تترنح أزمة بناء سد "النهضة" بين الانفراجة والتوترات، حيث استحكمت حلقات الأزمة المصرية الإثيوبية حول سد النهضة في فبراير 2014، حين أعلنت وزارة الموارد المائية والري، فشل المفاوضات (المصرية الإثيوبية)، التي جرت بالعاصمة أديس أبابا، بعد سنوات من محاولات إثناء إثيوبيا عن الخوض في بناء السد، الذي جرى مسح موقعه عام 2009، وازداد الموقف تأزمًا بتصريح المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، بأن إثيوبيا رفضت طلب مصر الداعي إلى وقف بناء سد النهضة الإثيوبي بصورة مؤقتة. وشهدت الفترة بعد ثورة 30 يونيو "انفراجة"، وتحديدا في 26 يونيو 2014، بعد فوز المشير عبدالفتاح السيسي برئاسة الجمهورية، وأجرى مباحثات في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام دسالين، على هامش أعمال الدورة العادية ال23 لقمة مؤتمر الاتحاد الإفريقي، والاتفاق على بدء جولات جديدة من المباحثات بفكر مفتوح ابتداءً من يوليو 2014. وتنتهي اليوم، المهلة التي حددتها اللجنة الفنية لسد النهضة، للمكتبين الاستشاريين لتسليم العرض الفني، طبقًا للخارطة التي اتفق عليها وزراء الري والمياه بالدول الثلاث في الخرطوم، على أن يدرس الخبراء في كل دولة من الدول الثلاث، العرض الفني لمدة أسبوع، ليعقد بعدها الجولة الثامنة لاجتماعات اللجنة الفنية لسد النهضة في أديس أبابا، في 20 أغسطس. وتستعرض "الوطن" الجولات السبع السابقة وما آلت إليه. شهدت أزمة بناء إثيوبيا لسد النهضة، العديد من المراحل، بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاتفاق مع رئيس وزراء إثيوبيا ماريام ديسالين، بإعادة جولات الحوار مرة أخرى بعد توقف دام 8 أشهر. وعقب لقاء السيسي وديسالين، خاضت الدول الثلاث "مصر، إثيوبيا، والسودان"، 6 جولات من المفاوضات، في أكثر من 3 أشهر منذ نهاية أغسطس الماضي: - نوفمبر 2013: استأنفت مصر وإثيوبيا والسودان المفاوضات، بعد توقفها عقب عزل مرسي، واقترحت مصر موضوعات جديدة من المفاوضات بشأن تأثيرات سد النهضة. - 5 يناير 2014: بدأت الجولة الثانية من المحادثات بين السودان ومصر وإثيوبيا في العاصمة السودانية الخرطوم، بشأن الخلافات القائمة حول بناء سد النهضة الإثيوبي، وسط أجواء من التفاؤل بإحراز تقدم في الملف الشائك، وبعد الافتتاح دخل الوزراء في اجتماعات مباشرة مغلقة، إلا أن الجولة باءت بالفشل بسبب عدم التوصل لاتفاق بشأن آلية مشتركة من الدول الثلاث، لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية حول السد الإثيوبي المثير للجدل. - 24 أغسطس 2014: انعقدت الجولة الثالثة من المفاوضات مع إثيوبيا والسودان بشأن تأثيرات السد، على مدى 3 أيام في العاصمة السودانية الخرطوم برئاسة وزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا، وبحضور عدد من الخبراء الفنيين من الدول الثلاث. - 2 أبريل 2015: انعقدت الجلسة الأولى للجولة الرابعة لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي، واستمرت 6 ساعات متصلة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وسط أجواء إيجابية برئاسة وزراء المياه بمصر وإثيوبيا والسودان، وبمشاركة أعضاء اللجنة الوطنية الثلاثية المؤلفة من 12 خبيرًا، لاختيار المكتب الاستشاري الدولي من بين المكاتب الأربعة المرشحة لتنفيذ الدراسات الفنية للمشروع الإثيوبي، طبقًا لخارطة الطريق المتفق عليها في أغسطس الماضي بالخرطوم. - 8 أبريل 2015: اجتمع وزراء الدول الثلاث، ضمن الجولة الخامسة لمفاوضات السد، وشرعوا في وضع آلية لانتهاء المكتب الاستشاري من وضع توصياته لوضعها موضع التنفيذ، على أن تخطر الدولة صاحبة المنشأ المائي دولتي المصب بوجود أي حالة طوارئ في تشغيل السد، فضلًا عن اتفاق لوضع آلية تمنع حدوث أي ضرر. - 1 يوليو 2015: كشفت نتائج الجولة السادسة التي انتهت بعد يوم واحد من انطلاقها، عن اجتماعات اللجنة الوطنية، وشهدت مناقشات حادة حول عدد من النقاط الخلافية العالقة، حيث طالب الجانب السوداني بضرورة إنهاء الدراسات بدقة عالية دون النظر إلى عامل الوقت، مبررًا ذلك بأنه لا يجب إنهاء الدراسات وفق ما كان متفقًا عليه في خارطة الطريق في أغسطس الماضي، ومن الضروري أن يتم الانتهاء منها خلال 11 شهرًا. 23 يوليو 2015: استأنفت اللجنة الفنية الوطنية الثلاثية، أعمال الجولة السابعة لمفاوضات سد النهضة، حيث عرض الخبراء وجهات نظر دولهم- كل على حدة- حول كيفية حل الخلافات حول النقاط العالقة التي لم يتم التوصل إلى توافق بشأنها خلال اجتماعات الجولة السادسة التي عقدت بالقاهرة، وهي تتصل بكيفية عمل المكتبين الاستشاريين (الفرنسي والهولندي) معا، واللذين وقع الاختيار عليهما لإجراء الدراسات الخاصة بسد النهضة. 12 أغسطس 2015: تنتهي اليوم المهلة التي حددتها اللجنة الفنية لسد النهضة، للمكتبين الاستشاريين لتسليم العرض الفني، طبقًا للخارطة التي اتفق عليها وزراء الري والمياه بالدول الثلاث في الخرطوم، على أن يدرس الخبراء في كل دولة من الدول الثلاث، العرض الفني لمدة أسبوع، ليعقد بعدها الجولة الثامنة لاجتماعات اللجنة الفنية لسد النهضة في أديس أبابا، في 20 أغسطس.