القاهرة، (إفي): يبدو أن بطولة مدريد لتنس الأساتذة تبتسم لابنيها "التائهين"، وإن كان ذلك على استحياء، بعد إعلان الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الثاني بين لاعبي التنس المحترفين، انسحابه من منافساتها بداعي الإصابة، الأكبر التي يتعرض لها منذ أن خطف الأضواء موسم 2011. وحتى وإن كان المستفيد الأكبر والمباشر من انسحاب ديوكوفيتش هو الفرنسي المحظوظ بول هنري ماثيو المصنف 87 عالميا، الذي يشارك في البطولة بدلا من "نولي"، فإن ذلك لا يمنع استفادة الإسبانيان ديفيد فيرير ورافائيل نادال من هذا القرار بشكل أو بآخر. ففيرير، المصنف الخامس عالميا، وقع في النصف السفلي من جدول المسابقة، إلى جانب ديوكوفيتش، خصمه في ثمن النهائي إذا بلغ اللاعبان هذا الدور، الأمر الذي لا يبدو مشكلة كبيرة لأي منهما خاصة ل"الأرنوب" الإسباني. لكن الحظ ابتسم لفيرير بانسحاب ديوكوفيتش، حيث سيكون بإمكانه التقدم حتى ربع نهائي البطولة دون مشكلات كبرى، لمواجهة السويسري ستانيسلاس فافرينكا على الأرجح، رغم أن طريقه مليء بأفخاخ أبرزها الياباني كي نيشيكوري، المنتشي بالفوز ببطولة برشلونة. وربما يحتاج فيرير إلى هذه "الابتسامة" من بطولة مدريد، حيث إنه لا يزال بعيدا عن مستواه الكبير منذ الإصابة التي تعرض لها مطلع الموسم، رغم فوزه على مواطنه نادال في ربع نهائي مونت كارلو. والأهم من ذلك هو توقيت هذه "الابتسامة"، فقد جاءت بالنسبة لفيرير بعد خروجه المفاجئ من ثاني أدوار برشلونة، لتفسد عليه ما يراه البعض "فرحة" مونت كارلو بالإطاحة بنادال، رغم أنه خسر المباراة التالية أمام فافرينكا المتألق. أما نادال، فرغم أنه في النصف العلوي من الجدول، أي أنه لم يكن سيواجه ديوكوفيتش إلا في النهائي حال بلوغهما هذا الدور، فبانسحاب "نولي" من البطولة، تخلص "رافا" من واحد من الضغوط العديدة التي يعاني منها. فنادال ظهر بعيدا للغاية عن مستواه "الطبيعي" على الأراضي الترابية، فبعد أن فاز ببطولة مونت كارلو ثمان مرات في تسع سنوات، وبلغ النهائي في العام التاسع، خسر بشكل مفاجئ أمام فيرير في ربع النهائي. وبعدها خرج أيضا من ربع نهائي بطولة برشلونة التي كان يدافع عن لقبها بعد أن فاز بها ثمان مرات، أمام مواطنه نيكولاس ألماجرو، الذي فاز على "رافا" للمرة الأولى بعد عشر هزائم متتالية، ما طرح تساؤلات عديدة، والأهم من ذلك هو أنه بات عرضة لخسارة صدارة التصنيف. فقد كان فوز ديوكوفيتش بالبطولة كفيلا بإعادته لصدارة التصنيف حال عدم بلوغ نادال ربع النهائي على الأقل، ورغم أن هذه المهمة ليست بالصعبة على "رافا"، حيث إن التشيكي توماس بيرديتش والبلغاري جريجور ديمتروف هما أبرز المنافسين المحتملين له في طريقه. ولكن على أية حال، تخلص نادال من ضغط نفسي ما يساهم ربما في تحسين حالته الذهنية، التي يرى البعض أنها المسئولة عن الوضع الذي وصل له حاليا، والذي بدا في تصريحاته الأخيرة، التي اعتبر فيها ما حققه من إنجازات خلال السنوات الماضية "غير عادي".