قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، إن المليونية الأخيرة التى نظمتها القوى المدنية فى مصر أمس الأول تعد من أكبر المظاهرات الاحتجاجية التى حدثت فى مصر منذ الإطاحة بحسنى مبارك الرئيس السابق، وأضافت الصحيفة أن إطلاق الشرطة للغاز المسيل للدموع على أطراف الميدان لم يطغَ على استعراض القوة التى قامت به القوى المدنية المعارضة، مما يشكل أكبر تحدٍّ يواجهه الدكتور محمد مرسى منذ توليه الرئاسة، وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تناضل من أجل الديمقراطية، حيث عاد هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» للميدان، إضافة إلى احتجاجات أخرى فى محافظات مثل الإسكندرية، والسويس، والمنيا وغيرها، مما عمق الفجوة بين القوى الليبرالية، والإسلاميين المؤيدين لمرسى، وسط إعراب الولاياتالمتحدة عن قلقها إزاء الوضع الحالى. وتابعت الصحيفة: قرارات مرسى وحّدت المعارضة الهشة لأول مرة أمام الحركات الإسلامية جيدة التنظيم، مما يدل على خطأ حسابات الرئيس المصرى. ونقلت الصحيفة عن زميل مع المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية «إيليا زروان» قوله: «هناك مؤشرات خلال اليومين الماضيين أن مرسى وجماعة الإخوان، أدركوا خطأهم لأن الاحتجاجات ضد قرارات مرسى كانت مثالاً واضحاً على سوء التقدير السياسى» وأشارت الصحيفة إلى ردود الأفعال العالمية المعارضة للقرارات مثل رد فعل الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، الذى حث مرسى على حل المشكلة عن طريق الحوار، والمتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى الذى قال، إن المأزق الدستورى الحالى فى مصر لا يمكن حله إلا من خلال الحوار الديمقراطى السلمى، كذلك بيان منظمة هيومان رايتس ووتش الذى قال إن قرارات مرسى أعطته سلطات فاقت سلطات المجلس العسكرى إبان الفترة الانتقالية. وكتب المستشار السابق للرئيس الأمريكى «جريجورى كريج» فى صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»: «واشنطن يجب أن تتساءل من يحكم مصر؟ هل هو رئيس براجماتى ملتزم بمصالح شعبه، أم سلطة تستخدم أيديولوجية لتحويل مصر إلى دولة دينية، الثورة التى أطاحت بحسنى مبارك لم تنته لكن أهدف الإخوان، وشعبية السلفيين، ودور الجيش فى السياسة، وتأثير كل ذلك على المصالح الأمريكية، والسلام مع إسرائيل هى نقاط غير واضحة حتى الآن». ورأى الكاتب أنه من الخطر تقديم مساعدات غير مشروطة لمصر على الرغم من أن ذلك يمكن أن يسهم فى اتخاذ قرارات لازمة لإصلاح الاقتصاد، لكنه يحمل مخاطرة كبيرة على الوضع الاستراتيجى الأمريكى من خلال المساهمة فى خلق دولة فاشلة. وأيد الكاتب ربط المساعدات الأمريكية لمصر بشروط منها الالتزام بالسلام مع إسرائيل والحفاظ على علاقة وثيقة ومتبادلة المنفعة مع حكومة مصرية تمضى قدماً فى التحول الديمقراطى، ولا تنتهك حقوق الإنسان، أو تتخذ أى تدابير ضد المرأة والأقليات الدينية. واقترح الكاتب تخصيص جزء من المعونة العسكرية لمصر لا يقل عن 100 مليون دولار، للبدء فى اتخاذ إجراءات، وبذل مزيد من الجهود لمكافحة الإرهاب فى سيناء، نظراً لأن الإرهاب فى سيناء قضية ملحة. من جانبه، قال أستاذ القانون بجامعة هارفارد الأمريكية نوح فيلدمان فى مقال تحليلى نشره عدد من المواقع الإخبارية، إن الديمقراطية تعنى أكثر من مجرد انتخابات، فالمسئول المنتخب من قبل الشعب يجب عليه الالتزام بالإجراءات الدستورية والقوانين ولا يعتبر انتخابه «ولاية» على الحكم دون أى ضوابط، وعندما لا يلتزم مرسى بقرارات القضاء لأنه يعتقد أن الله والشعب اختاره فهو يسير على خطى الخومينى وأى ديكتاتور فاشى.