بوفاة مالكولم جليزر أسدل الستار على قصة رجل أثار جدلاً كبيراً في أوساط الكرة العالمية عامة والإنجليزية بصفة خاصة. رجل الأعمال الأمريكي ومالك نادي مانشستر يونايتد وافته المنية يوم الأربعاء عن عمر ناهز 85 عاماً. ومنذ قامت أسرة جليزر بشراء يونايتد عام 2005 والرجل يلاقي إعتراضاً كبيراً من جماهير الشياطين الحمر التي أبدت رفضها للأمر برمته منذ البداية. إعتراضات جماهير مانشستر يونايتد اتخذت شكل المظاهرات الرافضة لجليزر في النادي، وامتدت لارتداء اللونين الأصفر والأخضر في إشاراة لألوان الفريق القديمة عند تأسيسه عام 1878 تحت إسم نيوتن هيث. جليزر فرض سيطرته على النادي بشراء أسرته ل90% من أسهمه بالرغم من إعتراضات الجماهير في مايو 2005 مقابل 790 مليون جنيه استرليني، وتزامن وصوله لمقر النادي مع مظاهرات حاشدة أغلقت الطريق إلى ملعب أولد ترافورد ورفعت لافتات "Not For $al"، وتم القبض على سبعة أفراد في هذا اليوم. وبعد تعرضه لأزمة قلبية في إبريل 2006 ترك مالكولم جليزر مهمة إدارة النادي لنجليه أفرام وجويل. والغريب أن جليزر الأب لم يقم بزيارة ملعب أولد ترافورد لمتابعة أي مباراة للفريق، ربما خشية ردة الفعل الغاضبة من الجماهير.
وبالرغم من الغضب الجماهيري حقق مانشستر يونايتد 10 ألقاب في الأعوام التسعة التي قاد فيها جليزر النادي، بواقع خمسة ألقاب للدوري الممتاز ولقباً لدوري أبطال أوروبا وآخر لكأس العالم للأندية بالإضافة لثلاثة ألقاب لكأس الرابطة. وفي عهد جليزر ضرب يونايتد رقماً قياسياً (في هذا التوقيت) ببيع البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد مقابل 80 مليون جنيه استرليني (96 مليون يورو) في يوليو 2009. في المقابل كانت صفقة ضم الإسباني خوان ماتا من تشيلسي مقابل 37 مليون جنيه استرليني هي أكبر ما أنفق جليزر مع يونايتد. وبيع برباتوف بعدها بأربعة مواسم مقابل 5 ملايين استرليني فقط. ويبقى ضم الهولندي روبين فان بيرسي من أرسنال مقابل 24 مليون جنيه استرليني كأنجح صفقات عهد جليزر. وفي عصر الأمريكي الراحل ضم يونايتد لاعبين مثل نيمانيا فيديتش وادوين فان دير سار وديفيد دي خيا، فيما رحل عنه نجوم مثل رونالدو وروي كين ورود فان نيستلروي. وكانت أكبر الاخفاقات هي ترك الإسباني جيرار بيكيه مجاناً إلى برشلونة، والأرجنتيني كارلوس تيفيز إلى الغريم مانشستر سيتي. لكن الإخفاق الأكبر الذي تتذكره جماهير يونايتد لجليزر كان تعيين ديفيد مويس خلفاً للتاريخي سير أليكس فيرجشون في قيادة الشياطين الموسم الماضي، وقدم يونايتد موسماً كارثياً أنهاه في المركز السابع ليرحل مويس ويأتي ريان جيجز بصفة مؤقتة. وكان آخر قرارات جليزر هو الاستعانة بلويس فان جال مدرباً في الموسم الجديد. وبرحيل مالكولم جليزر طوى يونايتد صفحة كانت مليئة بالتناقضات والاعتراضات، وتنتظر الجماهير ما سيفعله جويل وأفرام جليزر في الفترة المقبلة.