كل الطرق إلى مقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، مغلقة تماما، منذ دخول ليل أمس الأول، سيارات الإطفاء منتشرة بمحيط المكان، عشرات المتظاهرين يحاصرون المبنى الفخيم، الذى يضم مكتب إرشاد الجماعة، وقاعات أخرى، وحال جنود الأمن المركزى بين المبنى والمتظاهرين، وتراصت قيادات شرطية من وزارة الداخلية ترتدى زيا مدنيا أمام بوابة المبنى، تذود عنه وتمنع الاقتراب منه، وحضرت تعزيزات أمنية إضافية إلى المكان بسرعة بعد انتشار المتظاهرين حوله، 7 سيارات أمن مركزى تحمى المبنى، وغاب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين تماما عن المشهد، ولم يحضروا لحمايته مثلما فعلوا من قبل مع مقرات أخرى، وجميع أنوار المبنى مطفأة إلا المصابيح الموضوعة أعلى السور الخارجى. تقطع المشهد أشعة الليزر الخضراء المنبعثة من أجهزة صغيرة بيد شباب المتظاهرين، نحو نوافذ الأدوار العليا، وفى أعين من يطل برأسه من الداخل. تابع أهالى المقطم أحداث الاتحادية منذ بدايتها، وانزعجوا من اعتداء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على المعتصمين السلميين أمام قصر الرئاسة وهالهم مشاهد القتل فقرروا النزول منفردين ليتظاهروا أمام المركز الرئيسى للإخوان المسلمين بالمقطم، حسب وصف محمد السيد من أهالى المنطقة، وقال «حضرنا منذ بداية التظاهرة، وكان عددنا حوالى 5 أفراد فقط قبل الساعة التاسعة مساء، وبمرور الوقت ازداد عدد المتظاهرين وكلهم من أبناء المنطقة، الذين تجمعوا بسرعة، وهذه هى المرة الأولى التى نخرج فيها فى مظاهرات ضد الإخوان أمام مقرهم الرئيسى رغم افتتاح المبنى منذ أكثر من عام». مقر مكتب الإرشاد الحالى بالمقطم فهو عبارة عن فيلا ملحق بها مبنى إدارى، تحمل رقم 5 فى شارع 10 بالقرب من ميدان النافورة، واستأجرتها الجماعة مؤخراً، وجرى افتتاحه العام الماضى فى حضور عدد كبير من السياسيين والإعلاميين من بينهم عمرو موسى الذى تهاجمه الجماعة الآن بشدة، وتصفه ب«الفلول» حسب قول محمد السيد، أحد أبناء المنطقة، وشهد المقر الجديد أول اجتماع معلن لمجلس شورى الجماعة ويتكون من 6 طوابق على مساحة 600 متر، وبه العديد من الغرف التى تقرر تخصيصها لأعضاء مكتب الإرشاد، وقاعات أخرى لإجراء الحوارات التليفزيونية والصحفية، ووصفه مهدى عاكف، المرشد العام السابق للجماعة، فى أحد لقاءاته التليفزيونية بأنه يشبه القصر. المتظاهرون الشبان وقفوا مباشرة أمام جنود الأمن المركزى، الذين يقفون فى صفين متراصين بعرض الشارع على بعد أمتار قليلة من بوابة المبنى، بعض الأهالى دخلوا فى أحاديث جانبية معهم وأعطوهم مياه شرب، قالوا لمن أراد الهجوم عليهم وضربهم «دول غلابة، ناس شقيانة ليس لهم ذنب» قبل منتصف الليل بدت الأمور هادئة، حتى دخل فجأة شاب عشرينى، وحاول ضرب جنود الأمن المركزى والدخول إلى مكتب الإرشاد، لكن بعض الشبان منعوه، وتراجعوا للخلف بعدها بدقائق ومع ارتفاع أعداد المتظاهرين زاد حماس المتظاهرين وارتفع صوتهم بالهتاف. شباب الألتراس بالمقطم كان لهم دور كبير فى إشعال المظاهرة بالهتافات، حيث صفق الجميع لدخول أحدهم بعد أن رفعوه على الأعناق وصاح فيهم «حكم المرشد باطل ومحمد مرسى باطل والإخوان باطل»، «الشعب يريد إسقاط النظام».