أتلتيكو وفالنسيا ومالاجا أبطال مرشحون للدوري "الموازي" في إسبانيا (2) (إفي) - منذ عام 2004 لم يجرؤ أي فريق على كسر احتكار قطبي كرة القدم الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة للقب الدوري المحلي، تلك البطولة التي انقسمت لنصفين، أولهما أشبه بلعبة "قط وفأر"، وفي ثانيهما يتبارى 18 فريقا في "دوري مواز" لأهداف مختلفة. وبالنظر إلى فرس الرهان الأكبر، فهو فريق العاصمة الثاني أتلتيكو مدريد الذي يعيش أياما مجيدة تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، المتوج بثلاثة ألقاب خلال عام ونصف العام: الدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي 2012 وكأس الملك 2013 ، كما أعاد ال"روخي بلانكوس" للمشاركة في التشامبيونز ليج ببطاقة مباشرة بعد طول غياب. وبالانتقال إلى فرس الرهان الثاني، فإن فالنسيا ارتضى لفترة طويلة أن يأتي في الترتيب الثالث، غير أنه تراجع للمركز الخامس في الموسم الماضي، وتأهل للدوري الأوروبي ببطاقة مباشرة بعد أن كان معتادا على المشاركة في دوري الابطال. يملك "الخفافيش" مشروعا جديدا هذا الموسم تحت قيادة المدرب الصربي ميروسلاف ديوكيتش الذي خلف إرنستو فالفيردي، وينوي تصحيح مسار الفريق في ظل حالة من التخبط الإداري أعقبت استقالة الرئيس مانويل يورينتي وتولي أماديو سالفو للمنصب. ولعل النبأ الأبرز في كواليس النادي الفالنسياني هذا الصيف كان رحيل الهداف الدولي روبرتو سولدادو إلى توتنهام الإنجليزي مقابل 30 مليون يورو بعد أن اتهم الرئيس سالفو بالكذب والتضليل بشأن المشروع الجديد للفريق. كما أنهى القائد التاريخي ديفيد ألبيلدا مسيرته مع الفريق بعد أن توصل لاتفاق مع الإدارة لعدم تجديد عقده بعد 15 عاما قضاها مع "لوس تشي". وسعى النادي لتعزيز صفوفه هذا الموسم، وخاصة في وسط الملعب، بصفقات عادية لم تحظ بصدى قوي، مثل خافي فويجو من رايو فايكانو، وأوريول روميو من تشيلسي الإنجليزي، واستعاد ميتشل إيريرو بعد رحلة بين ديبورتيفو وإيركوليس وليفانتي. ومؤخرا استقدم فالنسيا المهاجم الدولي البرتغالي هيلدر بوستيجا من ريال ساراجوسا لتعويض رحيل الرمز سولدادو. المدرب ديوكيتش بدا متفائلا بأداء الفريق ونتائجه خلال مرحلة الإعداد، وتعهد أمام جماهيره بأنه "سيوقظ المارد النائم"، وذلك بعد الفوز الودي العريض على إنتر ميلانو الإيطالي 4-0 وعلى إيفرتون الإنجليزي 1-0. ويسعى أماديو سالفو لجذب استثمارات للنادي، وإتمام مشروع الملعب الجديد، وتحقيق مكاسب مادية تشفع له لمناطحة الريال والبرسا مستقبلا. أما المنافس الثالث من حيث القوة في الدوري الموازي فهو مالاجا، قياسا بتألقه في الموسمين الماضيين وتحقيقه أفضل الإنجازات في تاريخه، لكنه هذا الموسم يواجه تحديات كبيرة قد تتسبب في انهياره إن لم يملك نفس عزيمة وإصرار الفترة الماضية. انتعشت خزانة مالاجا مع تولي مستثمرين قطريين إدارته قبل نحو عامين، فتحول من فريق مغمور إلى أحد أفضل فرق الليجا وبلغ المربع الذهبي، ليتأهل لأول مرة إلى دوري أبطال أوروبا، وحقق مشوارا رائعا مع المدرب التشيلي مانويل بيليجريني انتهى عند ربع النهائي بخسارة بشق الأنفس أمام الوصيف الألماني بروسيا دورتموند في الثواني الأخيرة. لكن الأزمة المالية التي عصفت بالفريق الأندلسي وتراكم الديون عليه والتأخر في دفع رواتب اللاعبين قصمت ظهر النادي، وتسببت في حرمانه من المشاركة في البطولات القارية هذا الموسم، مع رحيل بيليجريني إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، وعدد كبير من أبرز النجوم. ودع مالاجا هذا الصيف نجمه الأبرز الصاعد إيسكو المنتقل لريال مدريد، وديميكيليس لأتلتيكو، والفرنسي جيريمي تولالان لموناكو، والإسباني المخضرم خواكين سانشيز لفيورنتينا الإيطالي، والأرجنتيني خافيير سافيولا لأوليمبياكوس اليوناني. ويسعى المدرب الجديد الألماني بيرند شوستر للسير على نفس الدرب، إذ يملك أسلوب لعب شبيه ببيليجريني، لكنه لا يملك نفس المقومات البشرية أو المادية. سيحتفظ شوستر ببعض عناصر الخبرة بفريقه مثل الحارس الأرجنتيني المتميز ويلي كاباييرو والمدافع البرازيلي ولينجتون أوليفييرا، والظهير الأيمن جيسوس جاميز، ولاعب الوسط البرتغالي دودا، والمهاجم الباراجوائي روكي سانتا كروز، بجانب عناصر شابة وصفقات جديدة من المغمورين، ضمن سياسة تقشفية جديدة، أمثال ريسيو وخوانمي وسامو وسيرجيو داردير وفابريسي وأنيور.