ولماذا يطلقون عليه أمير الصقور؟ كتب - ياسر ثابت يعد عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الذي توفي أمس الأحد في محبسه، من صقور "الجماعة الإسلامية" وأبرز قياداتها التاريخية. يطلق عليه كثيرون اسم "أمير الجماعة"، ويُنسب له فضل استقطاب العديد من العناصر للانضمام للجماعة، وعلى رأسهم: "أسامة حافظ، وعبود الزمر، طارق الزمر، عصام عبد الماجد، أسامة حافظ، صفوت عبد الغنى، صلاح هاشم، وعلى الدينارى، وشعبان إبراهيم". دربالة من مواليد محافظة المنيا عام 1957، حصل على ليسانس الآداب وليسانس التاريخ من جامعة المنيا، أكمل دراسته العليا فحصل على دبلوم الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية، ودبلوم في القانون العام من جامعة عين شمس، وكان من أبرز الداعمين لتأسيس الجماعة في مصر. شارك دربالة في التخطيط لاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، إلا أنه عاد بعد سنوات وتحديدًا في أعقاب ثورة 25 يناير، ليؤكد أنه رفض من البداية قتل الرئيس، خاصة وأن له العديد من "القرارات العظيمة" مثل حرب أكتوبر 1973 – حسب قوله. وفي أحد اللقاءات التليفزيونية أكد أن قتل السادات تم على غير موافقة أعضاء مجلس الجماعة الإسلامية، بمن فيهم عبود الزمر شخصيًا، مشيرًا إلى أنه من يتذكر مشهد القتل يتأكد أن موقفه كان صحيحًا؛ لأن السادات شخصية كبيرة وله مواقف وقرارات عظيمة، أهمها قرار حرب أكتوبر، وله أيضًا مواقف غير جيدة، أهمها قرار التحفظ ومنع تأسيس الأحزاب على أساس ديني، ولكنه لا يستحق القتل. وقال دربالة:"عندما اجتمع مجلس الجماعة على عدم قتل السادات، ذهب الشيخ أسامة حافظ عضو مجلس شورى إلى القاهرة لكي يراجع الشيخ محمد عبد السلام فرج، مسؤول مجموعة القاهرة وبعض المحافظات الأخرى لإخبار خالد الإسلامبولي لكي يوقف هذه العملية فلم يجد الشيخ عبد السلام في منزله فذهب إلى الإسلامبولي يبلغه بنفسه فوجده دخل المعسكر ولم يتمكن من مقابلته وإبلاغه فكان أمر الله". وبعد يومين من اغتيال السادات، شارك دربالة وعاصم عبد الماجد فيما عرف باسم "مذبحة أسيوط"، والتي قتل فيها 118 شخصًا من جنود وضباط الشرطة بمديرية أمن أسيوط، وعدد آخر من المواطنين، بالإضافة إلى إصابة المئات. وفي صباح أول أيام عيد الأضحى، يوم 8 أكتوبر 1981، وتحديدًا قبل نصف ساعة من صلاة العيد انتشرت قوات الأمن وتفرقت على مساجد أسيوط لتحرسها بلا سلاح، حتى لا تستفز المصلين وخلت مديرية الأمن من ضباطها وجنودها وفى الساعة السادسة صباحا وقفت سيارتان ونزل منهما ثمانية أفراد مسلحين وفتحوا نيران أسلحتهم الآلية على جنود الحراسة ولم تتح لهم الرد بإطلاق النار من المفاجأة. وفي نفس لحظة الهجوم كانت هناك سيارات تجوب شوارع المدينة تحمل مجموعات مسلحة وتطلق النار على جنود الحراسة وعلى عجلات وسيارات رجال الشرطة. وحتى وفاته ظل دربالة محتفظا بدليل مشاركته في "انتفاضة أسيوط العاطفية" كما يسميها البعض؛ حيث كان كف يده اليمنى مقطوعا بسبب انفجار عبوة ناسفة أراد أن يلقيها على ضباط وجنود مديرية أمن أسيوط عام 1981 فانفجرت فيه. وبعد سنوات تحدث عن واقعة قطع يده قال إنه كان بصدد أن يلقي بالقنبلة التي كانت في يده على الشرطة ففوجئ بمدنيين وسط هؤلاء الجنود، فتراجع؛ مما أدى لانفجار العبوة في يده. اعتقل عام 1891 وظل في السجن حتى مارس من العام ألفين وستة، كما أنه أحد أبرز أفراد الجماعة الذين أعلنوا مبادرة وقف العنف عام ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين. له مؤلفات كثيرة أبرزها "استراتيجية وتفجيرات القاعدة: الأخطاء.. والأخطار" وكتاب "الجهاد والحقيقة الغائبة" من ثلاثة أجراء، وكان متزوجًا وله أربعة أبناء. تزعم دربالة فريق الصقور داخل الجماعة الاسلامية، وهذا الفريق له السيطرة الكاملة، بعد أن تقدم أغلب القيادات التاريخية باستقالاتهم فور اختيار دربالة لشغل منصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر. كان الرجل الأول داخل الجماعة الإسلامية، نظرًا لكونه رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الآن، والعقل المدبر لكل تحركات التنظيم، كما أنه أحد أبرز القيادات التى عملت على إنشاء أول حزب سياسى للجماعة الإسلامية بعد ثورة 25 يناير والداعمة لتحالف دعم جماعة الإخوان المسلمين. بل إن دربالة، وناجح إبراهيم، أحد مؤسسي الجماعة، وصفوت عبدالغني، عضو مجلس شورى الجماعة، كانوا ضمن قيادات الجماعة الإسلامية التي بحثت مع مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء، للمرة الأولى، وثيقة المبادئ الأساسية للدستور في أغسطس 2011. فى شهر مايو 2011 كانت بداية عصام دربالة لتولى القيادة بالجماعة الإسلامية، حيث أعلنت الجماعة فى هذا التوقيت فوزدربالة بمنصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية وأسامة حافظ بمنصب نائب الرئيس وضم عبود الزمر، وطارق الزمر، وناجح إبراهيم، وعصام عبد الماجد، وأسامة حافظ، وصفوت عبد الغنى، وصلاح هاشم، وعلى الدينارى وشعبان إبراهيم فى عضويتها رسميًا حيث تعد هذه الخطوة هى الأولى من نوعها داخل الجماعة منذ نشأتها. رفض عصام دربالة تولى منصب قيادي داخل الحزب السياسى الجديد الذى أسسته الجماعة الإسلامية وأطلقت عليه حزب البناء والتنمية، وتولى بدلا منه الدكتور نصر عبد السلام رئاسته، فيما ظل مترأسا مجلس شورى الجماعة، رغم انتهاء ولاية هذا المجلس منذ عامين. وفي عهده شهدت الجماعة الإسلامية انشقاقات واسعة شملت قيادات تاريخية بالجماعة أبرزها الشيخ كرم زهدى، والشيخ فؤاد الدواليبى، وجميعها تمت عقب عزل محمد مرسى فى الثالث من يوليو 2013، بسبب قرار الجماعة بالاندماج فى تحالف دعم الإخوان الذى تزعمه التنظيم الإخوانى. ورأى البعض أن الاطاحة بكل من كرم زهدي وحمدي عبد الرحمن وعلي الشريف وفؤاد الدواليبي انقلاب على الجيل القديم. كما شهدت الجماعة فى عهده نشأة جبهات كثيرة منشقة عن الجماعة الإسلامية أبرزها حركة تمرد الجماعة الإسلامية، وجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، وجبهة أحرار الجماعة الإسلامية، وجميعهم حملاه مسئولية الأزمات التى تعانى منها الجماعة فى الاستمرار بتحالف دعم الإخوان. وشهدت الجماعة فى عهده سجلا طويلا من المشاحنات بين قيادات الجماعة الإسلامية، أبرزها عندما دعا الشيخ عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية للانسحاب من تحالف الإخوان، بينما أصرت الجماعة بقيادة دربالة على الاستمرار مما أدى لحدوث انشقاقات داخل الجماعة الإسلامية.