تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فيلمًا قصيرًا إيرانيًا، بعنوان "دو با دو" وهو عنوان باللغة الفارسية يعني "اثنان واثنان"، من تأليف وإنتاج وإخراج الفنان الإيراني باباك أنفاري، ومن بطولة الممثل الإيراني بيجان دانشمند. الفيلم قصير مدته لا تزيد عن سبع دقائق، يعرض مشهدًا لفصل دراسي داخل مدرسة قاتمة، يحكمها نظام استبدادي صارم، حيث يدخل المدرس فيسود الصمت داخل الفصل، ويبدأ في شرح قاعد رياضية جديدة مفادها أن 2 + 2 = 5، ويبدأ في ترديد ذلك للتلاميذ مطالبًا إياهم بالتكرار خلفه. يحاول أحد التلاميذ على استحياء أن يسأل، أليست تساوي أربعة؟ يثور المدرس في وجهه ويسكته فيعود التلميذ لمقعده خائفًا مرتعدًا. يردد التلاميذ مرة أخرى القاعدة الجديدة المخالفة لأي منطق أو عقل. هنا ينهض تلميذ آخر ليصر أنها تساوي أربعة، ويدخل في جدل ترتفع حدته مع المدرس، قبل أن يلتفت لزملائه محاولا توضيح ذلك بالعد على أصابع يده، فيثور المدرس ويخرج لينادي مجموعة من أفراد الشرطة المدرسية، بينما يبدأ التلاميذ في لوم زميلهم لأنه سوف يجلب لهم "المتاعب". وحين يعود المدرس بصحبة ثلاثة من أفراد الشرطة المدرسية، يطلب من التلميذ أن يكتب على السبورة أن 2 + 2 تساوي خمسة. وفي مشهد فانتازي يرفع أفراد الشرطة المدرسة أيديهم ببنادق "وهمية"، في محاولة لتخويف التلميذ الذي وقف أمام السبورة والطبشور في يده، بينما هم والمدرس يحاصرونه. يتردد الفتى قليلا قبل أن يفعل ما يمليه عليه ضميره، ويكتب الرقم أربعة. تنطلق رصاصات وهمية فيسقط التلميذ صريعًا، ويحمله أفراد الشرطة المدرسية خارج الفصل، ثم يمسح المدرس رقم 4 المختلط بدماء التلميذ من على السبورة ويكتب خمسة، ليردد التلاميذ وراءه القاعدة الخاطئة. وبينما ينتهي الفيلم نجد أحد التلاميذ يكتب المعادلة في كراسته، التي تساوي خمسة، قبل أن يشطب على هذا الرقم ويكتب أربعة. الفيلم يواجه الديكتاتورية والأنظمة الاستبدادية التي يردد الناس خلفها المعتقدات الخاطئة دون وعي أو إيمان. ربما لعدم جلب المتاعب كما قال أحد التلاميذ بالفيلم، أو خوفًا من الموت. لكن الخاتمة تؤكد أن الفكرة التي تولد من قلب الاستبداد وتقاومه لا تموت حتى وإن مات صاحبها، بل تنتقل لآخر وتنتظر الفرصة المناسبة لتنهض من جديد، وحينها لن تجد ما أو من يردعها. الفيلم من إنتاج 2011، وشارك في العديد من مهرجانات الأفلام العالمية، ورشح لجائزة أحسن فيلم قصير في مهرجان "بافتا" البريطاني الدولي.