سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكبر وفد شعبى عربى يصل غزة منذ عام «67».. ويقضى ليلته الأولى فى مستشفى «الشفاء» تحت القصف «التيار الشعبى» يطالب بقطع العلاقات وإسقاط «كامب ديفيد».. و«الاشتراكيون الثوريون» ضد مخطط عداء إيران.. ومقاوم فلسطينى: إسرائيل تحفر قبرها بيديها
وسط دوى انفجارات القنابل الموجهة، والصواريخ الارتجاجية المقذوفة من الطائرات الإسرائيلية على بُعد مئات الأمتار، دخلت قافلة دعم غزة إلى الأراضى الفلسطينية، عبر معبر رفح، فى العاشرة من مساء أمس الأول، متجهة إلى مستشفى الشفاء فى غزة على بُعد 50 كيلومتراً من رفح. وفى طريقها، صعد إلى الأتوبيسات، التى تحمل أكبر وفد شعبى عربى يدخل فلسطين منذ عام 1967، وفقاً للفلسطينيين، مندوبو وشرطيو حركة حماس ليخبروا الأعضاء بالتعليمات: «لا أصوات عالية.. لا هتافات.. لا اتصالات»، باعتبارها أشياء تلفت نظر الطائرات، وما هى إلا ثوانٍ حتى سقط صاروخ على يسار الوفد أضاء ليل رفح، ما جعل قائدى الحافلات يتوفقون دقائق لحين هدوء القصف، واصلوا بعدها السير باتجاه خان يونس. كان مرافق الوفد من جمعية «عطاء غزة» يشير يميناً ويساراً إلى البيوت التى تعرضت للقصف فى الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، وإلى المناطق الأكثر عرضة لمزيد من الصواريخ والقنابل بسبب قربها من الحدود الإسرائيلية، منبهاً الوفد إلى أنه كلما اقترب من غزة سيزداد دوى الانفجارات. وسبقت أخبار القافلة الوفد إلى أهالى خان يونس، فرفعت من معنوياتهم، وخرجوا فى النوافذ وأمام البيوت لتحية الوفد المصرى، مشيرين بعلامة النصر، ما أشعل حماس شباب المصريين مجدداً، فجعلهم يهتفون لنصرة فلسطين غير عابئين بتعليمات السلامة مرددين: «راح هنقولها جيل ورا جيل بنعاديكى يا إسرائيل»، و«اللى بيضرب فى فلسطين بكره هيضرب رأس التين»، و«لن نعترف بإسرائيل». وبهذه الروح والهتافات دخل النشطاء المشاركون فى القافلة مستشفى الشفاء فى غزة، المستشفى الرئيسى فى القطاع، حيث لا تتوقف سيارات الإسعاف عن جلب الجرحى والشهداء، بينهم أطفال ونساء، من شتى الأنحاء، وهناك رحب الدكتور مفيد المخللاتى، وزير الصحة فى حكومة حماس، فى المؤتمر الصحفى للوفد، بالمصريين الداعمين لقضية فلسطين على الأرض المحتلة، معتبراً أن زيارته التى جاءت بعد 5 أيام من العدوان تؤرخ لبداية «عهد جديد». وقال محمد عبدالعزيز، عضو مجلس أمناء التيار الشعبى، إن الشعبين المصرى والفلسطينى «إيد واحدة» وإن جيل الشباب المصرى الذى حرر بلاده سيدخل القدس أيضاً، مشيراً إلى أن موقف الحكومة المصرية الحالية أفضل كثيراً منها فى نظام مبارك، لكن عليها قطع العلاقات مع إسرائيل، وإسقاط كامب ديفيد، وفتح المعابر بشكل كامل. وحذر محمد واكد، ممثل الاشتراكيين الثوريين، مما وصفه بالمخطط الأمريكى لتفتيت المنطقة، وإيقاعها فى فخ طائفى، من خلال استبدال العداء لإيران بالعداء لإسرائيل، قائلاً: «جئنا لإفشال هذا المخطط الأمريكى، الذى يحاول أن يغير عدونا الأساسى من إسرائيل إلى إيران»، فيما شكر أحمد إمام، ممثل حزب مصر القوية، غزة «اللى جمعتنا»، حسب قوله. وانتهت كلمات ممثلى القوى الرئيسية المشاركة فى القافلة، التى ضمت نشطاء من التيار الشعبى، وأحزاب: الدستور، ومصر القوية، والتحالف الشعبى الاشتراكى، والناصرى، والكرامة، والتيار المصرى، وحركات الاشتراكيين الثوريين، والمصرى الحر، وشباب العدالة والحرية، والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، وعدداً من المستقلين، وبات النشطاء ليلتهم بمستشفى الشفاء يتابعون أزيز طائرات الاستطلاع و«إف 16»، ودوى الانفجارات على بعد مئات الأمتار منهم، فيما كانت شظاياها تطال المستشفى من حين لآخر. فى تلك الليلة، أبدى المقاومون الفلسطينيون تفاؤلاً بالانتصار فى نهاية المطاف على إسرائيل، التى «تحفر قبرها بيديها»، حسب تعبير أحدهم، لافتاً إلى أن هناك تطوراً طرأ على أداء المقاومة، مكنهم أخيراً من إسقاط الطائرات، وإطلاق صواريخ إلى تل أبيب، مطالباً بتكرار الزيارات العربية للقطاع، لتخفيف الضغط عليه، وتسهيل الاحتياجات الأساسية لإغاثة الأهالى من أغذية ووقود وكهرباء.