رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى قمة هرم السلطة في مصر وضعها في موقف لا تحسد عليه ومنعها من التحرك بحرية مثل الماضي أو مشاركة الشعب مشاعره الغاضبة، فالآن أصبحت تحركات الجماعة وأعضائها محل نظر الجميع، فالمسئولية الجديد جلبت معها تحديات جديدة. وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان ظلت على مدى عقود تعمل في الظل، الآن مع صعودها لقمة السلطة في مصر تجد أن هناك الكثير من التحديات التي تواجهها خاصة أن تكتيكات المعارضة لا تناسبها حاليا ، وفي أحدث مثال على ذلمك، عندما وجهت الجماعة الأسبوع الماضي دعوات للتظاهر ضد الفيلم المسيء للإسلام ونبيه الكريم، مما دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتعبير عن استياءه، وتوقف المفاوضات الخاصة بالمساعدات المهمة للاقتصاد المصري. وأضافت إن مسؤولين كبار من الإخوان يقولون انهم يجدون أنفسهم الآن محاصرين بين مسؤوليات مهامه الجديدة، ومشاركة الشارع غضبه، وقال مستشار مرسي الدكتور عصام العريان هذا الاسبوع إن حداثة الديمقراطية في مصر قد تضاعف من التحديات التي تواجه الجماعة في بلد يحكمها القادة العسكريين المستبدين منذ الاطاحة بالنظام الملكي عام 1952، مضيفا "في أي بلد ديمقراطي.. لديك تداول للسلطة.. ولكن في مصر لقد قضى هولاء 60 عاما في الحكم". وأوضحت الصحيفة إن فشل الجماعة في إيجاد التوازن الصحيح يمكن أن يؤدي إلى انقسام بين القوى المعتدلة والمحافظة، ونقلت الصحيفة عن "إيليا زروان" خبير في الشؤون المصرية : سيكون من الصعب جدا إيجاد صيغة التوازن للمضي قدما والحفاظ على كل ذلك معا... مرسي يسير على حبل مشدود حقا". وأشارت إلى أن حال الإخوان تحول بعد الثورة، فقد سجن بعضهم لبعض سنوات، والآن أصبحوا فجأة رؤساء الجماعة الأفضل تنظيما وفي البلاد، ولديهم رغبة كبيرة في المشاركة في الحياة السياسية بقوة، وحصدوا ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان ومن ثم الفوز بالرئاسة.