للمرأة المنتقبة عدة مشكلات في المجتمع المصري، ففي الوقت الذي تري فيه الأغلبية منهن أن بيت المرأة أولى بها، ويعصمها من الاختلاط برجال غرباء عنها، إلا أنهن يحتجن إلى وجود سيدات عاملات في كثير من المصالح الحكومية التي تطالبهن بالكشف عن وجههن للتحقق من الشخصية، وهذا ينطبق على التصويت في الانتخابات الرئاسية الحالية، التي تلزم السيدة المنتقبة بكشف وجهها منعا للتزوير. وفي أول يوم للانتخابات الرئاسية أصدر الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، فتوى بجواز كشف المرأة المنتقبة لوجهها أمام القاضي رئيس اللجنة، في حالة عدم وجود سيدة، لتيسير العملية الانتخابية. وواجهت تلك الفتوي موافقة من بعض السيدات ومعارضة من أخريات. تقول إيمان صالح "ربة منزل"، إنها غير مقتنعة بأن من حق القاضي أن يرى وجهها، مشيرة إلى موقفا حدث لها بالأمس أثناء الإدلاء بصوتها، أنها لم تجد سيدة داخل اللجنة الخاصة بها، وصمم القاضي على أن يرى وجهها ليتأكد من هويتها، لكنها رفضت ذلك. وأوضحت، أن المشكلة تأزمت عندما زاد عدد السيدات المنتقبات باللجنة إلى أربعة سيدات، واضطر القاضي أن يكلف مندوبة لأحد المرشحين بالتأكد من هويتهم. لكن إيمان، تري أنه طالما القاضي يثق في تلك السيدة فلا يحق له أن يرى وجه السيدات. وأبدت عدم اعتراضها على فتوى الشيخ برهامي، لأن "الدين يسر وليس عسر". وأوضحت إيمان، أنها كمنتقبة مضطرة في مواقف كثيرة لكشف وجهها كالتصوير للحصول على الرقم القومي ولاستخراج جواز سفر، وترى أنه طالما هناك فتاوي لعلماء أكثر علما فلا يجوز أن نجادل بها، وتري إيمان، أن الأهم هو "النية التي من أجلها كشفت وجهها". بنفس المنطق تفكر أسماء خليل "25 سنة"، التي تحاول بشتى الطرق مع رئيس اللجنة في حالة عدم وجود سيدة بأن لا تقوم بالكشف عن وجهها، وربما تذهب إلى منزلها ثم تعود مرة أخرى إذا كانت اللجنة ستوفر لها سيدة في ذلك الوقت، لافتة إلى أنه في حالة تعنت القاضي ستسأل إذا كان من الممكن عمل محضر ضده، ولكن إذا لم تصل لحل للأزمة وأن كل ما سيقوم به أعضاء اللجنة هو تعطيلها فقط، ستضطر إلى الكشف عن وجهها لأن الإدلاء بصوتها هام جدا بالنسبة لها. وترى أسماء، أن بعض السيدات تبالغن عندما يرفضن خلع قفازات اليد لوضع إصبعهم في الحبر الفسفوري، "الواحد بيتعلم مع الوقت إزاي يحط إيده في الحبر بدون ما حد يأخذ باله، خصوصا إن ده مش بيأخذ أكثر من ثواني". تختلف معهم في الرأي سمية محمود "37 سنة"، لأنها كمواطنة مصرية لها الحق بأن توفر اللجنة العليا للانتخابات سيدات داخل اللجان الفرعية للتأكد من هويتها، مضيفة أن نسبة المنتقبات في المجتمع ليست قليلة. وأضافت، "أنا ليا الحرية إني أغطي وجهى، زي ما لستات تانية الحق بلبس جيبات قصيرة في الشارع.. ولازم الدولة تحترم حقي في ده". يقول دكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمي للجبهة السلفية، يجوز أن تكشف المرأة وجهها للضرورة، والانتخابات تعد ضرورة ملحة لمصلحة البلد وخدمته، وأيضا لأن ذلك يمنع جريمة التزوير التي تم رصدها في عدة لجان بسبب المنتقبات. وأضاف سعيد، أن جميع السيدات في عائلته منتقبات، وأنهن يضطررن للكشف عن وجههن في مواقف كثيرة، كالكشف عن وجههن أثناء الدخول للجنة الامتحان للتأكد من هويتهن. وأبدى استغرابه من أن هذه الفتوى صدرت عن الشيخ البرهامي، لأنه على حد علمه أن الشيخ مقتنع بسنية النقاب لا فرضيته.