10 آلاف جندي مصري، زحفوا بالعتاد والذخيرة والسلاح، رافعين راية الجهاد ضد الصهاينة، والرسالة "تحرير فلسطين العربية من العصابات المحتلة".. انتصروا في معارك عدة، وتأمرت ضدهم أنظمة فاسدة، ليحولوا الكافة الراجحة للجيش العربي إلى حصار في الفلوجة وغيرها، ويجهضوا نضال رجال جيش من خير أجناد الأرض، لم يبخلوا بأرواحهم ودماءهم لتحرير الأرض العربية. "بيت نوبا" شاهد على دماء المجندين المصريين التي سالت على أرضها في "رام الله" منذ أكثر من 6 عقود مضت.. في أولى الحروب العربية مع الصهاينة في العام 1948، رفض رجال مصريين أشداء الهروب إلى الأردن وترك ساحة القتال للصهاينة، سقط 10 شهداء، أوفى أهالي القرية بعهدهم معهم وواروهم الثرى في أرض النضال والكفاح في فلسطين، لن تمحى ذكراهم من العقول، ليحل يوليو عام 2012، لتتحول ساحة الحرب إلى نصب تذكاري، يتوسطه مسلة فرعونية، ممهد الطريق إليها بدرجات سلم رخامية، بالاقتراب من المسلة المنقوشة بالزخارف الفرعونية، تجدها تزدان بأسماء 4 شهداء مصريين، ليتعرف الجميع على أبطال حقيقين. 6 أشهر تمر على النصب التذكاري في ساحة قرية "بيت نوبا"، بعدها يرفض الاحتلال الإسرائيلي، أن تتبقى أي ذكرى للمصريين والعرب من حرب 48 في الأرض التي استشهدوا دفاعا عنها، يقرر رسمياً هدم نصب شهداء مصر، استمرارا لمسلسل استثارة مشاعر المصريين واستفزازهم، ليجدوا أمامهم شعب فلسطين يدافع عن نضال جنود مصر، في ظل تقاعس الحكومة المصرية مرتعشة اليد عن أي قرار رافض للوضع. "احترام النصب التذكاري لشهداء الحرب من الجانبين والسماح بزيارتها"، نص المادة "9" الفقرة الثامنة من اتفاقية السلام "كامب ديفيد" الموقعة بين مصر وإسرائيل، والتي تحدث عنها أحمد زايد، منسق مجموعة "73 مؤرخين"، مؤكدا أن أي مساس بنصب الشهداء يخل بالمعاهدة، ومن حق المصريين عدم الالتزام، مهدداً بغضب وتحرك شعبي سيطول صخرة "ديان" في العريش المصرية، ويقول ل"الوطن"، "جنود مصر في حرب أكتوبر وكل الحروب السابقة لمصر يرفضون مساس بالنصب التذكاري، الذي كان ذكرى لشهداء ضحوا، وبوادر أزمة مع محتل دائماً ما ينقد عهده". أخبار متعلقة "أبطال أكتوبر": سنرد على هدم إسرائيل لنصب الجنود المصريين بتحطيم صخرة "ديان" و"أبو حصيرة" أستاذ قانون دولي: هدم إسرائيل لنصب الشهداء المصريين يخل بمعاهدة "كامب ديفيد" .. ومن حق مصر اللجوء للتحكيم الدولي "يديعوت أحرونوت": وقف هدم نصب تذكاري لجنود مصريين بالضفة لحين انتهاء المحادثات مع الخارجية المصرية