دب الفزع بين سكان منطقة برج البراجنة، في ضاحية بيروت الجنوبية، أثر وقع انفجارين، مساء أمس، استهدفا شارعا شعبيا مكتظا، معروف أنه معقل لعناصر حزب الله، مخلفا 43 قتيلا وأكثر من 239 مصابا. استعدت عائلات الشهداء لتشييع جثامين ذويهم، صباح اليوم، وأغلقت المدارس والمؤسسات أبوابها حدادا بموجب قرار من رئيس الوزراء تمام سلام، فيما أكد الجيش اللبناني أن فارق التوقيت بين التفجيريين سبع دقائق، كما عثر على جثة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه في موقع التفجير الثاني. وأوضح الجيش، في بيان له، أن أحد الإرهابيين أقدم على تفجير نفسه بواسطة أحزمة ناسفة وسط عدد كبير من المارة بشارع الحسينية بمنطقة برج البراجنة، ثم تلاه إرهابي آخر فجر نفسه بالقرب من موقع التفجير الأول. وأعلن تنظيم "داعش"، في بيان تداولته حسابات ومواقع جهادية على الإنترنت، مسؤوليته عن الهجوم الذي وصفه بأنه "عملية أمنية نوعية". ووصف رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام العملية ب"الجبانة"، ودعا إلى اليقظة والوحدة والتضامن في وجه الفتنة، فيما اعتبر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري أن "استهداف المدنيين عمل دنيء وغير مبرر، لا تخفف من وطأته أي ادعاءات"، مشددا على أن "قتل الأبرياء جريمة موصوفة بكل المعايير من برج البراجنة إلى كل مكان". قال حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب لله، ردا على أسئلة الصحفيين حول تبني "داعش" للتفجيرين "ليس مستبعدا على داعش وأخواتها... هذه عقليتهم، هذا دينهم ولن يتغير"، وأن ما حدث جريمة موصوفة بكل ما للكلمة من معنى، وهي ليست ضد حزب أو طائفة أو فريق سياسي معين، بل جريمة في حق الإنسانية جمعاء، وفقا لما لموقع قناة "الحرة" الإخبارية. وأثار التفجير ردود الأفعال الدولية، حيث أدانت السعودية "التفجير الإرهابي"، وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن "سخطه"، معتبرا الاعتداء "عملا دنيئا". كما أدانت الولاياتالمتحدة بأنه "إرهابي وشنيع"، مؤكدة أنه "لا يؤدي إلا إلى تعزيز التزامنا في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية ومن بينها الأجهزة الأمنية، لجعل لبنان مستقرا وآمنا وذا سيادة"، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاعتداء ب"العمل الحقير"، ودعا اللبنانيين إلى "مواصلة العمل للحفاظ على أمن واستقرار" البلاد. وأكدت وزارة الخارجية، وقوف مصر مع دولة لبنان الشقيقة حكومة وشعبا فى هذا الظرف الدقيق، الذى تسعى فيه قوى التطرف والإرهاب وأعداء السلام إلى زعزعة أمن واستقرار لبنان، معربة عن ثقتها فى حكمة حكومة وشعب لبنان الشقيق، وإدراكهما للمكائد التي تحاك باستقرار بلدهم وسلامته، معبرة عن خالص التعازي لأسر الضحايا وحكومة وشعب لبنان، داعية المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا برحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.