جامعة عين شمس، تعتبر ثالث أقدم جامعة مصرية، تأسست في يوليو 1950 تحت اسم "جامعة إبراهيم باشا". تشاركت مع الجامعتين السابقتينِ، "جامعة القاهرة" (فؤاد الأول) و"جامعة الإسكندرية" (فاروق الأول) في إنْجاز رسالة الجامعاتِ واحتوت الطلب المتزايدَ مِنْ شبابِ التعليم العالي. وشملت عدد من الكليات والمعاهد الأكاديمية التي طورت مؤخرآ في الجامعة. وتعد الجامعة من الجامعات العربية المرموقة، اختيرت هذا العام من ضمن أفضل 700 جامعة في العالم، كانت من أولى الجامعات التي تظاهرت لطرد الحرس الجامعي عام 2010، وزادت بها المشاجرات بين الطلاب في الفترة الأخيرة، وكانت أول من اعترضت على اللائحة الطلابية التي وضعها "اتحاد طلاب مصر". "الوطن" تحاور حسين عيسى، رئيس جامعة عين شمس، للاستفسار منع على كل الأمور بالمتعلقة بالجامعة، عن سيطرة الأمن ، ومدى توافق اللائحة الطلابية، وإضرابات العاملين، ومشاكل المدينة الجامعية. - إلى أي حد ترى أن الجامعة مستعدة إداريًا وأمنيًا لإجراء انتخابات الاتحادات الطلابية المقبلة؟ - بالطبع الجامعة مستعدة على جميع المستويات لإجراء الانتخابات، ولن يختلف الأمر كثيرا عن تجاربنا السابقة في انتخابات مارس 2011 ومارس 2012، إذ كانتا في ظروف أصعب من ذلك. أنا أراهن على وعي الطلاب. - هل تم وضع تصور أو آلية لسير عملية انتخابات الاتحادات الطلابية؟ لا، ليس بعد، حيث إنها تأتي من وزير التعليم العالي، الذي يبعث إلينا بجدول يحدد المواعيد والفترات، ويحتوي على الآلية الكاملة لكافة إجراءات الانتخابات بمستوياتها المختلفة، عقب إقرار اللائحة الطلابية. - كيف تتم عملية مراقبة الانتخابات؟ عادة ومنذ سنوات يتم تشكيل لجنة تضم عددا من أعضاء هيئة التدريس وممثلين عن الطلاب وبعض الموظفين، تقوم هذه اللجنة على مستوى كل كلية بإدارة الانتخابات بها والإشراف عليها وعلى هذا النحو بالنسبة للجامعة، أي حتى المستوى الأخير من عملية الانتخابات، وغالبا لا تضم موظفي إدارات رعاية الشباب أو إدارة الجامعة. - لماذا لم يتم أخذ مقترحات الطلاب وإقامة ورش عمل أو ندوات للاستماع لأرائهم بشأن اللائحة؟ نحن كإدارة ليس لنا أي علاقة بموضوع اللائحة الطلابية نهائيا، فقد اختار ممثلو الطلاب تغيير اللائحة وأسلوب كتابتها، وأنا شخصيا لم أعلم بهذه اللائحة إلا عندما عرضت في المجلس الأعلى للجامعات كرئيس للجامعة، علمت أن هناك لائحة معروضة ومتفق عليها من قبل الطلاب، ومن ثم بدأ رؤساء الجامعات في مناقشتها عبر جلسات متتالية، وكان لي بعض الملاحظات التي ذكرتها فى إحدى الجلسات بالمجلس الأعلى للجامعات. - وما هي هذه الملاحظات؟ ربما لأن الطلاب هم من وضع هذه اللائحة فلم أجد فيها توازنا بين عناصر المنظومة التعليمية داخل الجامعة، وبها تهميش لإدارات رعاية الشباب، فلا يدركون دورها في تنفيذ الأنشطة وإلا نلغيها، فضلا عن أن هناك بعض النصوص التي تحتاج إلى مراجعة من حيث الصياغة القانونية وقد بدأوا في ذلك بالفعل. - ما هي الضوابط والقوانين التي تحكم الحركات والقوى السياسية داخل الجامعة؟ في جامعة عين شمس ليس لدينا أي قيود على نشاطات الحركات السياسية، ومنذ عام أطلقنا مبدأ "الحرية المسؤولة"، والذي يقضي لكل طالب أن يعبر عن نفسه كما يشاء، طالما يضمن عدم إيذاء الطلاب أو تخريب الممتلكات العامة أو تعطيل الامتحانات أو الدراسة، والدليل على ذلك مظاهرات مجموعات الأولتراس داخل الجامعة وعدم إيقافهم من الجهة الأمنية الموجودة. هل هناك سقف أو حدّ للأنشطة الطلابية داخل الجامعة؟ لا ليس لدينا أى قيود على العمل الطلابى منذ عامين تقريبا، باستثناء أننا لا نسمح بالعمل الحزبى داخل الحرم الجامعى أو إقامة أي نشاط تحت اسم حزب بعينه، وهذا أمر منطقي لأن الجامعة ليست ناديا سياسيا وإنما جهة أكاديمية تقدم خدمة تعليمية وبالطبع النشاط الطلابي جزء لا يتجزء منه. - هل تعتقد أن الأمن الموجود كاف لتغطية جامعة عين شمس؟ بالطبع ليس كافيا؛ لأن أي مكان يحتوي على أعداد كبيرة يحتوي على الوظيفة الأمنية، ونعمل على تدريب الأمن الإداري الخاص بالجامعة، لرفع مستواهم من عام لآخر، بالإضافة إلى التحكم في مداخل ومخارج الجامعة، باستخدام البوابات الالكترونية والكاميرات، وهي خطوة نعمل عليها الآن. - ما هو سبب الانفلات الأمني في الجامعات؟ الطالب طرف أساسي في عملية الانفلات الأمني، وذلك بعد تغير سلوكه، وزاد الميل للعنف والخروج عن القواعد واستخدام الألفاظ المسيئة، وتشهد الجامعات الآن عملية انفلات أخلاقي بين الطلاب، ويجب أن يعالج بالدراسات المتخصصة حتى يتم حل مشاكل الأمن، لأن الجامعة ليست مجموعة خادعة للقانون، وتحتاج قوات أمن للسيطرة عليها، ولكنها مكان علم يجب أن يتحلى كل من بداخلها بالأخلاق، مثل جامعات العالم كلها. - ماذا عن إضرابات موظفي الجامعات لتحقيق مطالبهم؟ مطالب الموظفين مشروعة دون أدنى شك وهي حقهم القانوني، ولكن عمليا لا يمكن تحقيق كل هذه المطالب في وقت واحد، وتحقيقها يحتاج إلى الكثير من العمل، وبالفعل أنا أحد أعضاء اللجنة التي تناقش هذه المطالب، ونعمل على تقديم تصور لوزارة المالية لزيادة مرتبات العاملين. - وماذا عن مشاكل العاملين بجامعة عين شمس؟ اجتمعنا بالموظفين قبل بدء الدراسة، واستمعنا إلى مطالبهم، وقدمنا بالفعل حلولا لبعضها، وتم الشروع في حل المطالب المادية التي تقدر إدارة الجامعة على حلها بزيادة الحافز الشهري، وتفويض الوزارة في المطالب التي تقضي تعديل في التشريع أو أحكام القانون. - ما هو الحل الأمثل لمشاكل المدن الجامعية؟ يجب أن يتم توزيع الطلاب جغرافيا بشكل أفضل، لاسيما أن كل محافظة بها جامعة الآن، والبدء في تحميل الطالب بعض النفقات، وذلك ليس من مصلحة الجامعات فقط، ولكنه من أجل الطالب، حتى لا يغترب عن أهله ويبقى في غرفة وحيدا، لتفادي الضغط على الطالب والجامعة، التي أصبحت تقدم نشاطا تعليميا ونشاطا فندقيا. - مشكلة التوظيف أصبحت أساسية في مجتمعنا، ما الخطوات التي تتخذها الجامعة لمساعدة الطلاب لتفادي الأزمة؟ عقدت الجامعة بعض الاتفاقيات مع العديد من البنوك والشركات، التي تدرب الطلاب على مهارات سوق العمل، وننظم مؤتمرا في شهر مارس المقبل، يعرض فيها أساتذة الجامعة مقرراتهم التي يتم تدريسها، وتعرض الشركات متطلبات سوق العمل، ونبدأ في تحديد الفجوة، والسيطرة عليها من خلال تدريب الطالب، وفي الأجل الطويل يتم تغيير المناهج بالتدريج.