يضم استفتاء مجلة "تايم" الأمريكية لأكثر الشخصيات تأثيرا في العالم هذا العام ثلاث شخصيات تنتمي للدين الإسلامي، شخصيتان منهم إسلاميتان تحملان وجهين مختلفين للتعبير عن الدين. الشخصية الأولى هي الرئيس المصري محمد مرسي، بينما تأتي الفتاة الباكستانية مالالا يوسفزاي (14 عاما)، والتي أثارت تعاطف العالم، لتمثل الوجه الآخر للدين الحنيف. وأوجزت المجلة أسباب اختيارها لمرسي ليكون أحد المتنافسين على نيل لقب شخصية العام لديها في أنه مسلم متدين وسطي، نظرا لأنه ينضم لجماعة إسلامية نفعية (براجماتية) وهي جماعة الإخوان المسلمين. وأشارت المجلة أيضا إلى أن اختيار أغلب الشعب المصري لمرسي على رأس السلطة التنفيذية في أول اختبار ديموقراطي بعد الثورة يمثل دعما قويا لوضعه في القائمة، خاصة أنه كان يناضل من خلال جماعته ضد نظام مبارك البائد قبل ثورة 25 يناير. وأكدت المجلة أن مرسي استطاع الانتصار على جنرالات الجيش المصري، في إشارة منها إلى إحالة المشير طنطاوي والفريق عنان إلى المعاش بعد عدة أيام فقط من توليه منصب الرئاسة. وأشارت المجلة أيضا إلى أن دور مرسي في إيقاف الحرب بين حماس وإسرائيل وتوسطه لصنع الهدنة سبب قوي ليكون أحد المتنافسين على لقب شخصية العام. وفي الوقت نفسه، تضيف المجلة أن مرسي وضع شعبيته التي اكتسبها خلال فترة حكمه القليلة على المحك بعد قراراته الأخيرة وإعلانه الدستوري الذي وُصف بأنه ديكتاتوري، ما تسبب في حدوث شرخ في علاقته مع القوى العلمانية، متابعة أن عددا من المصريين يظنون الآن أن بلادهم تعود إلى عصور الاستبداد مرة أخرى. إن مرسي صار الآن وجها للإسلام طرحته "تايم" على صفحاتها وعبر موقعها. وأكدت المجلة أن الفتاة الباكستانية مالالا يوسفزاي صارت أحد أكثر الوجوه تأثيرا في العالم، نظرا لكونها فتاة صغيرة عانت من أجل حريتها وسط مجتمع إسلامي محافظ ومتشدد، وتؤكد المجلة أن وجه مالالا صار وجها معروفا عالميا وملحمتها صارت معروفة لأنها معركة نضال واجهتها هي ووالدها، الذي كان على استعداد لمحاربة العالم من أجل ابنته. إن مالالا، كما وصفتها المجلة، فتاة رفضت رأي حركة طالبان الجهادية المتطرفة في رفض تعلم الفتيات في بلادها، وكتبت هذا الرأي على مدونتها الشخصية، وهو ما دعى الحركة لمحاولة اغتيال الطفلة ذات الأربعة عشر عاما، إلا أنهم فشلوا في أن يسكتوا صوتها. إن مالالا هي وجه الإسلام المعتدل الذي حارب التطرف بالكلمات فحاربه بالرصاص، بحسب المجلة. المثير الآن أن مرسي ومالالا يقعان على قمة التصويت بحتمية الفوز بشخصية العام، متفوقين على عدة أسماء معروفة منها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمطرب الكوري بساي، صاحب الأغنية الشهيرة "جانجام استايل"، والرئيس السوري بشار الأسد، المسلم الثالث في القائمة، والنمساوي فيليكس بومجارتنر، صاحب القفزة الفضائية نحو كوكب الأرض التي حازت على اهتمام الملايين حول العالم، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وزوجته وزيرة الخارجية الأمريكية الحالية هيلاري كلينتون، وغيرهم من الشخصيات الشهيرة. وصوَّت للرئيس مرسي حتى الآن ما يقرب من 61 ألف شخص ليكون شخصية العام، بينما وقعت مالالا في المركز الثالث بنحو 31 ألف صوت، وفي الوقت ذاته حظي مرسي بمركز أول آخر وهو عدد الأشخاص الذين يرونه لا يصلح ليكون شخصية العام، حيث بلغ عددهم 40 ألف صوت، بينما كان عدد المصوتين برفض مالالا 10 آلاف شخص فقط. الطريف أن مالالا ومرسي يسبقان الرئيس الأمريكي أوباما بفارق كبير، وصل إلى 41 ألف صوت بينه وبين مرسي و10 آلاف صوت بينه وبين مالالا.