أمير عبد الحليم من كوماسي - برعاية فودافون راعي الكرة المصرية "سنفوز على مصر بثلاثة أهداف دون أن تسجلوا في مرمانا" .. هذا أول ما استقبلني به السائق واكاسو الذي يقف خارج مطار العاصمة الغانية أكرا في انتظار أي توصيلة. لا أعرف كيف فطن هذا السائق إلى أننا صحفيون مصريون، ولكنه بمجرد أن بدأ في الحديث معنا.. اجتمع حوله زملائه من السائقين يدعمونه ويشجعونه في توقعاته. واكاسو يثق في أن النجوم السوداء سيعبرون مصر بسهولة في كوماسي، بل وبفارق أهداف مريح قبل مباراة القاهرة. ويضع السائق الذي لا يتجاوز عمره منتصف الأربيعنات على الأكثر ثقته في الثلاثي مايكل إيسين وأسامواه جيان وعلي سولي مونتاري في التسجيل في مرمى الفراعنة. بشاشة الرجل الذي لم يبد متعصبا على الإطلاق، شجعتني على أن أقول له في وجهه "جدو سيفعلها ثانية ويسجل في غانا" .. ولكنه صدمني عندما سألني "من جدو؟ هل هو لاعب مصري؟". ذكرت الرجل بنهائي كأس الأمم الإفريقية 2010، وهدف جدو القاتل.. إلا أنه أفحمني مجددا ورد بأنه يتذكر المباراة ولا يتذكر صاحب الهدف. تمنى في النهاية لنا واكاسو اللطيف رحلة آمنة, ولكنه أصر على ثقته في فوز غانا 3-0. الحقيقة ليس هذا الرجل فقط من يثق في أن غانا ستحقق فوزا كبيرا على مصر، فقبل دقائق من مقابلته ومنذ الوصول إلى أكرا.. ينقل لنا كل من نقابلهم بداية من أفراد أمن المطار وموظفيه وحتى حاملي الحقائب ثقتهم في فوز مريح. ولكن كل هذه المناقشات جاءت في جو من المودة ولم تخل من الدعابة والابتسامات المتبادلة، ففي أكرا يقولون أن الاتحاد الغاني لكرة القدم فضل إقامة المباراة في كوماسي، لأن أهلها متعصبون أكثر من جماهير أكرا الطيبين. فموظف مراجعة الجوازات ورغم تعاونه إلا أنه ودعني قبل مغادرة الشباك بجملة "سنهزمكم في كوماسي" .. ومع كل إجراء قبل الخروج من المطار كانت تدور مناقشة حول المباراة، يصر فيها الطرف الغاني أن النجوم السوداء سيفوزون 3-0 على الأقل. الأكثر استفزازا جاء من ضابط أمن أثناء أخر الإجراءات قبل مغادرة مطار غانا، عندما سألني عن توقعاتي للمباراة فقلت له 1-1، فدخل في وصلة ضحك أقرب إلى السخرية قبل أن ينادي على زملائه ويخبرهم بما قلت ولم يختلف رد فعلهم عنه، وقتها حمدت الله على أنني لم أقل له أن مصر ستفوز. وبعد الصعود إلى الأوتوبيس الذي سينقلنا إلى كوماسي، اجتمع عدد من الغانيين حوله ليبدأوا متحمسين في توجيه إشارات لنا بعدد الأهداف التي سيسجلها منتخبهم، حتى تحركنا من أمامهم في أمان.