اللغات السامية هي إحدى فروع أسرة اللغات الأفروآسيوية، وهي فرع استقل تدريجيا ليشكل ما يفترضه اللغويون من لغة سموها اللغة السامية الأم، وتنسب هذه اللغة إلى "الساميين" الذين ينسبون إلى "سام بن نوح"، الذي هو أبو الشعوب التي تتحدثها حسب معتقدات اليهودية والمسيحية والإسلام. يتحدث باللغات السامية حاليا نحو 467 مليون شخص، ويتركز متحدثوها حاليا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرق إفريقيا. وأكثر اللغات السامية انتشارا في عصرنا الحالي هي "اللغة العربية" إذ يفوق متحدثوها 200 مليون متحدث، تليها الأمهرية ب27 مليون متحدث، تليها التيجرينية بنحو 6.7 ملايين متحدث، ثم العبرية ب5 ملايين متحدث. تتميز اللغات السامية بكونها من ضمن أولى اللغات التي استعملت الأبجدية في كتابتها، والتي استوحتها من الأبجدية المصرية، ومنها انتقلت إلى معظم لغات العالم، ووجدت كتابات "أكادية" ساميّة تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، أي قبل نحو 5 آلاف عام، ما يجعلها من ضمن أقدم اللغات المكتوبة في العالم، وانقرضت معظم لغات الشرق الأوسط غير الساميّة ولم تبق إلا في النصوص الدينية فقط. اللغات السامية هي إحدى فروع أسرة اللغات الأفروآسيوية، اللغة الساميّة والفروع الخمسة الأخرى نشأت في شمال إفريقيا وشمال شرق أفريقيا ويعتقد أن أسلاف متحدثين اللغة السامية البدائية في الأصل وصلوا إلى الشرق الأوسط من شمال إفريقيا نحو أواخر العصر الحجري الحديث، ولقد وضع أكاديميون للدراسات الساميّة أهمية في تحديد الموطن الأصلي للغة الساميّة الأم، لأن جميع اللغات الساميّة الحديثة يمكن أن ترجع إلى سلف مشترك، ولا يمكن تحديد الموطن الأصلي للغة الساميّة الأم دون النظر إلى أسرة اللغات الأفروآسيوية التي تمتني إليها. اقترح مؤخرا اللغوي كريستوفر إيهرت بأن مجموعة اللغات السامية كانت نتيجة الهجرة الإفريقية إلى فلسطين، وأشار إلى أن المهاجرين الأفارقة الناطقين بالسامية الأم بالفعل انتقلوا إلى الشرق الأوسط وأدخلوا اللغة ونشروها، ويرى دياكونوف منشأ الساميّة بين دلتا النيل ومنطقة كنعان كمعظم الفروع الشمالية من أسرة اللغات الأفروآسيوية. ولقد تم التخلي عن فرضية شعبية سابقا التي ترجح أن الموطن الأصلي للغة السامية الأم هو جنوب شبه الجزيرة العربية، لأنه لا يمكن أن تحدث موجات ضخمة من الهجرة قبل تدجين الجمال في الألفية الثانية قبل الميلاد، لكن هناك نظرية ماتزال مرجحة عند كثيرين أن اغلب سكان آسيا وشمال إفريقيا أصولهم ترجع إلى جنوب شبه الجزيرة العربية، حيث الاشتراك في الصفات الوراثية، التي يختلفون فيها عن شرق آسيا والهند وزنوج إفريقيا، ولو صحت فستكون اللغة العربية هي أصل اللغات الساميّة.