وجه قمحى، ملامح مصرية خالصة، صوت من الصعيد الجوانى، وكلمات تعبر عن الحياة المصرية بكل تفاصيلها، هى مفردات ألبوم «باب اللوق» أول تجربة غنائية ل«مصطفى رزق»، الذى جسد واقع العاصمة بشوارعها ومقاهيها وأهلها، بألبوم يحمل اسم أحد أحياء القاهرة القديمة. «فى باب اللوق، قعدت أستنى جيتها، وبتمرجح بحبل الشوق، وناس تيجى وناس ماتجيش وهى ليه مهياش جاية، وناس على عينها قافلة الشيش، وناس بتنط فى عينيا، وأبص لساعتى والناصية أقول فاكرة يجوز ناسية، وعمرى فى المكان مسروق على قهوة فى باب اللوق».. إحدى أغنيات الألبوم التى تحكى عن شاب جلس على أحد مقاهى باب اللوق منتظراً بشغف شديد حبيبته التى لم تأت. «رزق» الذى تجاوز الخمسين من عمره وإثنان من أصدقائه، وهما الشاعر مصطفى الجارحى والموزع الموسيقى أحمد الصاوى، قرروا مزج موسيقى الجاز بالبلوز، وتقديمها بالطريقة المصرية، وذلك فى 8 أغنيات هى: «مبسوط كتير»، «ياللى ماشية»، «صباح الخير»، «الشوارع»، «مجنون بجد»، «قلبى واسع»، «شفطة بن»، و«البنت السمرة أم ضفاير». 4 سنوات هى عمر المشروع الغنائى الذى حاول «رزق» أن يطوره، من خلال كلمات مصرية بسيطة على موسيقى البلوز الأفريقية، التى قد لا يتقبلها الجمهور المصرى لغرابتها عليه: «لما ابتديت أطبق أفكار من موسيقى البلوز الناس استغربت بس أنا كملت وقعدت 4 سنين أعد للمشروع والألبوم عشان أنا مؤمن بالنوع ده من الموسيقى لأنها فعلاً موسيقى الروح». كلمات ألبوم «باب اللوق» لم تكن مجرد كلمات مصرية فحسب، بل تحاكى الواقع وتجعل الجمهور يتفاعل معها، لأنها تحكى عن مواقف يمر بها المواطن فى يومه الطبيعى، كانتظاره لحبيبته على المقهى من خلال أغنية «باب اللوق»، أو تحكى المواقف التى يتعرض لها الشاب الطيب المتسامح مع الآخرين من خلال أغنية «مجنون بجد»، التى تقول كلماتها: «عيل عبيط عبيط قوى، ماهوش جرىء ولا منطوى، يفتح لكل الدنيا باب، يعشق ويتبهدل قوى، ويستلف لاجل الصحاب، لكنه وحده بينكوى، وكأنه من سنتين مانمش، بيقول حاجات مابتتفهمش، وحاجات كتير بالمسطرة، عقله يجيب دايماً ورا، وقلبه متعود يمد، فيخش بيه فى حارة سد، مجنون بجد»، وصف «رزق» كلمات ألبومه بقوله: «الفكرة كلها فى الكلام المصرى اللى بيعبر عن الواقع، ومؤلف الألبوم عنده قدرات خاصة إنه ما يستخدمش كلام لمجرد الاستسهال، ما هو مش كل كلام خفيف يصنع غنوة».