اتهم المندوب السوري لدى الأممالمتحدةبشار الجعفري الأيدي الخفية بالوقوف وراء تفجير بيروت والذي أسفر عن مقتل النائب عن كتلة المستقبل وليد عيدو يوم أمس. وقال الجعفري إن هذا التفجير والحوادث التي سبقته كانت تتزامن دائما مع مداولات للأمم المتحدة تخص الوضع في لبنان وأن الهدف منها استهداف العلاقات السورية اللبنانية. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد وجه اتهاما مبطنا إلى سوريا بالوقوف وراء عملية الاغتيال.مضيفا أن العملية تندرج ضمن سلسلة اعتداءات استهدفت شخصيات مناهضة لسوريا في لبنان منذ الاغتيالات ومحاولات الاغتيال منذ أكتوبر2004. هذا وقد توالت ردود الأفعال الدولية والعربية والمحلية على عملية اغتيال عيدو وأجمعت الأطراف على إدانتها ودعت الشعب اللبناني بكافة أطيافه إلى الحفاظ على وحدته الوطنية. فقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العملية ب"الاعتداء الإرهابي". داعيا اللبنانيين إلى الوحدة في مواجهة أعمال الترهيب الهادفة إلى زرع الانقسام بينهم فيما حث المسؤولين اللبنانيين على إيجاد حل للمشاكل السياسية لبلادهم. كما أدان مجلس الأمن الدولي العملية. واعتبرت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي الهجوم غير مقبول وطالبت بكشف أسبابه ومعاقبة المسؤولين عنه. فيما أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بكل حزم جريمة الاغتيال البشعة مذكرا بأنها الأولى منذ اغتيال الوزير بيير الجميل في نوفمبر الماضي. وأدانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت بشدة "الهجوم الدنيء" . وكرر رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي أن هذه الأعمال مرفوضة. مؤكدا التزام روما بإرساء الاستقرار في لبنان في إطار مهمة يونيفيل ودعمها لحكومة فؤاد السنيورة الشرعية. عربيا أدان في القاهرة كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط العملية. وقال موسى إن هذه الجريمة تستهدف إثارة الفتنة في لبنان ودفع هذا البلد العربي ليكون ساحة للصراعات الدائرة في المنطقة. وقد قتل عشرة أشخاص في التفجير من بينهم النائب عيدو وابنه الأكبر جراء انفجار هز منطقة المنارة على شاطئ الشطر الغربي من بيروت. ووقع الانفجار في منطقة تضم مقاهي ومدينة ألعاب ومباني سكنية وناديا ومسبحا لضباط الجيش اللبناني وهي سادس عملية تفجير يشهدها لبنان منذ نحو ثلاثة أسابيع. ويأتي اغتيال عيدو في إطار سلسلة اغتيالات أعقبت اغتيال رفيق الحريري في بيروت بانفجار كبير في 14 فبراير 2005. وفي الثاني من يونيو من العام نفسه اغتيل الصحفي سمير قصير بتفجير سيارته في بيروت. وفي 21 من الشهر ذاته اغتيل جورج حاوي الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني بتفجير سيارته أيضا في بيروت. وفي ديسمبر من العام نفسه اغتيل الصحفي والبرلماني جبران تويني بانفجار قرب بيروت. وفي 21 نوفمبر 2006 اغتيل الوزير والنائب بيير الجميل في هجوم مسلح وسط بيروت.