يستمر اللغز وراء نسبة حالات الوفاة المتزايدة بصورة مستمرة خلال الخمسة أيام الماضية، ويعد تشكك المواطنين بأن السبب هو فيروس مجهول المصدر أو التهاب سحائي وبائي، بينما نفت وزارة الصحة تلك المعلومات، وأعلنت أن الوفيات نتيجةً لموجة الحر التي ضربت مصر حاليا. وكشفت منى عبدالراضي، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، حقيقة وفاة شقيقها الصحفى هاني عبدالراضي، الذي توفي الجمعة الماضية بعد معاناته مع مرض الالتهاب السحائي منذ السبت قبل الماضي، وتم اكتشاف حالته بعد 3 أيام من دخوله المستشفى. منى عبدالراضي: لما سألنا عن المرض قالولنا في المستشفى إنه مرض عادي مفيش منه قلق
سبب الوفاة المكتوب في تقرير المستشفى هو إصابته بالالتهاب السحائي الوبائي، حيث تم عمل تحليل بزل للنخاع الشوكي في مستشفى حميات حلوان، ولم يكن لدى أسرته أي علم بحقيقة المرض ومدى تأثيره عليهم، وتقول منى "لما سألنا عن المرض قالولنا في المستشفى إنه مرض عادي مفيش منه قلق"، ولكنهم بحثوا عن المرض واكتشفوا أنه وباء مُعد، ونصحهم طبيب الأسرة بأخذ مضاد حيوي قوي للوقاية من المرض، حيث أنهم اشتروا المصل على حسابهم الخاص، وأعطوه لكل من تعامل مع المتوفى، لكل شخص قرصين مرة واحدة. وتضيف "نقلنا هاني لغرفة درجة أولى، مفيش تمريض ولا حتى تكييف، مروحة واحدة تعبانة وهو درجة حرارته عالية"، لم يكن هناك أي مظهر من مظاهر النظافة بالمستشفى ولا وجود للممرضات، والطبيب يمر مرة واحدة خلال ورديته الساعة 12 ليلاً، وعدد الأطباء في المستشفى 6 أطباء فقط، والأسرة هي التي عقمت الغرفة وقامت بعمل كمادات للحالة، وهم من كانوا يقومون بمساعدة أثناء الاستحمام.
وتضيف منى، أنهم عندما حاولوا نقله من المستشفى رفضت لأنه لا يوجد أي مستشفى في مصر تعالج مرض الالتهاب السحائي سوى مستشفيات الحميات، وأضافت "إحنا حظنا أفضل من غيرنا كتير، منى عبدالراضي: إحنا كدة وبواسطة.. في ناس كتير غلابة بتموت ومفيش أي طبيب بيتابعهم ". وتحكي منى أن الغرفة المقابلة لغرفة هاني كانت لطفل عمره أربعة أشهر فقط، ولم يلاحظوا مرور أي طبيب على الغرفة، حتى توفي الطفل، وتضيف أن أعراضه كانت مثل أعراض حالتهم بالضبط، فقدان للوعي، تشنجات، درجة حرارة عالية. منى: الأعداد كبيرة والضغط مستمر على مستشفيات الحميات.. وطفل مات أمامنا من الإهمال
وطلبت منى عبدالراضي في النهاية من الدولة إعلان الحقيقة، وتوعية المواطنين لأن المرض خطير ووبائي، متسائلة "أرواح المواطنين ولا الخوف من البلبلة؟"، وتضيف "واضح إنه وباء، الأعداد كبيرة والضغط مستمر على مستشفيات الحميات، المرض بدأ في رمضان وبدأت الحالات تتوفى منذ عشرين يوما فقط". منى: أخويا كان بيأيد السيسي ومش بأنشر إشاعات.. وكل اللي عايزاه الدولة تكون صريحة واختتمت منى قائلة "أخويا كان راجل يساري وبيأيد السيسي ومخلص لبلده، وأنا مش بأحاول أنشر إشاعات، كل اللي عايزاه إن الدولة تبقى صريحة أكتر من كده، الناس مرمية في الحميات بيترش عليها ميّه وبيموتوا".