تحول ميدان الساعة فى دمنهور إلى ثكنة عسكرية بعد الاشتباكات الدامية التى شهدها خلال اليومين الماضيين، واستشهاد إسلام مسعود، وأغلقت المحلات أبوابها، وخلت الشوارع من المارة. ولف الحزن دمنهور، وساد هدوء حذر يخفى تحته توتراً مكتوماً بين «الإخوان» والتيارات الإسلامية من جهة، والقوى المدنية والثورية من جهة أخرى، وتمركزت قوات وسيارات الأمن المركزى بكثافة فى قلب الميدان، تحسباً لوقوع اشتباكات من جديد بين الجانبين. واحتشد أعضاء جماعة الإخوان أسفل وبجوار المقر الإدارى ل«الجماعة» أمس، فى ميدان الساعة، لحماية وتأمين المقر، وأقامت «الجماعة» سرادق عزاء كبيراً فى ميدان الساعة للشهيد إسلام، وأعلنت الحداد، وعلقت لافتة كبيرة على واجهة المقر الإدارى ل«الجماعة» فى الميدان مكتوباً عليها «حداد». وتبادل قيادات «الإخوان» والقوى السياسية والثورية الاتهامات بشأن المسئولية عن الأحداث الدامية التى شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، وحمّلت جماعة الإخوان مسئولية الاشتباكات للقوى السياسية، وأكدت «الجماعة» أن هذه القوى أصدرت بيانات تحرض على التظاهر ضد الإخوان وحرق واقتحام المقرات بالقوة. وقال المهندس أسامة سليمان، أمين حزب الحرية والعدالة فى البحيرة: «إن ما يحدث على أرض دمنهور ليس له علاقة بالثوّار الحقيقيين أو المؤيدين والمعارضين لقرارات الرئيس مرسى، وإنما البلطجة التى تشهدها المدينة بسبب أيادٍ غادرة تتحرك لإثارة الفوضى وهم معروفون». ووجّه «سليمان» رسالة لأجهزة الأمن قائلاً: «لا بد لهؤلاء البلطجية من وقفة حاسمة وأنتم تعرفون جيداً البؤر التى تؤويهم وأسماء البلطجية والفلول الذين يحرضونهم». من جهته أعرب ائتلاف القوى الوطنية فى البحيرة، عن حزنه العميق لاستشهاد «إسلام»، واتهموا جماعة الإخوان بالمسئولية عما حدث، وحملوا «الجماعة» وحزبها المسئولية الأخلاقية والسياسية عما تشهده مدينة دمنهور من اشتباكات دموية. ونفت حركة 6 أبريل بالبحيرة التحريض أو المشاركة فى حرق أو اقتحام مقار جماعة الإخوان، وأعلنت أنها ضد العنف، وإراقة الدماء بين صفوف المصريين أياً كانت اتجاهاتهم السياسية. من جانبه، نفى حزب الدستور بالبحيرة، نفياً قاطعاً ما نشرته الصفحة الرسمية لموقع تابع لجماعة الإخوان، عن تظاهر أعضاء من حزب الدستور فى ميدان الساعة، وأكد الحزب أنه يلتزم بالبيان الذى أصدره، ويؤكد عدم المشاركة فى أى فعاليات لرفض الإعلان الدستورى بمدينة دمنهور، وقصر أى مشاركات على القاهرة حداداً على روح الشهيد «إسلام مسعود» واحتراماً لحرمة الدم وقدسيته. فى حين أنكر الدكتور زهدى الشامى، أمين حزب التحالف الشعبى الاشتراكى الاتهامات الموجهة إليه من جانب جماعة الإخوان، بأنه يقف مع آخرين وراء التحريض على اقتحام وحرق مقر «الجماعة»، وأشار إلى أنهم يتهمون المعارضين بالباطل.