محفوفاً بأصحاب اللحى الطويلة، من أبناء الجماعة التى طالما شغل فيها مكانة رفيعة، لفظ عصام دربالة آخر أنفاسه، لتعلن «الجماعة الإسلامية» بعدها وفاة رئيس ما يسمى «مجلس شورى الجماعة الإسلامية»، واحتفظ «دربالة»، قبل رحيله، بمكانة بارزة، باعتباره من مؤسسى الجماعة الإسلامية فى مصر. وُلد «دربالة» فى محافظة المنيا عام 1957، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة المنيا، وأكمل دراسته العليا فحصل على دبلوم الدراسات العليا فى الشريعة الإسلامية، ودبلوم فى القانون العام من جامعة عين شمس. وفى أكتوبر 1981 تم إلقاء القبض عليه بعدما قام بعض أفراد الجناح العسكرى للجماعة الإسلامية بمهاجمة مديرية أمن أسيوط ومراكز الشرطة (بعد مقتل الرئيس السادات)، ودارت بينهم وبين قوات الأمن معركة حامية قتل فيها العديد من كبار رجال الشرطة والقوات الخاصة وانتهت بالقبض عليهم وعلى رأسهم ناجح إبراهيم وكرم زهدى وعصام دربالة، والحكم عليهم، فيما عرف فى وقتها بقضية تنظيم الجهاد، بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاماً، كما أنه أحد أبرز أفراد الجماعة الذين أعلنوا مبادرة وقف العنف عام 1997. تولى «دربالة» قيادة «الجماعة الإسلامية» فى مايو 2011، بعد فوزه بمنصب رئيس مجلس الشورى، وسعى وراء تأسيس حزب «البناء والتنمية» كأول حزب سياسى للجماعة الإسلامية فى أعقاب ثورة 25 يناير، ورفض «عصام» تولى منصب قيادى داخل الحزب السياسى الجديد، ليشغل الدكتور نصر عبدالسلام رئاسته، فيما ظل هو على رأس مجلس شورى الجماعة حتى وفاته رغم انتهاء ولاية هذا المجلس منذ عامين. وفى وقت سابق على المراجعات الفكرية التى قام بها «دربالة» ورفاقه، فى أواخر التسعينات، خضع القيادى فى الجماعة الإسلامية لبتر اليد اليمنى، بعد محاولته إلقاء قنبلة على كمين للشرطة، لكن القنبلة انفجرت فى يده، وبعد المراجعات ألّف «دربالة» عدداً من المؤلفات التى تراجع فكر الإسلام الجهادى المسلح، ومنها: «استراتيجية وتفجيرات القاعدة.. الأخطاء والأخطار»، و«الجهاد والحقيقة الغائبة»، من ثلاثة أجراء، كما قاد «دربالة» ما يسمى «صقور الجماعة». وفى عهده، شهدت «الجماعة الإسلامية» انشقاقات واسعة بين قيادات الجماعة القدامى والجدد، وشملت قيادات تاريخية بالجماعة، أبرزهم الشيخ كرم زهدى، والشيخ فؤاد الدواليبى، وجميعها تمت عقب عزل محمد مرسى فى الثالث من يوليو 2013، بسبب قرار الجماعة الاندماج فى «تحالف دعم الإخوان» الذى تزعمه التنظيم الإخوانى. وظهرت جبهات منشقة عن «الجماعة الإسلامية» بإعلان وليد البرش وعدد من قيادات الجماعة حركة تمرد الجماعة الإسلامية، بالإضافة إلى جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، وجبهة أحرار الجماعة الإسلامية، بسبب استمرار الجماعة فيما يسمى «تحالف دعم الإخوان»، ورحل «دربالة» بعد تعرضه لوعكة شديدة أدت إلى وفاته.