أعلنت أجهزة المخابرات السودانية، اليوم، أنها أحبطت "مؤامرة" ضد أمن البلاد، في حين أفاد شاهد أنه رأى دبابات تجوب العاصمة الخرطوم. وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية، القريب من الأجهزة الأمنية، في خبر مقتضب أن "أجهزة الأمن والمخابرات أحبطت فجر الخميس مؤامرة تستهدف أمن الدولة"، مضيفا أن "هذه المؤامرة بقيادة مسؤولين في أحزاب المعارضة". وأوضح مصدر للمركز أن السلطات تحقق في ضلوع الطاقم العسكري والمدني على السواء. وروى شاهد أنه رأى دبابات وناقلات جنود تجوب المدينة. وقال الشاهد، الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته: "كنت في جادة عبيد ختم قرابة الساعة الثانية حين رأيت دبابات ومدرعات تنقل عسكريين وتجهيزات قادمة من الجنوب ومتوجهة إلى الوسط". وجادة عبيد ختم هي شارع رئيسي يربط المطارين العسكري والمدني في الخرطوم بمباني الحكومة في وسط المدينة. وتم الإعلان عن إحباط المؤامرة بعد ساعات على تأكيد الجيش السوداني، أمس، شن غارة جوية قرب سماحة، وهي منطقة حدودية متنازع عليها مع جنوب السودان أقام فيها متمردون من دارفور معسكرا. وقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي، خالد سعد، في بيان: "هاجمنا الرقيبات الواقعة على بعد 40 كم شمال الحدود الدولية مع جنوب السودان و10 كم شمال سماحة"، متهما المتمردين بالاستفادة من "دعم كبير" من جانب جنوب السودان. وأعلنت جوبا من جهتها أن جارتها الشمالية قصف سوقا على أراضي جنوب السودان، من دون أن توضح اسم المنطقة بالتحديد. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان، كيلا كويث، إن طائرة أنطونوف "قصفت منطقة أقام فيها مواطنون سوقا"، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وكان المتحدث باسم حركة العدل والمساواة (مجموعة متمردة في دارفور)، جبريل آدم، أعلن في وقت سابق أنه "كان هناك قصف مكثف بطائرات الأنطونوف (الثلاثاء والاثنين) حول سماحة". وأضاف أن "القصف تم في مناطق المدنيين ولم يستهدف موقع قواتنا". وكان الجيش السوداني هدد، الاثنين الماضي، باستخدام القوة ضد المتمردين في حركة العدل والمساواة، الذين أقاموا معسكرا في سماحة. وأكد متحدث باسم حركة العدل والمساواة، التي تنتمي إلى الجبهة الثورية السودانية، إقامة معسكر "شمال الحدود"، دون المزيد من التفاصيل. والجبهة الثورية السودانية تَحَالف من حركات تمرد عدة تنتمي إلى مختلف ولايات السودان، أكدت أن هدفها الإطاحة بنظام الخرطوم الذي يُهيمن عليه العرب. وسماحة واحدة من المناطق الخمس المختلف على تبعيتها بين السودان وجنوب السودان، وتعتبرها الخرطوم جزءا من ولاية دارفور (غرب السودان).
