للمرة الأولى، هتف المشاركون فى المظاهرات والمسيرات التى تجتاح الأردن لليوم الثالث على التوالى «الشعب يريد إسقاط النظام». وشهدت العاصمة عمان مسيرة كبرى أمام المسجد الحسينى، بعد صلاة الجمعة، احتجاجاً على القرار الذى أصدرته الحكومة الأردنية برفع أسعار المشتقات البترولية، مساء الثلاثاء الماضى، وطالبوا برحيل حكومة الدكتور عبدالله النسور، وسط تدابير أمنية غير مسبوقة. وتحولت منطقة «دوار الداخلية» -أحد الميادين الكبرى والرئيسية بالعاصمة- وجبل الحسين، ووسط عمان، إلى ساحات للكر والفر بين الجانبين، حيث منعت قوات الأمن المتظاهرين بالقوة من الوصول إلى «الدوار» للاعتصام المفتوح به، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، وخراطيم المياه، لفض المتظاهرين، الذين تواصلت احتجاجاتهم فى محافظات الكرك، والطفيلة، ومعان، وجرش، وإربد، وعجلون، ومدنا ومناطق أخرى بالمملكة، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا. وخلفت الاحتجاجات، قتيلاً واحداً، و71 مصاباً، بينهم 54 من قوات الأمن العام، والدرك الأردنية، واعتقل 158 من بينهم 2 يحملون الجنسية السورية، حسب بيان للمركز الإعلامى بمديرية الأمن العام الأردنية أمس الأول، فيما هدد حسين هزاع المجالى، مدير الأمن العام الأردنى، ب«الضرب بيد من حديد، لكل من تسول له نفسه الإضرار بالوطن والمواطن». وفى سياق متصل اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن التظاهرات التى شهدتها الأردن خلال الأيام الماضية، تعبر عن «التعطش للتغيير» على غرار ما شهدته دول عربية أخرى خلال الربيع العربى. وقال مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، «الشعب الأردنى لديه مخاوف اقتصادية وسياسية ولديه تطلعات، نعتقد أن خارطة الطريق التى قدمها الملك عبدالله الثانى للإصلاحات تستجيب لذلك، لكن، كما رأينا فى مناطق أخرى، ثمة تعطش للتغيير».