قبل أن نفيق من «خبطة» فى الرأس تضربنا «خبطة» أخرى وهكذا بسرعة محمومة وكأنهم فى سباق لتنفيذ مخطط تقويض الدولة المصرية، من جهة تسمع تهديدات شرسة بإسالة الدماء وإضرام النيران فى الوطن، إذا لم ينصع أهله إلى مبدأ السمع والطاعة الذى يسير الإخوان «المسلمون» على دربه.. وكأن الدولة لا وجود لها.. فميليشياتهم تحاصر المحكمة الدستورية العليا، حيث يعرف واضعو مخطط «التمكين» أن لا تمكين فى ظل قضاء شامخ ولاؤه للدولة حباً فى الوطن، إذ إن أكثر ما يهدد هذا الوطن هو انعدام العدالة على كافة الأصعدة وفى مقدمتها العدالة الاجتماعية.. وكان مشهد اليومين الماضيين مخزياً بحق، حيث كان حصار الدستورية، أعلى رمز قضائى فى البلاد، يختفى بعد «تعهد» الرئيس مرسى أو نائب المرشد، خيرت الشاطر، بفك الحصار، وما إن تم الاستفتاء فى مرحلته الأولى حتى عاد ثانية، ما حمل عدداً من القضاة إلى رفض الإشراف على المرحلة الثانية من الاستفتاء.. وبالمناسبة فقد ميز الرئيس الذى أظهر حرصاً «متطرفاً» على الالتزام بالإعلان الدستورى الذى حدد إجراء الاستفتاء بعد 15 يوماً من الانتهاء من مسودة الدستور، إذ إن جزءاً كبيراً من المصريين ظلم بالتصويت فى المرحلة الأولى، وتميز جزء آخر بالتصويت فى المرحلة الثانية، وفى إطار السعى الحثيث والخبيث لتقويض الدولة نسمع عن «تأمين» حراسة د.مرسى من قبل أهله وعشيرته؛ لأنهم لا يثقون فى شرطة مبارك! المقصود هنا هو الشرطة المصرية التى وصل الإخوان وحلفاؤهم إلى سدة الحكم فى ظل وجودها وهكذا، يتم هدم الصرح القضائى ومعه كيان الشرطة التى تحمى الأمن الداخلى أياً كانت التحفظات، وعلى أى حال فهى لم تكن أبداً مثل ميليشيات تيارات الإسلام السياسى التى لا تخجل من الترويع والعدوان وإسالة الدماء وبدعوى الدفاع عن الشريعة والإسلام!! وهم أول من يعرف فساد هذه الدعاوى.. وإذا أوقعك حظك العثر فى مشاهدة «شيوخ» الفضائيات «الدينية؟» تسمع، بتنويعات متقاربة، بأنه: «إياكش تولع مصر وتتحرق الدنيا كلها.. المهم شرع الله!».. وربما لذلك تعدد لجوء قيادات الإخوان ومناصريهم إلى الورقة الطائفية الكريهة عساها تحرق مصر وتولع الدنيا كلها، حيث سيطبق «شرع الله» على مخلفات الحريق!! وليس أقل الافتكاسات عجباً تلك التى تحدثت عن «مؤامرة» لاختطاف الرئيس من القصر الجمهورى بواسطة 150 شخصاً!! يا راجل.. إن الدكتور مرسى يصلى فى حراسة الآلاف من الجنود.. فما بالك بقوة الأمن المكلفة بحراسة القصر؟.. وآخر المساخر فى رأيى هو استمرار الجماعة فى تفتيت هيبة وشرعية منصب الرئاسة، حيث طالب أحد قادتها، جبهة الإنقاذ، بإجراء حوار «وطنى» مع مرشد الإخوان، الدكتور محمد بديع.. ولا تسأل: طيب ما هو إذن دور الرئيس، ولماذا يقوم أحد باختطافه أصلاً بينما «الرأس» فى مكتب الإرشاد؟! هل يخفى إذن مخطط التقويض؟! الأمل فى أن يظل جيشنا الوطنى العظيم عصياً على مخططاتهم!