فجّر تنظيم داعش معبد بعل شمين الكبير فى مدينة تدمر الأثرية السورية بعد أيام من إعدام الخبير الأثرى خالد الأسعد الذى كان يشرف على إدارته والتنقيب فيه، ويعود تاريخ المعبد السورى القديم الذى يحمل اسم بعل شمين، أو سيد السماء، إلى القرن الثانى بعد المسيح، ويُعد من أكبر وأشهر المعالم فى مدينة تدمر الأثرية المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمى الإنسانى، وتضرر الجزء الأكبر من المعبد وتهدّم بعد تفجيره من قبَل التنظيم الذى استعمل كميات كبيرة من المتفجرات. من جانبه، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن «داعش» استقبل فى مدينة تدمر بريف حمص الشرقى وسط سوريا، منذ إعلان سيطرته على المدينة فى 20 مايو الماضى، نحو 1340 شاباً من أبنائها والبلدات القريبة منها التى سيطر عليها فى وقت لاحق، أى بمعدل 335 متطوعاً فى الشهر الواحد. واستطاع المرصد توثيق التحاق 1340 مدنياً، غالبيتهم من الشباب، بداعش فى مدينة تدمر، وغالبية هؤلاء المجندين ينحدرون من المدينة وريفها، إضافة إلى مدينة «القريتين» التى سيطر عليها فى 6 أغسطس الحالى، مشيراً إلى أن التنظيم يُخضع المنتسبين الجدد لدورات شرعية وعسكرية، وغالبيتهم من الطبقات الوسطى والفقيرة فى المجتمع، اضطرهم الفقر والحاجة وغياب البديل إلى التوجه لداعش لتأمين مرتب شهرى يكفيهم شر السؤال والحاجة. وفى أعقاب سيطرة «داعش» على مدينة تدمر، مايو الماضى، استطاع السيطرة على بلدة «القريتين» مطلع الشهر الحالى، وتكمن أهميتها فى قربها من المناطق والبلدات الموالية للنظام السورى، ومن حقلى «حجاز وجزل» النفطيين فى الشمال، وتوسطها للطريق الصحراوى الرابط بين دمشق ومطار التيفور العسكرى، كما أنها قريبة من مستودعات «مهين»، وهى من أكبر المستودعات العسكرية للنظام السورى، وكانت جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة فى سوريا، استطاعت قبل عامين السيطرة عليه قبل أن تستعيده قوات النظام. فى سياق متصل، أفادت صفحات معارضة للتنظيم فى العراق أن «داعش» أعدم 9 عراقيين بإلقائهم من أعلى مبنى شاهق فى الموصل بتهمة الشذوذ الجنسى، بعد أن جمع التنظيم عدداً من أبناء المدينة ليشاهدوا تنفيذ الحكم الصادر ممن يسمى بالقاضى الشرعى. وكان التنظيم أقدم، فى 4 يونيو الماضى، على إلقاء ثلاثة مدنيين من أعلى بناية شركة التأمين الواقعة فى منطقة الدواسة، مقابل بناية محافظة نينوى فى الموصل لاتهامهم بممارسة اللواط. وفى تونس، أعلن تنظيم عقبة بن نافع، التابع لداعش، مسئوليته عن الهجوم على الجمارك التونسية، مساء أمس الأول، ما أدى لسقوط قتيل وعدد من المصابين، فى عملية للكتيبة الإرهابية، على جبل بوشبكة فى ولاية القصرين على الحدود الغربية مع الجزائر. وسبق أن شن عناصر «عقبة بن نافع» هجوماً إرهابياً بالقرب من مكان الحادث الأخير فى 10 ديسمبر أدى إلى مقتل وكيل أول فى الحرس الوطنى، ويقع جبل بوشبكة على أحد المعابر الحدودية مع الجزائر، وهو مجموعة من المرتفعات المتاخمة لجبل الشعانبى من الناحية الغربية نحو الحدود الجزائرية. ويضع مسلحو تنظيم «الكتيبة» ألغاماً تقليدية الصنع فى جبال بولاية القصرين لمنع تقدم قوات الأمن والجيش، فى نهاية 2012 قُتل عشرات من عناصر الأمن والجيش فى انفجار ألغام وكمائن وهجمات نسبت السلطات أغلبها إلى «كتيبة عقبة بن نافع».
