مشهد مميز للفنان أحمد حلمى فى نهاية فيلمه «زكى شان» حين تعمد المرور فى الشارع الذى تمت سرقته به عدة مرات، كنوع من الانتقام.. المشهد ذاته تكرر مع الشاب أحمد ياسر، الطالب بالفرقة الثانية بكلية الطب بمحافظة المنوفية، الذى اعتاد بعض اللصوص تثبيته فى شارع الزراعة المقابل لاستاد الجامعة، فى مرتين متتاليتين، ليصر الشاب على المرور للمرة الثالثة معلناً: «اللى يحصل يحصل». كان أحمد عائداً فى ذلك اليوم من بيت صديق له، أنجز مجموعة من المشاوير قبل أن يقرر التوجه أخيراً إلى بيته: «كنت تعبان جداً وده أقصر طريق لبيتى؛ قلت إحنا فى رمضان، يعنى مش هالاقى حد وحتى لو لاقيت يحصل اللى يحصل.. دخلت الشارع، وفى نصه سمعت صوت موتوسيكل وقف ورايا بحوالي 10 متر، نزل منه واحد والموتوسيكل كمل وعداني ووقف بعدي ب10 متر تانيين». حرامى أعاد شنطة طالب طب بعد اكتشاف مرضه.. وخد رقم موبايله هنا علم أحمد أنه على وشك التعرض لسرقة جديدة: «الشخص اللي كان ورايا شدني من كتفي وحط مطواة فى ضهرى، واللي كان قدام قفل عليّا الطريق بالموتوسيكل.. توقعت اللى هيقوله طبعا، طلّع اللي معاك أو يشد السماعات من ودني، أو ياخد الموبايل وأنا مكنتش هعترض وكنت هديهمله يعني، بس فوجئت بيه بيسألنى «إيه ده؟ انت ماسك عكاز، انت مصلحة ومش هتتعبنا».. كان أحمد وقتها مصاباً بمشاكل فى غضاريف ظهره أجبرته على استخدام العكاز لفترة لا بأس بها، كما أن إصابته بفيروس «إيه» والصفراء جعلت قدرته على مقاومة السارقين شبه معدومة: «أخدوا الشنطة اللي علي ضهري، والموبايل وبدأوا يشوفوا اللى جواها قدامى، وكانت أول حاجة شافوها كيس الأدوية». «أدوية إيه دى؟».. سؤال استنكارى من السارقين أجاب عنه الشاب ببساطة، لكن المفاجأة كانت فى رد فعل اللصوص: «إتأثروا جداً، وادونى كيس الأدوية، وكانوا خلاص هايركبوا فندهت عليه قلت له الشنطة فيها كتاب أصفر كدا -كتاب الهستولوجي- هاته بعد إذنك انت مش هتحتاجه فى حاجة عشان عندي امتحان يوم الأربع».. كلمات جعلت الحديث يبدأ بين اللصوص وأحمد: «أنا فى كلية طب، قلتها ومشيت، لقيته بينده عليّا وبيقول لي استني! خد يا أصلي الشنطة والموبايل ومتزعلش مني، وقعد يهزر معايا شوية». «أنا بعمل الموضوع ده غصب، البلد ظروفها صعبة والشغل مش جايب همه، يا ريت كان فيه شغلانة محترمة عمرى ما كنت هامشى أثبّت فى خلق الله».. كلمات سريعة من اللص جعلت أحمد يتعاطف معه لينتهى الحوار برقم اللص مع أحمد: «مشي معايا شوية هو وصاحبه واداني رقم موبايله عشان لو احتجته فى خناقة أو أى حاجة بعد كده»!