ازدواجية المعايير هى آفة مجتمعنا الجميل.. بلد ماشى بمنطق افعل ما شئت، لكن ماتسيبش الناس فى حالها.. ربيهم.. علمهم الأدب والأخلاق والفضيلة المستوحاة من النصوص، ومش مهم أنت بتعمل إيه، وهل بتطبق النصوص دى ولّا بتخالفها. بلد الحجاب فيه بقى موضة وستايل مش فرض دينى زى ما أبواق العمائم بتقول.. بلد الحجاب فيه بقى عادة مفروضة من الأهل والأقارب على البنات من سن الزهور، وتكبر البنت مش عارفة ليه بتحط القماشة دى على دماغها.. طيب لو الحجاب فعلاً رمز العفة والطهارة.. ليه المحجبات قالبين الدنيا عشان فيه شواطئ وكافيهات مانعاهم من الدخول؟ ما انتو لما بتدخلوا الأماكن دى بتحسوا أنكم غرباء وتبدأ مصمصة الشفايف وعيونكم بتدور وتلف على البنات المتبرجة اللى بشعرها واللى لابسة بكينى، أما قلوبكم فمتحسرة على اللى أنتم فيه، ولسان حالكم بيقول يا ريتنا كنا زيهم. لو فيه مكان ولّا اتنين ولّا عشرة ممنوع فيها دخول المحجبات، ففيه ألف مكان مش ممنوع فيه.. والألف مكان دول بتتعرض فيه البنت المش محجبة لعملية اضطهاد ممنهجة، بدءاً من وصفها بالبنت المنحلة واللى دايرة على حل شعرها.. وبتتعرض لاضطهاد أشد من محيط عائلتها وأسرتها وأصدقائها فى الجامعة أو فى الشغل.. وده كله تحت شعار: اتحجبى يا أختاه.. اتلمى بقى.. شعرك بيفتن الشباب وبيخليهم يعاكسوكى.. طيب يا أختاه هل شوفتى فيديو البنت المحجبة اللى جابها «الفيس بوك» وهى بترقص رقص «فشر» راقصات وسط البلد، وفى الشارع وقدام الناس رجالة وستات.. طبعاً هيترد على دى بأنها حالة فردية وماتعممش.. وهو ده فعلاً اللى أنا عايز أوصل له.. السلوك يا سادة هو اللى بيحدد كل شىء.. مش مهم محجبة ولّا مش محجبة.. مش مهم منتقبة ولا سافرة.. المهم سلوكها وطريقتها ومشيتها وكلامها.. احتقار المرأة فى مجتمعنا بقى على كل لون وكل شكل.. زى مثلاً الحملة العجيبة اللى اسمها «ماتعبرهاش».. حملة كل عباراتها مثال حى لاحتقار المرأة.. لو شوفت بنت فى الشارع ماتعبرهاش.. لو بنت سألتك على حاجة ماتعبرهاش.. لو بنت قعدت جنبك فى الميكروباص حط حاجة بينك وبينها وماتعبرهاش.. لو شوفت بوست لبنت على الفيس بوك ماتعبرهاش ب«لايك».. لو شوفت بنت لابسة قصير ولّا مفتوح بص لها باحتقار وماتعبرهاش.. «إحنا الأقلية وهما الأغلبية.. يعنى إحنا اللى مطلوبين أكتر منهم.. لو كل ولد نفض لأى بنت مايعرفهاش ومادهاش حتى نظرة أهمية هتتكسر شوكتهم ومناخيرهم، وهيبطلوا يتنططوا علينا». يعنى تحس أن اللى عاملين الحملة دول شايفين البنات عارضين نفسهم فى سوق النخاسة، ومهمتهم كسر شوكة البنت اللى شايفة نفسها حلوة، وكل الولاد بيجروا وراها.. مع العلم أنهم مافرّقوش بين البنت المحجبة واللى قالعة الحجاب.. يعنى نظرة احتقار للأنثى على حد سواء. عموماً الواضح أن «طوبة» شريف الشوباشى أثرت بشدة فى المجتمع.. وفعلاً فيه بنات كتير قوى قرروا خلع الحجاب وهم مقتنعين أنهم بيعيشوا حياتهم دون خوف ولا رقابة ولا حجر من قريب أو بعيد.. ومش معنى أنها قلعت الحجاب أنها طلعت من الدين.. بالعكس، فيه منهم كتير قوى حريصين على الدين أكتر من المحجبات.. كلمة أخيرة: سيبوا البنت فى حالها.. لو عايزين تحاسبوها حاسبوها على سلوكها.. مش على قماشة شعر راسها!!