جاء قرار زين الدين زيدان اعتزال اللعب دوليا يوم الخميس ليسدل الستار على أحد أفضل الفترات التى عاشتها كرة القدم الفرنسية طوال تاريخها عموما ، ومنذ اعتزال جيل عمالقة الثمانينات بقيادة ميشيل بلاتينيى على وجه الخصوص. تلك الفترة ، بين عامى 1994 و 2004، شهدت فوز منتخب فرنسا بكأس العالم للمرة الأولى فى تاريخه عندما احتضن البطولة على ملاعبه عام 1998 ، قبل أن يفوز بكأس الأمم الأوروبية عام 2000 فى هولندا وبلجيكا. ورغم أن الفضل فى الفوز يرجع لمجموعة رائعة من اللاعبين ضمت على سبيل المثال ديديه ديشامب وديفيد تريزيجيه وروبرت بيرس ، فإن المنتخب الفرنسى الملقب بالديوك لم يكن أبدا فى قمة خطورته بدون التواجد "الملهم" لزيدن فى وسط الملعب. فهذا النجم الفرنسى المولود فى مرسيليا عام 1972 لأبوين جزائريين يستحق لقب "اللاعب المتكامل" ، فهو صانع ألعاب من الطراز الأول ، ويجيد التمرير والتسديد بكلتا قدميه ، كما أنه هداف متميز أبضا بدليل أهدافه العديدة مع ريال مدريد ومنتخب فرنسا. وجاء اعتزال زيدان ، الحائز على لقب أفضل لاعب فى العالم فى استفتاء الفيفا أعوام 1998 و 2000 و2003، عقب خروج منتخب فرنسا من ربع نهائى كأس الأمم الأوروبية بالبرتغال على يد اليونان التى توجت بالبطولة ، وبعد عامين على خروج الفريق من الدور الأول لنهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. وفى حين لم يشارك زيزو سوى فى مباراة واحدة فى مونديال الشرق الأقصى للإصابة ، فإن وجوده فى يورو 2004 لم يكن كافيا لمساعدة منتخب فرنسى "عجوز" على اختراق دفاعات اليونان الصلبة. غير ان النجم الفرنسى نفى أن يكون قرار اعتزاله اللعب الدولى متأثرا بخروج المنتخب من البطولة ، مؤكدا فى تصريح لموقعه الرسمى على الانترنت أنه كان يفكر فى القرار قبل انطلاق البطولة. وأضاف: " "و لكن يجب على الجميع أن يعرفوا متى يتوقفون (عن اللعب) ، و أنا أرى أن هذا هو الوقت المناسب لاتخاذي هذا القرار لأنني أعتقد أن هذه هي نهاية الدورة الطبيعية لمسيرتي كلاعب دولي." كانت البداية عام 1986 ،عندما قرر روبرت سونتنيرو المدير الفني لفريق الناشئين بنادي "سبتام" إرسال هذا الصبي جزائري الأصل ذو الأربعة عشرة عاماً إلى دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام في المركز الإقليمي للتربية البدنية و الرياضية. و لم يكن زيدان وقتها يفكر في احتراف كرة القدم على الإطلاق، و لكن الصدفة جعلته يلتقي هناك بجون فارو أحد وكلاء اللاعبين والذي استطاع إقناع المسؤولين بنادى كان بضمه لصفوف الناشئين،و كان على الفتى أن ينتقل للإقامة هناك.
فيم يفكر زيدان بعد الاعتزال و يقول زيزو: "سافرت لكان و أنا أنوي البقاء لمدة إسبوع واحد، فبقيت ستة أعوام، فمنذ ذلك الحين بدأت أفكر جدياً في احتراف كرة القدم." و بعد ثلاثة أعوام قرر جون فيرنانديز ضمه للفريق الأول و هو لم يتجاوز السابعة عشر عاماً. و في عام 1991- عام الأحدث بالنسبة له - أحرز زيدان هدفه الأول بالدورى الممتاز في مرمى نادي نانت، و حصل على أول سيارة يقتنيها في حياته كمكافأة له على ذلك الهدف الذي وضع كان في المركز الرابع في قائمة الدوري، و أخيراً تعرف على زوجته الحالية فيرونيك في نهاية الموسم الكروي الذي "لم يمضى على مايرام" بعد خروج الفريق من كأس الاتحاد الأوروبى. بعدها انتقل لاعب الوسط الفرنسي إلى نادي بوردو الذي قضى فيه أربعة أعوام استطاع خلالها الفريق أن يتأهل سنوياً لكأس الاتحاد الأوروبي ، ووصل للمباراة النهائية عام 1996 قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ الألمانى. تألق زيدان مع بوردو لفت أنظار مسئولى اليوفنتوس الإيطالى الذى حقق اللاعب معه إنجازات عديدة على الرغم من مواجهته لمشاكل فى التأقلم "مع طريقة الايطاليين فى اللعب." ويقول زيدان عن تلك النقلة الهامة فى حياته إنه شعر أنه أصبح لزاما عليه "أن أقوم بشئ مختلف وجديد عما كنت أقوم به فى بوردو." وقد كان ، فمع اليوفنتوس حقق زيدان لقب الدورى الإيطالى عامى 1997 و1998 ، وكأس السوبر الأوروبية عام 1996 ، كما قاد الفريق لنهائى دورى الأبطال الأوروبى موسمى 96/1997 و 97/1998 غبر أنه خسر فى المرتين أمام بروسيا دورتموند الألمانى وفريقه الحالى ريال مدريد على التوالى. عام 1998 كان الأهم فى مسيرة "زيزو" الكروية ، ففى صيف ذلك العام ، قاد النجم الموهوب منتخب فرنسا للفوز بكأس العالم بعد سحق البرازيل فى النهائى بثلاثة أهداف نظيفة كان نصيب زيدان منها هدفين برأسه ليخطف "الديوك" اللقب ويتوج هو كأفضل لاعب فى العالم للمرة الأولى. و تقديراً لجهوده فى الفوز بالكأس ، علق الفرنسيون صورته فوق قوس النصر لعدة أيام بعد انتهاء البطولة و هو ما كان أمراً غريباً على واحد من أبناء المهاجري