ساكت ليه ياخال؟ اللى زيك ما ينفعش يسكت ولا من حقه يسكت. ده احنا عايشين بحسك. نايمين على جلجلة صوتك. محميين فى غناك. زى ما انت محمى فى حزننا. شكلك فى الصورة حزين يا خال. فيه حاجة مضيقاك؟. قلقان على البلد. ماتخفش.. طول ما انت موجود.. مصر مطمنة. مصر هتفضل عفية وعنيدة.. لأن صوتها من دماغك. بس والله شكلك فى الحزن حلو يا خال. شكلك وانت ساند وشك على قوس العصاية.. نبى. انت عارف انا مين. أنا أول واحد آمن برسالتك. أنا اللى أبويا «موال نهار» وأمى عدودة من اقدم خيوط سودا فى توب الحزن. انا «حراجى القط» يا خال. لا هو انت فاكر إن «حراجى» مات!. «حراجى» لو مات.. يموت عشان يتولد، لأنك تعبت فيه زى ما تعبنا فيك. أنا اللى بنيت لك السد. أنا اللى كنت بابعت فى قصايدك جوابات ل«ام العيال». فاكر؟. فاكر «سيرة الهلالى» و«سيد الضوى» و«إذاعة الشعب». فاكر عبدالناصر والسويس والمقاومة وعبدالحليم حافظ. فاكر الأحلام وقشف الإيدين والكتابة على حيطان السجن. لا أنا عمرى ما نسيت صوتك ولا انت عمرك ما نسيت فقرى. كان صوت الفقر عالى يا خال. كان مجلجل. كان يخوف. بس كل اللى كان يسمعه يحبه، لأنه حقيقى. انت اللى علمتنى كل الحاجات الحلوة. علمتنى إزاى أحب وأغير.. إزاى أبقى سعيد فى عز الحزن.. إزاى أكتب اللى حاسس بيه وأحس اللى مش قادر أكتبه. إزاى أسمع أغنية وأبكى. تصدق يا خال أنا حبيت الهزيمة عشان «عدى النهار».. ومن كتر ما حبيت «مسيحك» بقيت طيب.