العدوان الإسرائيلى على غزة ليس جديداً، لكن الجديد أن عملية «عمود السحاب» الحالية هى أول عملية تقدم عليها إسرائيل بعد ثورات الربيع العربى وصعود التيار الإسلامى بكل فصائله، وعلى رأسه جماعة الإخوان التى يترقب العالم كله رد فعل رئيسها الدكتور محمد مرسى على الاستفزاز الإسرائيلى. هذا ما ذهب إليه معظم تحليلات الصحف الغربية الكبرى. فقد ربطت صحيفة واشنطن بوست مسار الأحداث فى غزة برد الفعل المصرى مؤكدة أنه «أياً كان رد فعل مصر فسوف يكون شديد الأهمية لأنه سيكشف عن الطريقة التى تفكر بها مصر «الجديدة» للتعامل مع إسرائيل فى أوقات التوتر»، ورصدت الصحيفة ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث فى غزة؛ أولها أن تكتفى مصر بسحب سفيرها من تل أبيب، لتعود العلاقات الدبلوماسية كاملة فى وقت لاحق بعد تقديم الولاياتالمتحدة بعض التطمينات للجانبين. والسيناريو الثانى أن ترد مصر برفع الحصار عن غزة من جانبها، ما سيوجع إسرائيل ويضرب علاقة البلدين فى مقتل. أما أسوأ السيناريوهات -التى تطرحها واشنطن بوست- فهو انسحاب مصر من اتفاقية السلام. وهذا لا يبدو احتمالاً قوياً لأن أوباما يكرر دائماً أن «كامب ديفيد» خط أحمر، ومصر لا تستطيع أن تغضب أمريكا. معهد بروكجينز الأمريكى رصد المسارات المختلفة التى قد تتخذها عملية عمود السحاب استناداً للسوابق التاريخية والظروف الراهنة، واختتم تحليله بالتأكيد على أنه أياً كان مسار هذه العملية «فإن الفارق الجوهرى بينها وبين العمليات الكثيرة التى سبقتها هو التغير فى القيادة المصرية». فمبارك كان عنيداً ومعادياً لحماس، ويرى فيها خطراً على أمنه القومى ومستعداً أن يتحمل الانتقادات العنيفة التى توجه إليه فى المنطقة العربية بسبب تقاعسه عن نصرة أهل غزة أمام العدوان الإسرائيلى عليهم، أما اليوم فإن من يحكم مصر هو الإخوان المسلمون أى الجماعة الأم لحركة حماس.