داخل أروقة أزقة الأباجية في منطقة السيدة عائشة، وبالتحديد في شارع شحاتة عثمان المتفرع من شارع الكتاب، فوجئ قاطنو العقار 38 المكون من 4 طوابق، بانهيار أجزاء من العقار مساء أمس، ليفروا تاركين خلفهم كل متعلقاتهم، يلتهمها الحطام المتناثر في أرجاء المكان. "الساعة 10 بالليل كنا موجودين داخل العقار، وطلعنا نجري أول ما حسينا إن في شوية طوب بيقعوا، وأول ما وصلنا لآخر الشارع كان العقار على الأرض"، هكذا يروي إيهاب أحمد هو وزوجته نجاة شلبي ل"الوطن". وتضيف زوجته "كل ما تقع طوبة كنا بنجري على رئيس الحي وبنقوله البيت بينهار، فكان بيقولنا إخلوا البيت، من غير ما يقولنا إحنا بعد ما نخلي هنروح فين؟". خمس مرات كان عدد زيارات اللجنة الفنية التابعة للحي لمعاينة العقار المنهار والتحقق من مدى سلامته، إلا أنها لم تكن كفيلة لرأب الصدع، ومحاولة إيجاد حل لقاطني العقار المنكوب، "اللجنة فنية جت كذا مرة عشان تعاين البيت من شهر خمسة اللي فات، وإحنا اللي بنطلبه إنهم يوفرولنا أوضة نتلم فيها أنا وعيلتي، وناخد عفشنا بدل ما إحنا متبهدلين في الشارع". محمد أبو السعود مالك العقار، أكد أنه منذ 8 شهور كان يذهب للحي، ولكن دون جدوى، "كل ما نروح لرئيس يقعد يقولنا حاضر وهنساعدكوا، ومافيش حاجه بتحصل، دلوقتي إحنا بننام في الجناين أنا وابني، ورئيس الحي بيقولنا لازم نستحمل بعض"، ولم يقف الأمر عند إغفال وإهمال المسؤولين، بل إن الأمر تطور لطلب رشوة منه على حد تعبيره، "لما بروح الحي الموظفين بيقولولي إنت مبتفتحش مخك، وعايزين مني رشوة، وأنا معاشي كله 120 جنيه". أم كريم، إحدى قاطنات العقارات المجاورة للمبنى المنهار، تقول بعد أن دخلت في نوبة بكاء، "أول ما البيت وقع نطينا من الشبابيك، وقاعدين عند جيرانا، ومش عارفين ندخل البيت بسبب الركام". أربعة منازل تضررت من العقار المنهار وفقًا لرواية أم كريم، "في كل بيت 5 أسر، وكلهم قاعدين عند الجيران، وياريت المسؤولين يشوفولنا حل، ويشيلوا الركام علشان نعرف ندخل بيوتنا وناخد عفشنا".