تخرج من باب محطة المترو، لافتة كبيرة مدون عليها "محطة حلوان"، هي بداية، ونهاية خط المترو الأول، وبوابته بداية سوق كبير، ما بين بائعي الخضروات والفاكهة، وبائعي الأحذية والملابس، وأصوات نداءاتهم المختلط بأصوات الأغاني الشعبية و"كلاكسات" موقف سيارات الأجرة في حلوان. أناس يخرجون من المحطة متجهين لأول سيارة يستقلونها، لكن قبل الركوب يلتفتون لما يعرضه الباعة الجائلون، والذي من المقرر لهم نقلهم من أماكنهم، أمام محطة مترو حلوان، إلى موقفي عين حلوان وتوشكى، وذلك في أول سبتمبر، ويوزع الحي أكشاك على البائعين، كما أعلن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية اللواء السيد إبراهيم في تصريحات صحفية، وهي بمجموع 1500 كشك، بحصة 800 كشك بموقف عين حلوان، و700 كشك بموقف توشكى.
"زي نظام الترجمان"، بهذه الجملة يبدأ "أحمد" بائع الملابس، "في موقف عيون حلوان لا في موقف ولا في ناس، وأنا لو اتنقلت مش هعرف ابيع وآكل عيش، وللأسف البديل مش كفء، وانا ما أمشيش من محطة وابيع في صحرا"، وأردف "الناس اللي محل إقامتها مش في حلوان مالهومش اكشاك في الموقف، ومعظم البياعين اللي هنا هما من المحافظات، وأنا لوحدي بصرف على 5 أفراد". ويكمل بائع الملابس حديثه "أنا مش عارف لما يجو يمشونا هعمل أيه، الناس بتوع الحي قاعدة على الكراسي ومش حاسين بينا، ولو كانو هينقلونا لمكان فيه ناس بتروح وتيجي كنا روحنا هناك"، وأردف "كل اللي قالوا علينا بلطجية كدابين، عشان دول بيحطو مبررات عشان يمشونا"، ويختتم حديثه قائلا "كل واحد له رزقه". "غيرت محل الإقامة عشان أخد مكان"، هي عبارة "محمد" بائع الأحذية، ويكمل قائلاً: "بالرغم من إني غيرت محل اإقلامة إلا إني مش هاخد كشك، لأنها اتقسمت خلاص، واللي بيدفع هو اللي بياخد، وكان المفروض يلفو على كل بياع ويدو لكل واحد رقم الكشك"، ويسأل محمد إحدى زبائنه عن إمكانية ذهابها لموقف عين حلوان فقالت :"لأ ده بعيد أوي، وأنا لا يمكن أركب لهناك والسوق هنا جنبي". وبالابتعاد عن بوابة المترو، نجد "إبراهيم" يرتب بضاعته، ملابس "حريمي" ينظمها للعرض، ويبدأ حديثه قائلا: "مفيش قرعة حصلت لغاية دلوقتي، وكلها كوسة، والكشك هناك ضيق جدًا، ولو وقت أنت فيه بس تسد مدخله"، ويكمل: "الناس هنا مأجرين الأماكن دي، بس من ناس زينا، مش ملك الحكومة يعني، ونص البياعين للأسف هنا بلطجية وبياعين حشيش، بس البياعين الأصليين هما 100 أو أكتر". ويستمر إبراهيم في حديثه :"المكان في عين حلوان صحرا، والمكان غير مجهز أصلاً، يبقى أزاي هنتنقل فيه، وأزاي الناس هتخرج برا المكان ده عشان تشتري من حتة بعيده، وأنا قدمت وأخدت رقم الكشك"، ويخرج "إبراهيم" من محفظته ورقة صغيرة مدون عليها رقم (58644)، ويكمل :"ورقمي هو (58644) وعدد الأكشاك كله أصلاً 1500 كشك، وبعد ما يمشونا هنستلم المكان الجديد بعد شهر ونص، يعني هقعد في البيت المدة دي".
ويلتقط طرف الحديث "مصطفى"، وهو بائع للأحزمة، فيقول :"كان في حلول كتيرة أحسن من نقلنا للموقف، وفي هنا جنينة واسعة ممكن تسيع العدد كله"، ويتحرك مصطفى إلى الحديقة، والمملوءة بأكوامك القمامة، ودخان الحرائق، ويكمل حديثه :"ممكن كنا نتنقل هنا، بدل ما يفضل المكان ده مأوى للحشاشين والشمامين، وزمان هنا في الجنينة دي كان في نافورة كبيرة وحلوة، لكن دلوقتي زي مانت شايف بقت كوم زبالة"، وينهي حديثه قائلاً :"لازم البياعين يبقو بين المترو والميكروباصات، عشان كده قبل ما ينقلونا لازم ينقلوا الميكروباصات الأول، عشان الناس تروح هناك".
وبالانتهاء من السير في محطة حلوان، نتجه إلى موقف "عين حلوان"، فبها تجد الأكشاك مرصوصة بجوار بعضها البعض، مع قلة حادة في عدد المارة، كما أن عربات نقل الركاب متوقفة لساعات انتظارًا لهم.