«تركوا مصر وهم فى قمة حبهم لها.. غادروها ولم يكن لهم هدف إلا إعادة الوطن لأصحابه.. سالت دماؤهم فى نهر الوطن نفسه الذى يموج بدماء شهداء الثورة.. فى هذه الصفحة نوثق لشهداء مصر الأبرار من الإخوان وغيرهم» افتتاحية تصدرت عدد جريدة «الحرية والعدالة» الصادر أمس، كمقدمة لصفحة أُعدت خصيصاً تكريماً لشهداء الإخوان. حملت الصفحة عنوان «أنا بحبك يا بلادى» وحمل إخراجها شكل الشجرة التى يتفرع منها 9 فروع لكل فرع شهيد، 8 إخوان وتاسعهم شهيد الصحافة «الحسينى أبوضيف».. ربطت الصحيفة بين الشهداء الثمانية الذين وضعتهم الصحيفة على «غصن شجرة» بجمل تدل على انتمائهم الإخوانى، منها «ينتمى إلى الإخوان»، «تعرّف إلى دعوة الإخوان»، «كان يعمل فى لجنة الزكاة»، «عضو فى الحرية والعدالة»، «عضو الرابطة الإسلامية»، «كان يعمل مربياً لأشبال جماعة الإخوان» «ابن أحد قيادات الجماعة بالتجمع»، «من إخوان التجمع». الجريدة استولت على شهيد الصحافة أبوضيف ونسبته إلى الإخوان، تأكيداً لما سبق وصرح به صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، حيث كتبت عنه: «أبو ضيف الذى عرف عنه نبله وثوريته استشهد برصاصات الغدر التى أصيب بها وهو يؤدى واجبه المهنى على مقربة من شهداء الإخوان، وطالته رصاصات الغدر التى لم تفرق بين متظاهر وصحفى». محمود عبدالقادر، صديق الحسينى الذى رافقه فى المظاهرة قبل أن تناله رصاصة غادرة، قال باكياً بعد أن طالع جريدة «الحرية والعدالة»: «حسبى الله ونعم الوكيل، أنا مش عارف همّا بيعملوا كده ليه، ليه حتى شهدائنا عايزين يشاركونا فى ذكراهم» يتذكر الفنان التشكيلى زيارة وزير الإعلام الإخوانى للحسينى فى المستشفى قبل الوفاة «هما عايزين يصدقوا الكدبة اللى قالها الوزير إن الحسينى إخوان»، عبدالقادر رفيق لحظة الغدر التى أطلقت فيها الرصاصة على الحسينى يؤكد أن ما ذكرته الصحيفة ادعاءات كاذبة وقال: الحسينى قُتل عمداً فى موضع آمن فلم نكن طيلة المعركة فى جانب الإخوان لو كنا قرّبنا منهم كانوا طحنونا، لكننا كنا فى الخليفة المأمون نرصد الحدث والرصاصة أصابت الحسينى كانت عمداً»، صديق الحسينى لا يزال جالساً أمام صفحة الشهيد على الفيس بوك ينتظر أن يحدّث الحسينى بياناتها ويكتب «مت وأنا ثائر مش إخوان، ماحدش يتاجر بدمى». نشر موقع «الحرية والعدالة» فى نسخته الإنجليزية خبراً يحمّل «جبهة الإنقاذ الوطنى» مسئولية مقتل الصحفى الشاب «الحسينى أبوضيف». وأكد الخبر الذى اقتصر نشره على الصفحة الرئيسية لموقع الحرية والعدالة باللغة الإنجليزية ولم تتطرق له النسخة العربية أن «الحسينى قتل برصاصات البلطجية المأجورين من معارضى مرسى وذلك أثناء قيامه بواجبه الصحفى بين مؤيدى مرسى الذين تظاهروا أمام قصر الاتحادية»، فى عودة لمحاولات جماعة الإخوان التأكيد على أن أبوضيف كان ينتمى للجماعة بالرغم من نفى أسرة الصحفى الفقيد تلك المعلومة وتأكيدهم أن أبوضيف كان من المنتمين للتيار الناصرى.