أكد السفير علي جاروش، مدير إدارة الشؤون العربية السابق بجامعة الدول العربية، أن إيران دولة مركزية بالشرق الأوسط وهي تحاول منذ انتهاء الثورة الإيرانية في أواخر السبعينيات من القرن الماضي أن تبني قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية حتى تصنع لنفسها الدور الذي تتطلع إليه في المنطقة والعالم، ونجحت إيران وخاصة بعد انتهاء الحرب العراقيةالإيرانية منذ 1988 في بناء قوة عسكرية وسياسية يحسب لها حسابها. وأضاف علي جاروش، في تصريحات ل"الوطن"، أن هذا بالطبع ترك أثرًا كبيرًا على الجانب الاقتصادي في إيران، إلا أن المستغرب أن التقارير التي صدرت مؤخرًا تشير إلى صعوبات اقتصادية مستجدة في إيران، الأمر الذي يضع علامة استفهام أمام النجاحات التي حققتها إيران في مفاوضاتها النووية الأخيرة مع الدول الست والتي تشير بنود هذا الاتفاق صراحة إلى رفع الحصار عن إيران وفك التجميد الذي كان مفروضًا على أرصدتها المالية والذهبية في أمريكا وأوروبا ولا نستطيع إلا أن نقول إنه يجب التدقيق في صحة التقارير المشار إليها. قال جاروش إن إيران دخلت حربًا مع العراق وكانت الدول العظمى تريد التخلص منهما بهذا الشكل ولكنها صمدت ولم تتدهور بسبب وجود مصانع عسكرية تقوم بالتصنيع الذاتي ونحن كعرب لا وجود لنا والاتفاقيات تتم بعيدًا عنا وإيران جعلت الدول العظمى ترضخ وإيران رضخت وهذا شيء كبير وغير عادي وأصبح لها تأثير واضح في العراق.
وتابع قائلاً: "أصبحت إيران صاحبة القرار الأول في العراق الذي كان من أهم الدول في صيانة الأمن القومي العربي، ونعرف أيضًا تأثير طهران على الساحة السورية، وفي لبنان حيث حزب الله الذي يعتبر القوة الأساسية في لبنان حاليًا وأصبح مسيطرًا على القرار اللبناني من ناحية، فلا يمكن أن يتم شيء بلبنان لا يرغبه حزب الله، وكذلك الدور الإيراني في اليمن وما تقوم به إيران أيضًا من دعم بعض القوى السياسية في البحرين وغيرها والتقارير المذكورة التي أشارت إلى كوارث اقتصادية في إيران لا تتناسب أبدًا مع الوضع الخطير والمهدد للأمن القومي العربي والهدف التشويش على الوضع الإيراني ومع ذلك لدينا أشياء قوية لصيانة أمن المنطقة العربية وهي التعاون مع عرب الأحواز وهي أرض عربية احتلتها إيران ومعظم النفط الإيراني يخرج منها.