين كي لا يحطم معنويات حارسه الأول، لكن سيتعين عليه إيجاد حلول لمنع تدفق الأهداف في مرماه من الضربات الثابتة التي باتت مثل ركلات الجزاء. وتفيد إحصائية أخرى بأن الموسم الأخير لمورينيو اهتزت فيه شباك الريال بأهداف من كرات ثابتة بنسبة 25%، لكن النسبة تضاعفت إلى 50% مع بداية الموسم الثاني لأنشيلوتي في القيادة الفنية (4 من أصل 8).
