"صوت الشهدا يقول لك إصحى، أسامينا في حبات السبحة، عد صوابعك على أسامينا، خالد - أحمد - ماجد - مينا، شهدا يغنوا شهدا يطيروا شهدا اعتصموا شهدا شهود، شهدا بييجوا من ماسبيرو ويروحوا محمد محمود". كلمات صاغها الشاعر أمين حداد وتغنى بها فريق "إسكندريلا" الغنائي، في حدثٍ ضمن أحداث كثيرة حفل بها اعتصام "محمد محمود" من العام الماضي. وبمناسبة الذكرى الأولى لهذه الأحداث، أجرت "الوطن" هذه المقابلة مع المطرب حازم شاهين مؤسس فريق "إسكندريلا"، ليروي بعض كواليس أغنيتهم "الحرية من الشهداء". يتحدث شاهين عن الأجواء التي أدت إلى كتابة الأغنية "اللي خلانا عملنا الأغنية ديه الحادثة اللي حصلت في أول أيام اعتصام مجلس الوزراء وأحدى سيارات الأمن دهست واحد من المعتصمين وموتته، وقتها الفريق كله راح هناك ووجد الشباب معلمين على مكان الحادث بالشموع، وفورا قام الشاعر أمين حداد بكتابة الأغنية لشهداء محمد محمود وكل الشهداء اللي سبقوهم". يروي عضو فريق إسكندريلا ذكرياته مع اللحظة الأولى لنزوله إلى شارع محمد محمود، "الاعتصام ده شوفنا فيه كثير من المعجزات، من أول ما دخلت الشارع حسيت إني شايف خيالات لبشر من كتر الناس اللي موجودين، لقيت أبطال واقفين رغم قنابل الغاز المميتة اللي ماكانتش بتفرق معاهم، الغريب إن الأبطال دول كانوا بيستقبلو الموت وهما بيضحكوا وكانوا بيتعاملوا مع الموت بكل سهولة وكانوا بيتحملوا الغاز في الوقت اللي كنا إحنا فيه ما بنستحملش ريحته أول ما ندخل الشارع وبنقع ع الأرض، ببساطة الاعتصام ده كان وكأنه عالم جميل مفصول عن العالم العادي اللي عايشينه، المؤسف إن الناس كانت مضحية بيهم - الشعب كان مصدق إنهم بلطجية - والدولة كانت بايعاهم ومش هاممها موتهم، وكل ده عاشان يحافظوا على الثورة ويستكملوا مسيرة الحرية". يستكمل شاهين "الاعاتصام ده كان أهدافه نبيلة وكان ممكن يعمل حاجات كتير لولا مهاجمة الإعلام للمعتصمين على طول الخط، ومحاولاة عزل المعتصمين عن الناس وتصويرهم على إنهم بلطجية، وبداية الانقسام بين القوى الثورية اللي سببه عدم وجود الإخوان المسلمين وتضامنهم مع الاعتصام ومطالبه". يتحدث المطرب حازم شاهين عن الحفل الذي أقامته فرقة "إسكندريلا" من محيط الاعتصام، في الثاني من ديسمبر 2011، وتغنت فيه للمرة الأولى بأغنية "الحرية من الشهداء"، "بعد ما انتقل الاعتصام من شارع محمد محمود لشارع مجلس الوزراء، ذهبت لهناك وغنيت مع المعتصمين وكل الناس غنت معاية حتى عساكر الجيش اللي كانوا بيحرسوا مقر مجلس الوزراء كانوا بيغنوا معانا - بلادي بلادي - وبعدها المعتصمين طلبوا مني إن الفرقة كلها تيجي وتغني مع الناس عاشان تزود حماسهم، وبعدها بيومين راحت الفرقة كلها وغنينا عدد كبير من أغانينا وإحنا متوقعين في أي لحظة إنهم يضربونا، وفي المرة ديه حاولت أخلي العساكر تغني معانا لكن الضابط اللي كان موجود يوميها منعهم". ويختتم المطرب حازم شاهين حديثه قائلا "الإحساس اللي إحنا حسيناه وخلانا عملنا الأغنية ديه السنة اللي فاتت ماتغيرش، لسه الحرية مش كاملة ولسه الأوضاع مش مستقرة ولسه ثورتنا ماكملتش، عاشان كده كلنا معتبرين الفترة ده وقت مستقطع من الزمن هاينتهي لما نحقق أهدافنا بالكامل وتنجح ثورتنا، وهانفضل نغني الحرية من الشهداء، وراجعين يا حياة وكل أغانينا الثورية لحد ما نحصل على حريتنا الحقيقية".