سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» ترصد آثار الدمار فى«غزة» بعد التهدئة: آثار دماء ومنازل مهدمة وبقايا «أثاث» فى الشوارع قيادات حمساوية وبرلمانيون عرب: لسنا راضين عن أداء «مرسى» تجاه القطاع.. وكنا ننتظر المزيد.. و«العريان»: أدعو لإزالة الحدود وإقامة الخلافة
دخل وفد «البرلمانيين العرب» برئاسة الدكتور عصام العريان، نائب رئيس الحرية والعدالة، غزة، أمس الأول، لتفقد آثار الدمار التى خلفتها الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع، وكان أول ما مرت عليه الحافلة التى أقلت الوفد أطلال منزل اقتلعه القصف من جذوره، لا ترى منه سوى الركام، وبقايا «أثاث، ومستلزمات المعيشة، وقطع من الثياب مخضبة بالدماء، وكانت البناية ملكاً لعائلة «الدلة» التى استشهد 13 من أفرادها داخلها جراء القصف، وفيما كانت الجرافات تحاول الكشف عن جثتى طفلين من العائلة منذ 7 أيام، أكد الأهالى أن المنزل قُصف بصاروخين من طائرة «إف16»، يزن أحدهما «طناً» من مادة «تى. إن. تى» شديدة الانفجار، بعدما اعتقدت إسرائيل أن إحدى كتائب عز الدين القسام تسكنه. على مقربة من منزل «الدلة»، فى مخيم «جباليا»، يقع منزل آخر لعائلة «صباح»، مكون من 3 طوابق، مدمر تماماً، إلا أن الأهالى، أكدوا أن جميع ساكنيه ال30 نجوا للمرة الثانية، بعد أن أعادوا بناءه على أثر قصفه فى حرب «الرصاص المصبوب» من قبل الجيش الإسرائيلى على غزة أواخر 2008، ما جعل الغزاوية يؤكدون أن تلك العائلة محروسة بالعناية الإلهية. وفى مخيم «البريج» كان مسجد «الرحمن»، على موعد لاستقبال شهيدين ملفوفين بالأعلام الخضراء، وسط تكبير وتهليل المشيعين، وحرص إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطينى، على أن يكون فى مقدمة مشيعى الشهيدين، ومستقبلى وفد البرلمان العربى، الذين أدوا إلى جوار الغزاوية صلاة الجنازة على أرواحهم، وأكد «هنية» بعدها، أن الوفود العربية فى زياراتها المقبلة ستتوجه إلى القدس، بعد أن تتحرر، فيما وقف «العريان» مطالباً بإزالة الحدود المصطنعة، وعودة الخلافة، فعلت هتافات المشيعين بالتهليل والتكبير. وفى الطريق إلى المجلس التشريعى، سأل محرر «الوطن» جمال نصار، قيادى حماس، وهو ابن لعائلة فقدت 23 شهيداً فى مقاومة الصهاينة: هل أنتم راضون حقاً عن الأداء المصرى فى الهجمة الأخيرة على غزة، فرد: لسنا راضين، وكنا نتوقع من الرئيس المصرى ما هو أكثر، لكننا نتفهم الضغوطات التى تعرض لها، وندرك الوضع الداخلى المتأزم. وصل الوفد مزارع حى «خان يونس»، فانطلق به ماجد الزبدة، القيادى فى حماس، لمعاينة مساحات خالية من الأراضى استهدفتها الطائرات الإسرائيلية، محدثة حفراً هائلة بلغ عمقها 50 متراً، قال «الزبدة»: «قوات الاحتلال ادعت أن تحتها أنفاقاً ومخابئ للسلاح، فى حين أنها قذفتها لتدمير القطاع الزراعى الفلسطينى، خصوصاً أن المتفجرات والمقذوفات حوت مواد سامة، ضارة بالإنسان والنبات». وأضاف «الزبدة» أن المزارعين الفلسطينيين ممنوعون من الاقتراب من مزارعهم المتاخمة لحدود القطاع مع إسرائيل، لمسافة 500 متراً، وإلا فتحت عليهم النيران لقتلهم، وقاطعه «العريان» قائلاً: «الصفقة الموقعة بين حماس، وإسرائيل، قضت بأحقية المزارعين الغزاويين فى الذهاب لمزارعهم المتاخمة للحدود». فى مستشفى الشفاء، دخل الوفد غرف الحالات الحرجة، وكان هناك رجل يحتضر، بعدما أصيب بشظية فى القلب، وبترت ساقه اليمنى، ورغم الألم رفع سبابته فى إشارة إلى كلمة التوحيد وقرب الشهادة. وكان هناك «عمر»، طفل لا يتجاوز 6 سنوات، يرقد فى ركن الغرفة أردنا التقاط صورة له، فوضع «ساقاً على ساق» لتخرج الصورة «حلوة» غير عابئ بأجهزة التنفس الصناعية، والشظايا فى جسده. وبالقرب من مجمع أبوخضرة الحكومى، الشبيه بمجمع التحرير فى مصر، شاهدنا أعمدة الدخان ما زالت تتصاعد من حطامه، سألت «الوطن» أبومحمد، أحد الغزاوية: كيف كانت الاعتداءات على القطاع، رد: «لا نعرف لماذا بدأت ولماذا انتهت، لكن الناس هنا ممتنة للجهود المصرية والقطرية التى أوقفت الحرب»، فيما قال منصور الزندانى، عضو فى البرلمان العربى ممثلاً لجمهورية اليمن: «دور مرسى لم يكن مرضياً لنا، لكنه أفضل من مواقفها السابقة على أية حال». وعن أنفاق غزة، شدد خميس النجار، عضو المجلس التشريعى، على أنها شريان الحياة لأهالى القطاع، فمن خلالها تُنقل المواد الغذائية والطبية والصناعية وكل شىء، ودونها لا يمكننا الحياة، لكن بعد الصفقة التى عُقدت مع الكيان الصهيونى، سيجرى فتح المعابر، ولن تكون هناك حاجة للأنفاق.تدخل «الزبدة» فى الحوار قائلاً: «المواد الخام لتصنيع الصواريخ دخلت عبر الأنفاق، وصنعتها حماس، فالصواريخ التى انطلقت تجاه الكيان الصهيونى، كانت تحمل عبارة: صنع فى غزة». وأوضح هانى الأشقر، القيادى فى حماس، أن حصيلة القتلى نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية بلغت 143 قتيلاً، و1522 جريحاً، بينهم على الأقل 45 طفلاً، و250 امرأة، وطالت 30 مسجداً، و4 بنوك، وجسرين، و150 قسم شرطة، لافتاً إلى أن إسرائيل شنت على القطاع 1500 غارة، ألقت خلالها مليون طن من المتفجرات. وفى المساء، بينما مسيرات «النصر الحمساوية»، انطلقت لتطوف شوارع غزة، رافعة أعلاماً بيضاء وخضراء مزركشة ب«لا إله إلا الله محمد رسول الله»، تواترت أنباء من القاهرة عن تصاعد أحداث «محمد محمود»، وأن الرئيس محمد مرسى أصدر حزمة من القرارات الهامة، فسأل البعض عصام العريان عن تفسيره لما يحدث، فرد عليهم: «الرئيس مرسى، يعود ثورياً، عندما تكثر المؤامرات ضده».