«مش هاروح المدرسة تانى لأن الأساتذة بيشتمونا، تعالى يا بقرة، روحى يا جاموسة، اقعد يا بغل، وأنا ماباحبش كدا».. قالتها ماريا، الطالبة بمدرسة «ابن خلدون» الابتدائية، فى بنها، لوالدها مجدى شاهين، وهى تبكى لأن المدرسين يهينون الطلبة بشتائم لا يقبلونها، ويقول والدها: «كل ما أروح المدرسة، يستقبلوننى كويس جداً، لكن مافيش فايدة». الأمر لا يقف عند حدود الألفاظ، فالوالد وابنته الغاضبة، يحكيان عن بعض الممارسات للأساتذة التى نظروا إليها باعتبارها إهانة، يقول: «لو فى خرزانة، المدرسة بتقعد تضرب فى العيال عاطل على باطل، كأنهم بهايم، نفسى يعاملوا بنتى بطريقة آدمية». توجّه الوالد بشكوى إلى وزير التعليم قال له فيها: «بعض المدرسين بمدرسة ابن خلدون الابتدائية يتصرفون بغير مسئولية، أحبطت نشاط وحيوية وبراءة ابنتى، إنهم لا يبالون بالعملية التربوية، ولا يفهمون الضرر الذى يلحقونه بأبنائنا، يقولون إنه شىء عادى، كذلك الضرب بالخرزانة بسبب وبدون سبب، ابنتى تعود إلى المنزل فى بعض الأحيان ويداها متورمة، حين أسألها تقول إنه تم ضربها بدون خطأ، لأن المُدرسة تضرب من يقابلها حتى يجلس التلاميذ فى بداية الحصة، هذه هى لغة التخاطب مع التلاميذ، وحين أتكلم يقال لى، إن الجميع سواسية فيما يحدث لابنتى وإن ذلك ليس مقصوراً عليها». ويتابع الأب فى شكواه: «اليوم حصلت ابنتى على الدرجة النهائية فى اللغة العربية وبدلاً من أن تُهنئها مدرستها قالت لها (إنتى غشيتى)، وهو ما اعتبرته (ماريا) إهانة شديدة لها أمام زملائها»، ويقول الأب: «بنتى متفوقة، وبتكتب مذكرات وخواطر أكبر من سنها بكتير، لازم المدرسة تكتشف موهبتها وتشجعها وتنمى جوّاها حب الكتابة، ده غير إنها بترسم رسومات حلوة، عن الأحداث الجارية، فيها وجهة نظرها فى كل اللى بيحصل حواليها».