سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الجماعة» والإعلام: «الإخوان» لا تعطى لأحد الحق فى معرفة ما يدور بداخلها.. وتعتبر «الكتمان» جزءاً من عقيدتها صقور الجماعة من الحركيين رسموا الخط السياسى التحريرى للمنافذ الإعلامية التابعة لهم.. ومنعوا مقالات إصلاحيى الجماعة من النشر
لم نرصد فى أدبيات التنظيم الإخوانى أى فكرة للنهوض والإسهام فى بناء وتطوير واقع مهنة الصحافة بشكل عام، ولم يستطع التنظيم تفريخ كفاءات صحفية تسهم فى تشكيل وعى الأمة، وظل دوماً ينظر للإعلام ويتعامل معه على أنه قنطرة تدعو للتعاطف معه، والاستقطاب إليه، دون الدخول فى معارك تهدف فى النهاية إلى خلق حالة من البحث عن الحقيقة، تصب فى صالح الأمة. ووضع مكتب الإرشاد -الذى لم يكن له رؤية واضحة عن الفرق بين الإعلام داخل الجماعة وخارجها- الخط السياسى التحريرى للمنافذ الإعلامية التابعة للجماعة، فخلطوا بين ما هو مهنى، وما هو دعوى، وتحولت النوافذ الإعلامية لنشرات دعوية. ووضع التنظيم، الجماعة، فى مرمى «الضربات الإعلامية».. فالتنظيم لا يعطى لأحد الحق فى معرفة ما يدور بداخله، واعتبر الكتمان جزءاً من عقيدته الدينية، وأضفى عليه هالة من القداسة، الأمر الذى ترسخ وأسهم فى تشكيل المكون النفسى للجماعة، واعتبر أن مجرد انكشاف خلافات أو اختلافات داخلها، يجرح هيبتها، ويكشف عورتها التى تحاول سترها عن قواعدها ومجتمعها. وعمل التنظيم على كسر أجنحة الصحفيين العاملين بالمؤسسات التابعة له، وقتل مساحة العمل الصحفى المتاحة للآخرين من أقرانهم فى الساحة، ووصل الأمر إلى حد منع قيادة إخوانية بمكتب الإرشاد، نشر حوارات أجريت مع زميل سابق له بالمكتب، وهو الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح على صفحات «آفاق عربية»، وعلى الموقع الرسمى للجماعة. تحول الأمر بعد ذلك إلى حد برمجة الصحفيين العاملين بهذه المؤسسات، فقتلوا بأيديهم ما تبقى من هامش الحرية المتاح لهم، خاصة أن معظم تشكيل فريق مؤسسات الإخوان الصحفية من «إخوان الأرياف» الذين توافدوا على العاصمة حاملين ورقة من المسئول التنظيمى فى المحافظة، «عم الحاج» تشير إلى أنه من «إخواننا»، وأنه مستأمن، وموهوب، ويصلح.. إلخ، وبهذا الأسلوب نجحت مؤسسات الإخوان الإعلامية فى الابتعاد بأميال عن القيم المؤسسية والمهنية، وتحول العاملون بها إلى «إخوان صحفيين»، وتعاملت القيادات التنظيمية مع الصحفيين بروح القيادة، التى يقابلها الخضوع التنظيمى المغلف بالعاطفة، ونقل الإخوان الصحفيون المهاجرون من أقاليمهم وقراهم، إلى مؤسساتهم الإعلامية «المفترضة» ثقافة الأسر، والشعب الإخوانية، فسادتها روح العلاقات الإخوانية، وبعدت عن طبيعة المؤسسات الصحفية، وهيمن العمل التنظيمى على المهنى، وتحول الصحفيون إلى موظفين عند القيادات الإخوانية، هدفهم الأول هو «التخديم» على القيادات التى يضيق مفهومها عن الصحافة إلى «الدفاع عن الجماعة ونشر دعوتها». مكن التنظيم أصحاب «الحظوة» من السيطرة على منافذ إعلامية، كان الممكن أن تصنع نموذجاً محترماً ولو متواضعاً من ناحية المضمون، فالمركز الإعلامى التابع ل«الحرية والعدالة» الذى يمتلك إمكانات مادية لا بأس بها، يديره شخص غير إعلامى بالمرة، بل إنه حاصل على دبلوم مهنى، ومسئول موقع «برلمان» التابع للجماعة ليس له صلة بمهنة الصحافة ولا الإعلام، ويتقاضى أجراً كبيراً، على الرغم من أن مهمته الأساسية غير معروفة، بل إن مسئول «الملف الإعلامى» للجماعة، مهندس يعمل فى مجال الطباعة والنشر. ومع أن هناك أموالاً كثيرة تنفق على الملف الإعلامى، دون تحقيق نتيجة، فلم تحدث إطلاقاً أى مساءلة للمسئولين عن هذا الملف؛ فيمكثون فيه إلى ما شاء الله، فكان أن أثبت النظام بالتغييرات التى أجراها على مستوى رؤساء تحرير الصحف القومية أفضليته على الجماعة من ناحية تقديم النموذج. على مستوى العنصر البشرى أيضاً انقسمت الكوادر الصحفية الإخوانية، المتميزة وغير المتميزة، إلى قسمين؛ لم يجد الأول نموه المهنى داخل الجماعة التى لم تستوعب ولم تواكب تطوره، فقفذوا خارج الدائرة وتسربوا خارج التنظيم، وتحولت علاقتهم به إلى علاقة تاريخية، أما القسم الآخر تحول إلى «بزنس» الصحافة والميديا، مستفيداً من انتماءات إخوانية تشعبت بعد ذلك لتخرج عن دائرة التنظيم. شروخ نفسية عميقة، تعلمها القيادة جيداً، لكنها لم تسع إلى التئامها، أصابت الكوادر الصحفية الإخوانية، فالانقلابات والإطاحات، لم تبعد قط عن الملف الإعلامى فى الجماعة، وكان أشهرها ما حدث فى الموقع الرسمى للجماعة، الذى استبدل رئيس تحريره، طاقماً جديداً، بكوادر صحفية لها مكانتها، ولم تجد شكوى المبعدين مكاناً لها بمكتب الإرشاد، الذى لم يكلف نفسه بأمرهم، على الرغم من تعرضهم بسبب هذا التسريح، إلى ضربات مادية، كونهم يعتمدون على دخل الموقع فى تسيير أمور حياتهم وعوائلهم، وخلق هذا الموقف أضغاناً، وأصبحت هناك جبهتان، تستقطب صحفيى الإخوان الجدد إلى صفها، جبهة «المنيل» -التى يوجد بها الموقع الرسمى للإخوان- وجبهة أخرى مناهضة لها تتمثل فى الصحفيين المستبعدين. وفى أزمة «آفاق عربية» شعر الصحفيون أن قيادات الجماعة كانت راغبة فى التخلص من الصحيفة، وصدم تصريح المرشد السابق محمد مهدى عاكف، بأن الصحيفة شكلت عبئاً على الجماعة، الكثيرين، فى لحظة شجون وجرح كان ينتظر فيها الصحفيون كلمة شكر على خدمتهم الجماعة طيلة هذا الوقت، وبعد أن تشرد صحفيو «آفاق عربية»، جرى انتشال بعضهم من وحل البطالة، فى حين تُرك الآخرون، الذين فسروا هذه التفرقة بأنهم إخوان غير منخرطين فى التنظيم، أو أنهم غير فاعلين، فى الوقت الذى كانت عيونهم على صحفيى الإخوان الأغنياء، الذين يستبدلون كل عام سيارة جديدة بأخرى قديمة. أخبار متعلقة: «الوطن» تفتح ملف «الإسلام السياسي».. «الكلمة» فى مواجهة «السيف» «شيوخ الفضائيات» منعوا المختلفين معهم ومنعوهم من الظهور.. وشكلوا «لجنة شرعية» لمراجعة البرامج فضائيات السلفية: من «الرقص العارى» إلى «قنوات تأخذك للجنة» حتى «معترك السياسة» «لا تخرقوا سفينة الدعوة» المنشور الذى أنهى ظاهرة «المدونين الإخوان»