وزارة العمل تعلن 3000 فرصة عمل في مشروع محطة الضبعة النووية.. رابط التقديم    عميدة آداب القاهرة في حوار ل "الفجر": تجديد شهادة الأيزو يعزز مكانتنا العالمية ويؤكد التزامنا بالجودة    حياة كريمة تواصل مبادرة خفض أسعار اللحوم.. تعرف على أماكن منافذ البيع    وزير البترول يصدر قرارا بتعيين 15 شخصا بمنصب معاون وكلاء وزارة    روبوتات تسلا.. خدعة الذكاء الاصطناعي أم مستقبل واعد| فيديو    إعصار ميلتون يجتاح ولاية فلوريدا.. التماسيح تغزو المنازل والسكان يفرون| فيديو    تتويج الدب الملكة بلقب «الدب الأكثر بدانة» للعام الثاني على التوالي    وكيل لاعبين يعرض نجم الأهلي على بيراميدز.. والسماوي يرد    الزمالك في قلب العاصفة.. شائعات المنشطات مع مشكلات القيد وجماهير الأبيض تترقب "تقرير"    تعرف على بدلاء منتخب مصر أمام موريتانيا    مصرع تلميذ صعقًا بالكهرباء في قنا    مقتل مهندس إلكترونيات على يد ملثمين بكفر الشيخ    «الداخلية» توجه قوافل بالمحافظات مزودة بوحدات إلكترونية لتقديم خدمات الأحوال المدنية    الفنانة عنبر: أتمنى تكريم الفنانين الكبار والقدامى قبل وفاتهم    عزيز مرقة ونسمة محجوب نجما رابع ليالي مهرجان الموسيقى العربية 2024    "مريم الخشت" تتصدر التريند بعد حفل زفافها    عبدالغفار: حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 112 مليون خدمة مجانية خلال 71 يوما    جمعية رعاية مرضى الكبد تطلق قافلة طبية شاملة بدمياط    روسيا تتهم سويسرا بالتخلي عن مبدأ «الحياد» في القضية الأوكرانية    مدرب كوريا الجنوبية: مستوانا فاق التوقعات أمام الأردن    خبير استراتيجي: إسرائيل لم تحقق أهدافها بلبنان والاجتياح البري فشل    وزير الطيران المدنى: نحرص على توسيع آفاق التعاون بين مصر وكوت ديفوار    طلاب جامعة المنوفية ينجحون في تحرير 4744 مواطنا من الأمية    ضمن جهود مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان.. الصحة تنظم دورات تدريبية حول الإسعافات الأولية من خلال فروع الهيئة بالمحافظات    الأنبا توماس يشارك في ورشة العمل "القادة الدينيين وبداية جديدة لبناء الإنسان"    دويدار يؤكد.. ثنائي الأهلي سيكونوا كبش فداء عند خسارة مبارياته القادمة    جنوب سيناء تطلق برنامجًا رياضيًا احتفالًا باليوم العربي للمسنين    ضمن مبادرة بداية.. ندوات ومحاضرات لأئمة الأوقاف في شمال سيناء    مشروع الدار لنشر الوعي.. المفتي يلقي محاضرة غدًا لطلاب جامعة طنطا    الأردن يدين استهداف الاحتلال الإسرائيلى لقوات اليونيفيل جنوب لبنان    حزب الاتحاد ينظم ندوة بعنوان «إفريقيا عمق استراتيجي لمصر ومصير مشترك»    الصعيد في عيون حياة كريمة.. مدينة إسنا تحصل على دعم كبير برعاية مجلس الوزراء    4 أبراج مخلصة في الحب والعلاقات.. «مترتبطش غير بيهم»    دار الإفتاء توضح فضل زيارة مقامات آل البيت    محافظ أسوان يستمع لمطالب المواطنين عقب صلاة الجمعة (صور)    ضبط 5 آلاف زجاجة زيت مجهولة المصدر داخل مخزن دون ترخيص بالمنوفية (صور)    مصرع شاب دهسا أسفل عجلات قطار بالمنيا    وكيل صحة سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزي ووحدات الرعاية الصحية    مسؤولون أمريكيون: المرشد الإيراني لم يقرر استئناف برنامج السلاح النووي    شبهت غزة بوضع اليابان قبل 80 عامًا.. منظمة «نيهون هيدانكيو» تفوز بجائزة نوبل للسلام    بالتزامن مع الاحتفال بذكرى بنصر أكتوبر.. تنسيقية شباب الأحزاب تعلن عن استراتيجيتها الجديدة    فضل الدعاء للأب المتوفي في يوم الجمعة: مناجاةٌ بالرحمة والمغفرة    أخصائية تغذية: هذا الجزء من الدجاج لا يُنصح بتناوله    أوقاف بني سويف: افتتاح 6 مساجد بالمحافظة خلال الشهر الماضي    تعرف علي حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة    إيمان العاصي عن تجسيد قصة حياتها في «برغم القانون»: «كلام عجيب.. وأبو بنتي مش نصاب»    القومى للطفولة يولي مهام رئاسة المجلس لعدد من الفتيات في يومهن العالمي    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة سيارات النقل بالأقصر    الصحة: إغلاق عيادة جلدية يديرها أجانب مخالفة لاشتراطات التراخيص في مدينة نصر    تغيرات حادة في أسعار الحديد والأسمنت بمصر: التقلبات تعكس الوضع الاقتصادي الحالي    مشادة كلامية.. حبس فتاة قتلت صديقتها طعنا داخل كمباوند شهير في أكتوبر    ترامب يتعهد بإلغاء الضريبة المزدوجة على الأمريكيين المقيمين بالخارج حال الفوز    اليوم.. منتخب مصر في مواجهة قوية أمام موريتانيا بتصفيات إفريقيا    خطبة الجمعة اليوم.. تتحدث عن السماحة في البيع والشراء والمعاملات    أسعار الأسماك بكفر الشيخ اليوم.. الماكريل ب 180 جنيهًا    اختللاط أنساب.. سعاد صالح تحذر المواطنين من أمر خطير يحدث بالقرى    ميوزك أورد وجينيس وفوربس.. أبرز 20 جائزة حققها الهضبة طوال مشواره    «بعيدة عن اللقاء».. تعليق مثير من نجم الأهلي السابق بشأن تصريحات حسام حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رياض ياسين ل«الوطن»: ضياع صنعاء يعنى تدمير المنطقة وسنحررها في 3 أشهر
نشر في الوطن يوم 13 - 09 - 2015

كشف وزير الخارجية اليمنى رياض ياسين، أن بروتوكول إنشاء القوة العربية المشتركة سيوقع خلال أسابيع قليلة، وأن قرار تأجيله جاء إدراكاً من المملكة العربية السعودية بأهمية هذا البروتوكول وضرورة دراسته بعناية وحشد التوافق حوله. ووصف فى حواره ل«الوطن»، دور مصر فى الأزمة اليمنية بالإيجابى والفعال. وأشار إلى مشاركة مصر عسكرياً من خلال القوات البحرية والجوية فى تحقيق أهداف التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن. وأوضح أن بلاده بحاجة إلى زيادة الدعم المصرى لها، وأن المشاركة العسكرية البرية فى اليمن واردة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، معلناً اقتراب عملية تحرير العاصمة اليمنية صنعاء من سيطرة الحوثيين.
وحذّر «ياسين» من خطورة تكرار سيناريو سيطرة الميليشيات على السلطة الشرعية، إذا كان الحوثيون تُركوا دون رد حاسم، مشدداً على أن مصر كانت من أكثر الدول المستهدَفة من المشروع الإيرانى التوسعى للسيطرة على اليمن.. وإلى نص الحوار.
رياض ياسين: إيران كانت تستهدف السيطرة على «باب المندب» لتهديد الملاحة فى قناة السويس

■ أعلنت فى مارس الماضى خلال قمة «شرم الشيخ» بدء عملية عاصفة الحزم، كيف تقيّم هذه العملية بعد مرور 5 أشهر؟
- عملية عاصفة الحزم سيسجلها التاريخ على أنها منعطف إيجابى، فى تاريخ الشعوب العربية كلها، وفى تاريخ القرار العربى الذى كان منتظراً منذ سنوات، ويشكل تجربة نوعية غير مسبوقة. وجاءت بقرار من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفيما بعد تفاصيل كثيرة، لكن اتخاذ القرار فى هذا الموقف ينم عن مدى الشجاعة من قبَل خادم الحرمين، والقيادة بمصر ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكل القيادات العربية بالمنطقة، وعلينا أن نركز على نقطة مهمة، تتمثل فى إمكانية حدوث بعض الخلافات فى الرؤى، والتباينات، والمشكلات السياسية، لكن عندما تأتى ميليشيات وتستولى على السلطة والعاصمة بالعنف وتستخدم القوة، فليس من الممكن أن نقف متفرجين وأن ننظر إلى الأمر بكل بساطة، لأن هذا الوضع إذا استمر سيتكرر، ستكون البداية اليمن، ثم أى دولة عربية أخرى، وما أُنجز من خلال «عاصفة الحزم» ليس فقط الانتصار من خلال تحرير عدن وغيرها، لكن من خلال ترسيخ مفهوم أنه لا يمكن السماح لميليشيات بأن تستولى على السلطة، كما استولت «طالبان» على السلطة لمدة 10 سنوات، ثم جاء التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة وحاربوا لمدة 5 سنوات لإسقاطها، واليوم «داعش» تحتل نصف العراق ونصف سوريا، وترتكب مختلف الجرائم، وما زالت أكثر من 14 دولة تقصفها دون جدوى.
■ هل غيّرت «عاصفة الحزم» من مفهوم العمل العربى المشترك بعد أن استمر لعقود مجرد كلمات؟
- نعم غيرته بشكل إيجابى ومثمر وأعادت الثقة إلى المواطن العربى، وأوضحت أنه مهما كانت هناك خلافات فى وجهات النظر، فإنه فى القضايا المصيرية يجب أن نقف جميعاً مع الشرعية.
■ هل هناك تباين فى وجهات النظر داخل التحالف العربى نفسه حول خطوات الحل؟
- ليس هناك أى تباين أو اختلاف بين الرياض والقاهرة وقطر والإمارات، الجميع متفق؛ لأن ما حدث واضح، ولم يكن ما حدث فى اليمن عبارة عن أزمة سياسية عادية، أو مشكلة معقدة كما هو الحال فى العراق وليبيا وسوريا، المسألة اليمنية واضحة وتتمثل فى أنه كان هناك حوار وطنى استمر تقريباً لمدة عام، وله مخرجات، وكان هناك اتفاق، وتمت صياغة مسوّدة الدستور، وكانت هناك مبادرة خليجية لها آلياتها التنفيذية، وكنا نسير بخُطى مسرعة نحو مرحلة جديدة بشكل سلس وسلمى، لكن جاءت هذه الميليشيات، وانقلبت على كل ذلك واستخدمت العنف والقوة، وهنا نضع نقطة ونبدأ من أول السطر. هذا الانقلاب أدى إلى اتفاق كل العرب على إنهائه، والحديث الآن حول العملية السياسية يعنى فقط كيفية إنهاء الانقلاب، ثم تعود الشرعية ويعود الأمن والسلم، ولا يكون السلاح فى يد أحد سوى الدولة، حينها فقط تبدأ عملية الحوار السياسى، ولدينا رصيد غير مستهلك يمكن البناء عليه، يتمثل فى مخرجات الحوار الوطنى ومسودة الدستور التى يمكن تعديلها والبناء عليها.
التوافق بين «القاهرة والرياض» عزّز موقف اليمن.. و«طهران» وحدها تدعم الحوثيين
■ هل هناك إجماع يمنى على هذا التصور؟
- نعم.
■ لماذا استمر الحوثيون إلى الآن إذا كان هناك إجماع؟
- استمروا لأنهم يريدون فرض الأمر الواقع بقوة السلاح والقتل، ولو كانوا يدخلون فى حوار سياسى سلمى، لما استطاعوا إقناع سوى 5% من عدد السكان، لأنهم لا يمثلون سوى 2% من السكان، وهم حاولوا استغلال قضية الجنوب، وهى بالفعل قضية أساسية يفترض أن يكون لها حل جذرى وأساسى، لأنها القضية المحورية التى يحدث كثير من الأزمات بسببها، والحوثيون حاولوا استغلال هذه القضية، واستيعاب بعض ضعاف النفوس من القيادات الجنوبية ونجحوا للأسف فى أن يضموا إلى صفوفهم بعض القيادات الجنوبية التى كانت تحظى ببعض الاحترام، لكن عندما انخرطوا فى مشروع الحوثيين التدميرى أصبحت مرفوضة من كل الجنوبيين، وفقدت ما كان لها من رصيد ضئيل.
■ إذا كان هذا هو الحال داخلياً، من عزلة سياسية للحوثيين، فمن يدعم الحوثيين خارجياً؟
- لا أحد يدعمهم سوى إيران، ولا أحد يدعمهم من المحيط العربى أو الإقليمى أو الدولى سوى إيران، وأدلتنا واضحة، بدليل أن كل قرارات الأمم المتحدة ضد الحوثيين مرت بموافقة كل الدول، وهذا دليل على الإجماع الدولى حول الموضوع اليمنى، هناك تناقضات حول سوريا والعراق وليبيا ولبنان، لكن الموضوع اليمنى هو الوحيد الذى يحظى بإجماع، إلا من جانب من يريد الدخول إلى اليمن، وهى إيران التى حاولت أن تُحدث بؤرة مستمرة من التوتر.
■ ما أسباب دعم إيران للحوثيين؟
- الموضوع يرتبط بمشروعها التوسُّعى فى المنطقة والإقليم واستراتيجيتها العالمية، المشروع الإيرانى ليس فقط السيطرة على اليمن، لكن السيطرة على أجزاء من السعودية وإدخال العالم العربى فى حالة قلاقل وتهديد المضايق والممرات الملاحية وضرب مشروع قناة السويس، وإضعاف موقف مصر بشكل قوى من خلال السيطرة على البحرين واليمن والعراق وسوريا ومناطق أخرى، لكن كانت السيطرة على اليمن بالنسبة لهم مكسباً سريعاً وبأقل ثمن. واستخدام أوراق الضغط هذه للتفاوض مع المجتمع الدولى حول مشروعهم النووى.
■ هل لا يزال الحوثيون يتلقون الدعم من إيران فى هذه المرحلة؟
- لا يزالون يتلقون الدعم السياسى والمادى والمعنوى، لكن من خلال الحصار البحرى والجوى استطعنا أن نحد تماماً من هذا الدعم، لكنهم لا يزالون يدعمونهم بشكل غير عادى.
■ هناك تساؤل دائم حول حجم المشاركة المصرية فى التحالف العربى، فكيف توضح لنا هذا الغموض؟
- المشاركة المصرية إيجابية على مختلف النواحى، وتفاصيلها لستُ على اطلاع عليها بشكل دقيق، لكن ما نعلمه تماماً أن القوات البحرية المصرية تشارك فى عملية الحصار البحرى، والقوات الجوية تنفّذ ضربات مستمرة، إضافة إلى الدعم الاستخباراتى وبعض الأعمال الفنية، وعلى مختلف الجوانب، وستبدأ الآن مشاركة مصرية فى عملية إعادة الإعمار، وهناك مشاركة مصرية مهمة فى توضيح حقيقة ما يجرى فى اليمن للمجتمع الدولى من خلال الجهود الدبلوماسية والسياسية والإعلامية، التى تقوم بها مصر، فهذا اللقاء الذى تجريه جريدتكم معى هو مساهمة لتوضيح الأمور أيضاً.
■ هل هناك مشاركة برية مصرية فى العمليات الخاصة بتحرير عدن؟ وهل يمكن أن تكون هناك مشاركة برية بشكل عام من جانب التحالف؟
- بالتأكيد كلما دعت الحاجة إلى ذلك ستكون هناك مساهمة ومشاركة، وهذا أمر طبيعى، فعمليات «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» و«السهم الذهبى»، هى حزمة متكاملة ومترابطة والجميع له دور فيها.
نجاح الحوثيين فى اليمن يفتح الباب أمام جماعات متطرفة لمحاولة تكرار السيناريو نفسه فى مصر
■ كيف حال مسار عملية تحرير المدن اليمنية من سيطرة الحوثيين؟
- الآن حدث تحرير لكل مناطق الجنوب وتعز أيضاً، وهى أكثر المدن كثافة من حيث عدد السكان تقريباً، تخلصنا منهم فيها، ومأرب تقريباً أوشكنا على التخلص منهم، وما تبقى فقط هو صنعاء وبعض المناطق البسيطة.
■ متى ستحرر صنعاء؟
- فى القريب العاجل، وخلال أشهر معدودة، أو أقل من 3 أشهر فقط.
■ ما العوامل التى تساعد على استمرار سيطرة الحوثيين على صنعاء حتى الآن؟
- لا يوجد عامل يساعدهم على ذلك سوى فرض الأمر بقوة السلاح، ومن يعترض يُعتقل، فلديهم الآن أكثر من 7 آلاف إلى 10 آلاف من الإعلاميين والحقوقيين والنشطاء والقيادات، وحتى من النساء، وهم لا يتورّعون فى ارتكاب كل الجرائم، وليس لديهم واعز أخلاقى أو دينى ولا إنسانى، ويتصرفون وكأنهم لا يخشون أحداً، فالحوثيون لا يحسبون أى عواقب، مثل المنظمات الإرهابية المتطرفة.
■ ماذا عن تحركاتكم هنا فى القاهرة خلال هذه الزيارة؟
- أشعر فى مصر أننى «اشتغل فى ملعبى»، وارتباطنا بالقاهرة وثيق فى مجالات التعليم والصحة والدبلوماسية، ونحن الآن بحاجة إلى دعم مصر فى مختلف الجوانب، ومن أهم نتائج الزيارة الاتفاق مع الدكتور عادل عدوى وزير الصحة، على الترتيب لإيجاد آلية لاستيعاب عدد من الجرحى والمصابين اليمنيين فى المستشفيات المصرية، والعمل على المشاركة فى تدريب الكوادر الطبية وتفعيل البروتوكولات الموقّعة بين البلدين. وفى الجانب الدبلوماسى اتفقت مع وزير الخارجية سامح شكرى، على استمرار التواصل حتى تكون هناك شفافية ومواقف واضحة لمنع استغلال أى تطورات فى تفسيرات قد تعكر صفو العلاقات، وكانت هناك موافقة من جانب «شكرى» على استيعاب عدد من الكوادر اليمنية حديثة الالتحاق بوزارة الخارجية لتدريبهم بشكل مكثف فى المجال الدبلوماسى، واتفاق على كل ما تقدمنا به من طلبات، خاصة فى تخفيف شروط الدخول إلى مصر وتقديم تسهيلات لليمنيين لعودة الأمور كما كانت. وأجريت لقاءات فى الجامعة العربية مع الدكتور نبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية، واتفقت معه على أهمية استمرار حضور المسألة اليمنية فى نشاط الجامعة العربية، والترتيب للقرارات المنتظر صدورها من الجامعة بشأن اليمن فى اجتماع وزراء الخارجية العرب فى سبتمبر، ونجحنا فى استصدار إدانة عربية للقصف العشوائى الهمجى لميليشيات الحوثى لمدينة تعز، لأن الإعلام الغربى لا يهتم كثيراً بما ترتكبه الميليشيات.
■ كان من المقرر مشاركتك فى اجتماع إقرار بروتوكول القوة العربية المشتركة، فكيف ترى تأجيله؟
- أرى الأمر بشكل إيجابى، ننظر إلى نصف الكأس المملوءة، لأن مسألة التأجيل شىء طبيعى لتأكيد أهمية هذا الموضوع، لأنه ليس مجرد بيان يصدر أو بروتوكول شكلى يوقع، وليس مجرد كلام، الموضوع يتطلب دراسة معمّقة ومناقشة التفاصيل، لأن الأحداث متسارعة ونحتاج إلى أن يغطى هذا البروتوكول كل الجوانب، لدينا كثير من الأمور المتشابكة التى تتطلب أن يغطيها هذا البروتوكول، ويكون هناك حشد لدعم أكثر وتوافق حوله.
■ هل عدم إقرار القوة المشتركة يؤثر على اليمن والأوضاع الحالية فى المنطقة؟
- سيوقع البروتوكول خلال 4 أو 5 أسابيع، وسنناقش خلال تلك الفترة ملاحظات كل الدول على البروتوكول.
■ هل هناك جهود للحل السياسى فى اليمن حالياً؟
- حالياً ما يدور من مشاورات ليست مشاورات حل سياسى، نحن نتشاور فى كيفية تطبيق القرار 2216 الذى يعد الشرط الأول للحل السياسى، قبل الحديث عن أى حوار سياسى، لأن الحديث عن حل سياسى فى هذه المرحلة ليس مرفوضاً فقط، لكنه إجحاف بحق كل القوى الوطنية اليمنية، لأنه لا يمكننا أن نتحاور مع قوة مسلحة ونظلم بقية القوى السلمية، حيث سيعطى ذلك مبرراً للقوى المسالمة لاستخدام السلاح لتفرض رأيها أيضاً، ولا يوجد شىء اسمه حوار سياسى مع قوى تضع المسدس على رأسك، فهذا مرفوض بشكل مطلق.
■ هل من المتوقع أن يكون هناك مستقبل سياسى للحوثيين، أم سيتم حظرهم؟
- المستقبل السياسى للحوثيين بأيديهم، إذا استسلموا وسلموا السلاح، ستكون هناك إمكانية، بعد محاسبة مرتكبى الجرائم، وأن يكونوا ضمن إطار العمل السياسى، حسب حجمهم الحقيقى، وليس حسب قوتهم العسكرية، وهذه هى المشكلة الأساسية.
■ إذا تغلبتم على الحوثيين عسكرياً، ونفذتم قرار 2216 بشكل جبرى، هل يمكن أن يصدر قرار باعتبارهم تنظيماً غير شرعى ويعزلون سياسياً؟
- هذا القرار محتمل جداً إذا استمروا فى حملهم السلاح.
■ مصر شاركت فى التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن من منطلق حماية أمنها القومى، فإلى أى مدى كان أمنها القومى مهدداً؟
- مصر مستهدفة جداً بهذه الأزمة، ولو نجح الحوثيون فى داخل اليمن، واعترف بهم دولياً واستطاعوا السيطرة، سيكون ذلك نموذجاً سيئاً تهتدى به ميليشيات متطرفة وقوى عنف متطرفة، تكرر السيناريو نفسه داخل مصر، والجانب الآخر أن مصر أيضاً مستهدفة من حيث أمن مضيق باب المندب، حيث كانت إيران ووكلاؤها يهددون الأمن القومى المصرى والملاحة وقناة السويس ويتحكمون فى ذلك، أو يقومون بحرب خفيفة فى البحر الأحمر، وبالتالى ترتفع أسعار التأمين البحرى وتمتنع السفن التجارية عن المرور، وتصبح منطقة مثيرة للقلق للجميع، ونحن حالياً فى حاجة إلى أن يسود الأمن والسلام فى البحرين الأحمر والمتوسط لكى نستطيع أن نستثمر جميعاً مشروع مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة، لأن مدينة عدن تحديداً كانت تعتمد على مرور السفن التى تعبر قناة السويس وترسو فى ميناء عدن للتزوّد بالوقود والمؤن، ونتمنى أن تعود الحركة وتزيد، ولو سيطر الإيرانيون على عدن لكانت هذه كارثة كبرى.
■ هل العلاقة المتميزة بين الرئيس السيسى وزعماء الخليج، خاصة السعودية، عزّزت من موقف اليمن فى هذه الأزمة؟
- حالة التوافق والعلاقات المتميزة التى تربط الرئيس السيسى بزعماء الخليج عزّزت الموقف اليمنى كثيراً جداً، ونحمد الله أن أزمتنا جاءت فى فترة توافقية، تشعر فيها بأن العرب كلهم يقفون معاً، خاصة إزاء القضايا المصيرية، وضياع اليمن واستلام إيران له، كان سيعنى ضياعاً كاملاً للجيوسياسية للمنطقة كلها، والوقفة القوية للعرب تكللت بالانتصار.
■ سلطنة عمان لم تشارك عسكرياً فى «عاصفة الحزم»، لكنها تلعب دوراً للوساطة الآن، فهل هناك تناقض بين الموقفين؟
- الوساطة عادة فى أى أزمة يجب أن تكون مبنية على أن الطرفين فى المستوى نفسه، وألا يستخدم أحدهما السلاح ضد الآخر، وللأسف ما يحدث فى سلطنة عمان ليس وساطة، والسلطنة لا تتوسّط بيننا وبين الحوثيين، هى تعطيهم متنفساً للحديث والحوار والتشاور وليس وساطة، لأن سلطنة عمان دولة لها مكانتها ونحترمها، وقيادتها السياسية قيادة عاقلة، تدرك أنها لن تورط نفسها فى الدخول بوساطة مع الميليشيات، لعدة أسباب، هى أن الميليشيات قد توقع معك على اتفاق ثم تنقضه، وبذلك ستُحرج الوسيط، ومن يتوسط لطرف مسلح يتحمل وزره ويتحمل جزءاً من جرائمه، وما يتم فى عمان ليس وساطة والجانب العمانى يدرك ذلك، ويعلم أنه ليست هناك وساطة أو مبادرة عمانية، وليس هناك أى شىء يخص الجانب الحكومى أو الشرعى. سلطنة عمان سهّلت للحوثيين وممثلى على عبدالله صالح أن يحضروا ويلتقوا من يأتى ليقابلهم من وفود، سواء مبعوث الأمم المتحدة أو الوفود الأمريكية، فما يجرى مجرد استضافة وليست وساطة، وهم يؤكدون لنا أنهم يحاولون إقناع الحوثيين للقبول بالقرار 2216.
■ هل للدور العمانى آثار سلبية غير مباشرة من خلال إعطاء الحوثيين متنفساً وفرصة للاستمرار والتمادى، وإعطائهم فسحة من الوقت لإطالة أمد الأزمة؟
- هذا كلام صحيح، وأنا طرحت هذه الملاحظات على أكثر من مستوى، لأن السماح لميليشيات بالحوار، وإعطاءها فرصة من الوقت ومساحة للحركة، يعطى انطباعاً لرجل الشارع البسيط الذى لا يتابع كثيراً ولا يعرف دهاليز السياسة، بأن هذا البلد يقف مع ميليشيات الحوثيين، ونجد نحن صعوبة فى إقناعهم بالعكس، لذلك أتمنى من الإخوة فى مسقط أن يعلنوا دائماً أن موقفهم مع الشرعية وضد الانقلاب وضد ما تمارسه ميليشيات «الحوثى» و«صالح» ضد المدنيين، وأنهم مع تنفيذ القرار 2216، حتى نستطيع إقناع رجل الشارع بأن مسقط لم ولن تكون مركزاً لميليشيات «الحوثى» أو منطلقاً له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.