لم أتمالك نفسى من الضحك وانا اقرأ تصريحات جوناثان ماشينجادزى المدير التنفيذى لإتحاد كرة القدم فى زيمبابوى عن وقائع تزوير أعمار اللاعبين الناشئين فى بلاده. فالوقائع المثيرة تندرج تحت مسمى "شر البلية ما يضحك" - تماما كالعديد من الاخبار التى ترد الينا يوميا - لأن مدير الاتحاد وصف مشكلة تزوير اعمار اللاعبين فى بلاده بالسرطان الذى لا علاج له بدليل أن لاعبين مقيدين فى قوائم فريقيهما فى الدورى المحلى فى زيمبابوى منذ عام 1999 انضما هذا العام لمنتخب بلادهم الوطنى تحت عشرين عاما ، وهو ما يعنى انهما يلعبان فى دورى الدرجة الممتازة فى زيمبابوى منذ كانا فى الرابعة عشرة! كما اكتشف المسئولين فى زيمبابوى أن احد لاعبى منتخب تحت 17 عاما قام بتزويره سنه الحقيقى وذلك بعد حضور زوجته وطفله البالغ من العمر سنة كاملة احد مباريات الفريق. والطريف ان زيمبابوى قدمت اعتراضا رسميا الى الاتحاد الافريقى لكرة القدم (الكاف) على نتيجة مباراة منتخبها للشباب تحت عشرين عاما مع ليسوتو فى تصفيات كأس الامم الافريقية الاخيرة بدعوى إشراك المنتخب المنافس لخمس لاعبين فوق السن. واذا كان كل ما سبق ينطوى تحت باب الطرائف ، يبقى التساؤل المؤسف هو اين اتحادنا الافريقى المبجل من كل ما يحدث .. وهل مشكلة تزوير اعمار اللاعبين مقصورة على زيمبابوى وليسوتو فقط فى افريقيا .. وكم من منتخب مصري للناشئين خسر فرصته للصعود الى كأس الامم الافريقية او كأس العالم لهذا السبب .. ولماذا يبدو لاعبو المنتخبات الافريقية أضخم من لاعبينا كثيرا فى المراحل العمرية الصغيرة؟! لو خرج مدير اتحاد الكرة بأحد الدول الاوروبية بتصريحات مماثلة لفتح الاتحاد الاوروبى (اليوفا) باب التحقيق فى الواقعة فورا وتمت إحالة المسئولين فيها الى اللجان التأديبية .. ولكن يبدو ان الكاف ورئيسه عيسى حياتو يفضلان البقاء فى سباتهم الاختيارى العميق.
"واذا كان كل ما سبق ينطوى تحت باب الطرائف ، يبقى التساؤل المؤسف هو اين اتحادنا الافريقى المبجل من كل ما يحدث"؟ وللأسف فتزوير اعمار اللاعبين ليس المشكلة الوحيدة التى يعانى منها الاتحاد الافريقى .. وكلنا يذكر الموقف السلبى للكاف فى مشكلة الاسماعيلى وانيمبا عندما اشرك النادى النيجيرى لاعبا ليس فى قائمة الفريق ، وواقعة اعتداء جماهير الجزائر على منتخبنا القومى فى تصفيات كأس العالم 2002. وما زلنا نذكر الموقف المدهش الذى تعرض له منتخب "شوقى غريب" فى كأس الامم الافريقية للشباب عندما قرر الاتحاد الافريقى ان يلعب مع الكاميرون مباراة فاصلة لتحديد ايهما يصعد الى الدور قبل النهائى رغم انهما يلعبان ضمن مباريات مجموعة واحدة تضم اربعة فرق ، وذلك من اجل عيون اثيوبيا البلد المنظم والتى كان التعادل بين مصر والكاميرون سيقصيها عن التأهل ، والادهى هو الغياب المفاجىء للصومالى فرح ادو رئيس لجنة الحكام بالكاف بعد اتهامه بواسطة الاتحاد الافريقى بتقاضى رشوة! وكل هذه المواقف تعبر عن الاسلوب الذى يدار به اتحادنا القارى والذى لابد ان مسئوليه يضحكون من القلب مثلى تماما عندما يقرأون او يستمعون لهذه الانباء! ومن زيمبابوى الى جنوبانجلترا حيث طالبت مجموعة من جماهير نادى ساوثمبتون لاعبى فريقها بسداد ثمن التذاكر التى قاموا بشرائها لتشجيع الفريق خارج ملعبه بعد هزيمته امام فريق واتفورد المغمور بنتيجة 5-2 بسبب عدم جدية اللاعبين. ولا ادرى ماذا لو تم اعادة قيمة التذاكر للجماهير فى حال تخاذل اللاعبين خلال مباريات كرة القدم .. فكم فريقا مصريا سيضطر لإعادة قيمة التذاكر لجماهيره ومن بينهم فريق محلى شهير تعمد لاعبوه الهزيمة حتى تتم اقالة مدربهم مؤخرا .. وهى بالمناسبة حيلة ليست جديدة على اللاعبين المصريين للتخلص من أجهزتهم الفنية ، وكم لاعبا سيضطر لاعادة ما حصل عليه من جيوبنا نتيجة تخاذله واستهانته بمشاعرنا .. ألا تتفقون معى ان شر البلية ما يضحك؟!